الرسم العثمانيوَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَتَجۡعَلُوۡنَ رِزۡقَكُمۡ اَنَّكُمۡ تُكَذِّبُوۡنَ
تفسير ميسر:
وتجعلون شكركم لنعم الله عليكم أنكم تكذِّبون بها وتكفرون؟ وفي هذا إنكار على من يتهاون بأمر القرآن ولا يبالي بدعوته.
"وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون" قال بعضهم معنى وتجعلون رزقكم بمعنى شكركم أنكم تكذبون أي تكذبون بدل الشكر وقد روي عن علي وابن عباس أنهما قرآها "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون" كما سيأتي وقال ابن جرير وقد ذكر عن الهيثم بن عدي أن من لغة أزدشنوءة ما رزق فلان بمعنى ما شكر فلان. وقال الإمام أحمد حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبدالرحمن عن علي رضي الله عنه قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وتجعلون رزقكم" يقول - شكركم "أنكم تكذبون" تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا بنجم كذا وكذا" وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن مخول بن إبراهيم النهدي وابن جرير عن محمد بن المثنى عن عبيدالله بن موسى وعن يعقوب بن إبراهيم عن يحيى ابن أبي بكير ثلاثتهم عن إسرائيل به مرفوعا وكذا رواه الترمذي عن أحمد بن منيع عن حسين بن محمد وهو المروزي به وقال حسن غريب وقد رواه سفيان الثوري عن عبدالأعلى ولم يرفعه. وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال; ما مطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافرا يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وقرأ ابن عباس "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون" وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس وقال مالك في الموطأ عن صالح بن كيسان عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن زيد بن خالد الجهني أنه قال; صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال "هل تدرون ماذا قال ربكم" قالوا الله ورسوله أعلم قال "قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب" أخرجاه في الصحيحين وأبو داود والنسائي كلهم من حديث مالك به. وقال مسلم حدثنا محمد بن سلمة المرادي وعمرو بن سواد حدثنا عبدالله بن وهب عن عمر بن الحارث أن أبا يونس حدثه عن أبي هريرة عى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ينزل الغيث فيقولون بكوكب كذا وكذا" انفرد به مسلم من هذا الوجه. وقال ابن جرير حدثني يونس أخبرنا سفيان عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا" قال محمد هو ابن إبراهيم فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب فقال ونحن قد سمعنا من أبي هريرة وقد أخبرني من شهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يستسقي فلما استسقى التفت إلى العباس فقال يا عباس يا عم رسول الله كم أبقى من نوء الثريا فقال العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعا قال فما مضت سابعة حتى مطروا وهذا محمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر لا أن ذلك النوء مؤثر بنفسه في نزول المطر فإن هذا هو المنهي عن اعتقاده وقد تقدم شيء من هذه الأحاديث عند قوله تعالى "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها" وقال ابن جرير حدثني يونس أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أمية فيما أحسبه أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا ومطروا يقول مطرنا ببعض عثانين الأسد فقال "كذبت بل هو رزق الله". ثم قال ابن جرير حدثني أبو صالح الصراري حدثنا أبو جابر محمد بن عبدالملك الأودي حدثنا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال "ما مطر قوم من ليلة إلا أصبح قوم بها كافرين- ثم قال - "وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون" يقول قائل مطرنا بنجم كذا وكذا". وفي حديث عن أبي سعيد مرفوعا "لو قحط الناس سبع سنين ثم مطروا لقالوا مطرنا بنوء المجدع" وقال مجاهد "وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون" قال قولهم في الأنواء مطرنا بنوء كذا وبنوء كذا يقول قولوا هو من عند الله وهو رزقه وهكذا قال الضحاك وغير واحد وقال قتادة أما الحسن فكان يقول بئس ما أخذ قوم وأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب فمعنى قول الحسن هذا وتجعلون حظكم من كتاب الله أنكم تكذبون به ولهذا قال قبله "أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون".
