الرسم العثمانيأَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَفَرَءَيۡتُمۡ مَّا تَحۡرُثُوۡنَؕ
تفسير ميسر:
أفرأيتم الحرث الذي تحرثونه هل أنتم تُنبتونه في الأرض؟ بل نحن نُقِرُّ قراره وننبته في الأرض. لو نشاء لجعلنا ذلك الزرع هشيمًا، لا يُنتفع به في مطعم، فأصبحتم تتعجبون مما نزل بزرعكم، وتقولون; إنا لخاسرون معذَّبون، بل نحن محرومون من الرزق.
يقول تعالى "أفرأيتم ما تحرثون" وهو شق الأرض وإثارتها والبذر فيها.
قوله تعالى ; أفرأيتم ما تحرثون هذه حجة أخرى ، أي ; أخبروني عما تحرثون من أرضكم فتطرحون فيها البذر ، أنتم تنبتونه وتحصلونه زرعا فيكون فيه السنبل والحب أم نحن نفعل ذلك ؟ وإنما منكم البذر وشق الأرض ، فإذا أقررتم بأن إخراج السنبل من الحب ليس إليكم ، فكيف تنكرون إخراج الأموات من الأرض وإعادتهم ؟ ! وأضاف الحرث إليهم والزرع إليه تعالى ، لأن الحرث فعلهم ويجري على اختيارهم ، والزرع من فعل الله تعالى وينبت على اختياره لا على اختيارهم . وكذلك ما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ; لا يقولن أحدكم زرعت وليقل حرثت فإن الزارع هو الله ، قال أبو هريرة ; ألم تسمعوا قول الله تعالى ;
وقوله; (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ) يقول تعالى ذكره; أفرأيتم أيها الناس الحرث الذي تحرثونه .
وهذا امتنان منه على عباده، يدعوهم به إلى توحيده وعبادته والإنابة إليه، حيث أنعم عليهم بما يسره لهم من الحرث للزروع والثمار، فتخرج من ذلك من الأقوات والأرزاق والفواكه، ما هو من ضروراتهم وحاجاتهم ومصالحهم، التي لا يقدرون أن يحصوها، فضلا عن شكرها، وأداء حقها، فقررهم بمنته،
(الفاء) استئنافيّة
(أرأيتم ... الزارعون) مثل أرأيتم ...الخالقون ،
(لو) حرف شرط غير جازم
(اللام) واقعة في جواب لو (حطاما) مفعول به ثان منصوبـ (الفاء) عاطفة
(ظلتم) ماض حذف منه احدى اللامين تخفيفا
(اللام) المزحلقة للتوكيد
(بل) للإضراب الانتقاليّ ...وجملة: «رأيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّةوجملة: «تحرثون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) وجملة: «أنتم تزرعونه ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية وجملة: «تزرعونه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنتم) وجملة: «نحن الزارعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «نشاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «ظلتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناه وجملة: «تفكّهون ... » في محلّ نصب خبر ظلتم وجملة: «إنّا لمغرمون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل تفكّهون وجملة: «نحن محرومون ... » لا محلّ له استئناف في حيّز القول
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٦٣
Al-Waqi'ah56:63