الرسم العثمانيوَمَآ أَمْرُنَآ إِلَّا وٰحِدَةٌ كَلَمْحٍۢ بِالْبَصَرِ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَاۤ اَمۡرُنَاۤ اِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمۡحٍۢ بِالۡبَصَرِ
تفسير ميسر:
وما أمرنا للشيء إذا أردناه إلا أن نقول قولة واحدة وهي "كن"، فيكون كلمح البصر، لا يتأخر طرفة عين.
وهو إخبار عن نفوذ مشيئته في خلقه كما أخبر بنفوذ قدره فيهم فقال "وما أمرنا إلا واحدة" إنما نأمر بالشيء مرة واحدة لا نحتاج إلى تأكيد بثانية فيكون ذلك الذي نأمر به حاصلا موجودا كلمح البصر لا يتأخر طرفة عين وما أحسن ما قال بعض الشعراء; إذا ما أراد الله أمرا فإنما يقول له كن قولة فيكون
قوله تعالى ; وما أمرنا إلا واحدة أي إلا مرة واحدة .كلمح بالبصر أي قضائي في خلقي أسرع من لمح البصر . واللمح ; النظر بالعجلة ; يقال ; لمح البرق ببصره . وفي الصحاح ; لمحه وألمحه إذا أبصره بنظر خفيف ، والاسم اللمحة ، ولمح البرق والنجم لمحا أي لمع .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)يقول تعالى ذكره; وما أمرنا للشيء إذا أمرناه وأردنا أن نكوّنه إلا قولة واحدة; كن فيكون, لا مراجعة فيها ولا مرادّة ( كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ) يقول جلّ ثناؤه; فيوجد ما أمرناه وقلنا له; كن كسرعة اللمح بالبصر لا يُبطئ ولا يتأخر, يقول تعالى ذكره لمشركي قريش الذين كذّبوا رسوله محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم; ولقد أهلكنا أشياعكم معشر قريش من الأمم السالفة والقرون الخالية, على مثل الذي أنتم عليه من الكفر بالله, وتكذيب رسله ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) يقول; فهل من مُتَّعِظ بذلك منـزجر ينـزجر به.
{ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } فإذا أراد شيئا قال له كن فيكون كما أراد، كلمح البصر، من غير ممانعة ولا صعوبة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - القمر٥٤ :٥٠
Al-Qamar54:50