قوله تعالى ; وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون قال ابن عباس ; تجعلون شكركم التكذيب . وذكر الهيثم بن عدي ; أن من لغة أزد شنوءة ما رزق فلان ؟ أي ; ما شكره . وإنما صلح أن يوضع اسم الرزق مكان شكره ، لأن شكر الرزق يقتضي الزيادة فيه فيكون الشكر رزقا على هذا المعنى . فقيل ; وتجعلون رزقكم أي ; شكر رزقكم الذي لو وجد منكم لعاد رزقا لكم أنكم تكذبون بالرزق أي ; تضعوا الرزق مكان الشكر ، كقوله تعالى ; وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية أي ; لم يكونوا يصلون ولكنهم كانوا يصفرون ويصفقون مكان الصلاة . ففيه بيان أن ما أصاب العباد من خير فلا ينبغي أن يروه من قبل الوسائط التي جرت العادة بأن تكن أسبابا ، بل ينبغي أن يروه من قبل الله تعالى ، ثم يقابلونه بشكر إن كان نعمة ، أو صبر إن كان مكروها تعبدا له وتذللا . وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ; " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " حقيقة . وعن ابن عباس [ ص; 207 ] أيضا ; أن المراد به الاستسقاء بالأنواء ، وهو قول العرب ; مطرنا بنوء كذا ، رواه علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم . وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال ; مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ; أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر ، قالوا ; هذه رحمة الله ، وقال بعضهم ; لقد صدق نوء كذا وكذا ، قال ; فنزلت هذه الآية ; فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ ; وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون . وعنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في سفر فعطشوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ; أرأيتم إن دعوت الله لكم فسقيتم لعلكم تقولون ; هذا المطر بنوء كذا فقالوا ; يا رسول الله ما هذا بحين الأنواء . فصلى ركعتين ، ودعا ربه ، فهاجت ريح ، ثم هاجت سحابة ، فمطروا ، فمر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عصابة من أصحابه برجل يغترف بقدح له وهو يقول ; سقينا بنوء كذا ، ولم يقل هذا من رزق الله فنزلت ; وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون أي ; شكركم لله على رزقه إياكم أنكم تكذبون بالنعمة وتقولون ; سقينا بنوء كذا ، كقولك ; جعلت إحساني إليك إساءة منك إلي ، وجعلت إنعامي لديك أن اتخذتني عدوا . وفي الموطإ عن زيد بن خالد الجهني أنه قال ; صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس وقال ; أتدرون ماذا قال ربكم قالوا ; الله ورسوله أعلم ، قال ; أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكوكب ، فأما من قال ; مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال ; مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك مؤمن بالكوكب كافر بي . قال الشافعي رحمه الله ; لا أحب أحدا أن يقول مطرنا بنوء كذا وكذا ، وإن كان النوء عندنا الوقت المخلوق لا يضر ولا ينفع ، ولا يمطر ولا يحبس شيئا من المطر ، والذي أحب أن يقول ; مطرنا وقت كذا ، كما تقول مطرنا شهر كذا ، ومن قال ; مطرنا بنوء كذا ، وهو يريد أن النوء أنزل الماء ، كما عنى بعض أهل الشرك من الجاهلية بقوله فهو كافر ، حلال دمه إن لم يتب . وقال أبو عمر بن عبد البر ; وأما قوله عليه الصلاة والسلام حاكيا عن الله سبحانه ; أصبح من [ ص; 208 ] عبادي مؤمن بي وكافر فمعناه عندي على وجهين ؛ أما أحدهما ; فإن المعتقد بأن النوء هو الموجب لنزول الماء ، وهو المنشئ للسحاب دون الله عز وجل فذلك كافر كفرا صريحا يجب استتابته عليه وقتله إن أبى ؛ لنبذه الإسلام ورده القرآن . والوجه الآخر أن يعتقد أن النوء ينزل الله به الماء ، وأنه سبب الماء على ما قدره الله وسبق في علمه ، وهذا وإن كان وجها مباحا ، فإن فيه أيضا كفرا بنعمة الله عز وجل ، وجهلا بلطيف حكمته في أنه ينزل الماء متى شاء ، مرة بنوء كذا ، ومرة بنوء كذا ، وكثيرا ما ينوء النوء فلا ينزل معه شيء من الماء ، وذلك من الله تعالى لا من النوء . وكذلك كان أبو هريرة يقول إذا أصبح وقد مطر ; مطرنا بنوء الفتح ، ثم يتلو ; ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها قال أبو عمر ; وهذا عندي نحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ; مطرنا بفضل الله ورحمته . ومن هذا الباب قول عمر بن الخطاب للعباس بن عبد المطلب حين استسقى به ; يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم بقي من نوء الثريا ؟ فقال العباس ; العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعا بعد سقوطها . فما مضت سابعة حتى مطروا ، فقال عمر ; الحمد لله هذا بفضل الله ورحمته . وكان عمر رحمه الله قد علم أن نوء الثريا وقت يرجى فيه المطر ويؤمل فسأله عنه ، أخرج أم بقيت منه بقية ؟ . وروى سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا في بعض أسفاره يقول ; مطرنا ببعض عثانين الأسد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; كذبت بل هو سقيا الله عز وجل قال سفيان ; عثانين الأسد الذراع والجبهة . وقراءة العامة تكذبون من التكذيب . وقرأ المفضل عن عاصم ويحيى بن وثاب " تكذبون " بفتح التاء مخففا . ومعناه ما قدمناه من قول من قال ; مطرنا بنوء كذا . وثبت من حديث أنس بن مالك قال ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; ثلاث لن يزلن في أمتي ; التفاخر في الأحساب ، والنياحة ، والأنواء ، ولفظ مسلم في هذا أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ; الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة .
