الرسم العثمانيوَتَرٰى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسٰرِعُونَ فِى الْإِثْمِ وَالْعُدْوٰنِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَتَرٰى كَثِيۡرًا مِّنۡهُمۡ يُسَارِعُوۡنَ فِى الۡاِثۡمِ وَالۡعُدۡوَانِ وَاَكۡلِهِمُ السُّحۡتَ ؕ لَبِئۡسَ مَا كَانُوۡا يَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
وترى -أيها الرسول- كثيرًا من اليهود يبادرون إلى المعاصي من قول الكذب والزور، والاعتداء على أحكام الله، وأكْل أموال الناس بالباطل، لقد ساء عملهم واعتداؤهم.
أي; يبادرون إلى ذلك من تعاطي المآثم والمحارم والاعتداء على الناس، وأكلهم أموالهم بالباطل ( لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) أي; لبئس العمل كان عملهم وبئس الاعتداء اعتداؤهم.
قوله تعالى ; وترى كثيرا منهم يعني من اليهود . يسارعون في الإثم والعدوان أي ; يسابقون في المعاصي والظلم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون
القول في تأويل قوله ; وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; " وترى " يا محمد =" كثيرًا "، من هؤلاء اليهود الذين قصصت عليك نبأهم من بني إسرائيل=" يسارعون في الإثم والعدوان "، يقول; يعجلون بمواقعة الإثم. (43)* * *وقيل; إن " الإثم " في هذا الموضع، معنيّ به الكفر. (44)12235 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي في قوله; " وترى كثيًرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان "، قال; " الإثم "، الكفر.12236 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " وترى كثيًرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان "، وكان هذا في حُكّام اليهود بين أيديكم. (45)12237 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " يسارعون في الإثم والعدوان "، قال; هؤلاء اليهود=" لبئس ما كانوا يعملون "= لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ ، إلى قوله; لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ، قال; " يَصْنَعُونَ" و " يعملون " واحد. قال; لهؤلاء حين لم ينهوا، كما قال لهؤلاء حين عملوا.قال; وذلك الإدهان. (46)* * *قال أبو جعفر; وهذا القول الذي ذكرناه عن السدي، وإن كان قولا غير مدفوع جوازُ صحته، فإن الذي هو أولى بتأويل الكلام; أن يكون القوم موصوفين بأنهم يسارعون في جميع معاصي الله، لا يتحاشون من شيء منها، لا من كفر ولا من غيره. لأن الله تعالى ذكره عمَّ في وصفهم بما وصفهم به من أنهم يسارعون في الإثم والعدوان، من غير أن يخصّ بذلك إثمًا دون إثم.* * *وأما " العدوان "، فإنه مجاوزة الحدّ الذي حدَّه الله لهم في كل ما حدَّه لهم. (47)* * *وتأويل ذلك; أن هؤلاء اليهود الذين وصفهم في هذه الآيات بما وصفهم به تعالى ذكره، يسارع كثير منهم في معاصي الله وخلاف أمره، ويتعدَّون حدودَه التي حدَّ لهم فيما أحلّ لهم وحرّم عليهم، في أكلهم " السحت "= وذلك الرشوة التي يأخذونها من الناس على الحكم بخلاف حكم الله فيهم. (48)* * *يقول الله تعالى ذكره; " لبئس ما كانوا يعملون "، يقول; أقسم لَبئس العمل ما كان هؤلاء اليهود يعملون، في مسارعتهم في الإثم والعدوان، وأكلهم السحت.* * *
ثم استمر تعالى يعدد معايبهم، انتصارا لقدحهم في عباده المؤمنين، فقال: { وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ ْ} أي: من اليهود { يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ْ} أي: يحرصون، ويبادرون المعاصي المتعلقة في حق الخالق والعدوان على المخلوقين. { وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ْ} الذي هو الحرام. فلم يكتف بمجرد الإخبار أنهم يفعلون ذلك، حتى أخبر أنهم يسارعون فيه، وهذا يدل على خبثهم وشرهم، وأن أنفسهم مجبولة على حب المعاصي والظلم. هذا وهم يدعون لأنفسهم المقامات العالية. { لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ْ} وهذا في غاية الذم لهم والقدح فيهم.
(الواو) استئنافيّة
(ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(كثيرا)مفعول به منصوبـ (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لـ (كثيرا) ،
(يسارعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (في الإثم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يسارعون) بتضمينه معنى يقعون سريعا
(العدوان) معطوف على الإثم بالواو مجرور مثله
(الواو) عاطفة
(أكل) معطوف على الإثم مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه
(السحت) مفعول به للمصدر أكل منصوبـ (اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ
(ما) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل بئس ،
(كانوا يعملون) مثل كانوا يكتمون .
جملة «ترى» : لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «يسارعون ... » : في محلّ نصب حال من كثيرا أو نعت ثان له .
وجملة «بئس ما كانوا ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة «كانوا يعملون» : لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «يعملون» : في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - المائدة٥ :٦٢
Al-Ma'idah5:62