الرسم العثمانيإِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُۥ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّا كُـنَّا مِنۡ قَبۡلُ نَدۡعُوۡهُ ؕ اِنَّهٗ هُوَ الۡبَـرُّ الرَّحِيۡمُ
تفسير ميسر:
وأقبل أهل الجنة، يسأل بعضهم بعضًا عن عظيم ما هم فيه وسببه، قالوا; إنا كنا قبل في الدنيا- ونحن بين أهلينا- خائفين ربنا، مشفقين من عذابه وعقابه يوم القيامة. فمنَّ الله علينا بالهداية والتوفيق، ووقانا عذاب سموم جهنم، وهو نارها وحرارتها. إنا كنا من قبلُ نضرع إليه وحده لا نشرك معه غيره أن يقينا عذاب السَّموم ويوصلنا إلى النعيم، فاستجاب لنا وأعطانا سؤالنا، إنه هو البَرُّ الرحيم. فمن بِره ورحمته إيانا أنالنا رضاه والجنة، ووقانا مِن سخطه والنار.
يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يبلغ رسالته إلى عباده وأن يذكرهم بما أنزل الله عليه ثم نفى عنه ما يرميه به أهل البهتان والفجور فقال "فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون" أي لست بحمد الله بكاهن كما تقول الجهلة من كفار قريش والكاهن الذي يأتيه الرئي من الجان بالكلمة يتلقاها من خبر السماء "ولا مجنون" وهو الذي يتخبطه الشيطان من المس.
قوله تعالى ; إنا كنا من قبل ندعوه أي في الدنيا بأن يمن علينا بالمغفرة عن تقصيرنا . وقيل ; ندعوه أي نعبده .إنه هو البر الرحيم وقرأ نافع والكسائي " أنه " بفتح الهمزة ; أي لأنه . الباقون بالكسر على الابتداء . والبر ; اللطيف ; قاله ابن عباس . وعنه أيضا ; أنه الصادق فيما وعد . وقاله ابن جريج .
وقوله; ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ) يقول; إنا كنا في الدنيا من قبل يومنا هذا ندعوه; نعبده مخلصا له الدين, لا نشرك به شيئا( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) يعني; اللطيف بعباده.كما حدثنا عليّ, قال; ثنا أبو صالح, قال; ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله; ( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) يقول; اللطيف.وقوله; ( الرَّحِيمِ ) يقول; الرحيم بخلقه أن يعذّبهم بعد توبتهم.واختلفت القرّاء في قراءة قوله; ( إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ) فقرأته عامة قراء المدينة " أَنَّهُ" بفتح الألف, بمعنى; إنا كنا من قبل ندعوه لأنه البرّ, أو بأنه هو البرّ. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بالكسر على الابتداء.والصواب من القول في ذلك, أنهما قراءتان معروفتان, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
{ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ } أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة أي: لم نزل نتقرب إليه بأنواع القربات وندعوه في سائر الأوقات، { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } فمن بره بنا ورحمته إيانا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الطور٥٢ :٢٨
At-Tur52:28