وقوله; ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) يقول; وتجعلون شكر الله على رزقه إياكم التكذيب، وذلك كقول القائل الآخر; جعلت إحساني إليك إساءة منك إليّ، بمعنى; جعلت; شكر إحساني، أو ثواب إحساني إليك إساءة منك إليّ.وقد ذُكر عن الهيثم بن عدّي; أن من لغة أزد شنوءة; ما رزق فلان; بمعنى ما شكر.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأمل على اختلاف فيه منهم.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن بشار، قال; ثنا يحيى، قال; ثنا سفيان، قال; ثني عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي عبد الرحمن السلميّ، عن عليّ رضي الله عنه ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) قال; شكركم.حدثنا ابن المثنى، قال; ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عليّ رفعه ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) قال; شكركم تقولون مُطرنا بنوء كذا وكذا، وبنجم كذا وكذا.حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال; ثنا يحيى بن أبي بكر، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال "( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) قال; شُكْرَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ، قال; ويقولون مطرنا بنوء كذا وكذا ".حدثنا ابن بشار، قال; ثنا محمد بن جعفر، قال; ثنا شعبة، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال; ما مُطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافرًا، يقولون; مُطرنا بنوء كذا وكذَا، وقرأ ابن عباس ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) .حدثنا أبو كُرَيب، قال; ثنا ابن عطية، قال; ثنا معاذ بن سليمان، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) ثم قال; ما مُطر الناس ليلة قطّ، إلا أصبح بعض الناس مشركين يقولون; مُطرنا بنوء كذا وكذا، قال; وقال وتجعلون شكركم أنكم تكذّبون.حدثني يعقوب، قال; ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله; ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ) يقول; شكركم على ما أنـزلت عليكم من الغيث والرحمة تقولون; مُطرنا بنوء كذا وكذا؛ قال; فكان ذلك منهم كفرًا بما أنعم عليهم.حدثني يونس، قال; أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، قال; أحسبه أو غيره " أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم سمع رجلا ومطروا يقول; مُطرنا ببعض عثانين الأسد، فقال; كَذَبْتَ بَلْ هـُوَ رِزْقُ الله ".حدثني يونس، قال; أخبرنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال; " إِنَّ اللهَ لَيُصَبَّحُ القَوْمَ بالنِّعْمَةِ، أَوْ يُمَسِّيهِم بِهَا، فَيُصْبِحُ بِهَا قَوْمٌ كَافِرينَ يَقُولُونَ; مُطِرْنَا بِنَوءِ كَذَا وَكَذَا " قال محمد; فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب، فقال; ونحن قد سمعنا من أبي هريرة، وقد أخبرني من شهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يستسقي فلما استسقى التفت إلى العباس فقال; يا عباس يا عمَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، كم بقي من نوء الثريا؟ فقال; العلماء بها يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعًا، قال; فما مضت سابعة حتى مُطروا.حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن، عن عليّ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) قال; كان يقرؤها( وتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أنَّكُم تُكَذِّبُونَ) يقول; جعلتم رزق الله بنوء النجم، وكان رزقهم في أنفسهم بالأنواء أنواء المطر إذا نـزل عليهم المطر، قالوا; رُزقنا بنوء كذا وكذا، وإذا أمسك عنهم كذّبوا، فذلك تكذيبهم.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن عطاء الخراساني، في قوله; ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) قال; كان ناس يمطرون فيقولون; مُطرنا بنوء كذا، مُطرنا بنوء كذا.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) قال; قولهم في الأنواء; مُطرنا بنوء كذا ونوء كذا، يقول; قولوا هو من عند الله وهو رزقه.حُدثت، عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول، في قوله; ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) يقول; جعل الله رزقكم في السماء، وأنتم تجعلونه في الأنواء.حدثني أبو صالح الصراري، قال; ثنا أبو جابر " محمد بن عبد الملك الأزدي" قال; ثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم بن أبي أمامة، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال; " ما مُطِرَ قَوْمٌ مِنْ لَيْلَةٍ إلا أَصْبَحَ قَوْمٌ بِهَا كَافِرِينَ، ثم قال; ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) " يقول قَائلٌ مُطِرْنا بنَجْمِ كَذَا وَكَذَا.وقال آخرون; بل معنى ذلك; وتجعلون حظكم منه التكذيب.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) أما الحسن فكان يقول; بئسما أخذ قوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب به.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، قال; قال الحسن، في قوله; (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ )خسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله إلا التكذيب.
{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } أي: تجعلون مقابلة منة الله عليكم بالرزق التكذيب والكفر لنعمة الله، فتقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، وتضيفون النعمة لغير مسديها وموليها، فهلا شكرتم الله تعالى على إحسانه، إذ أنزله الله إليكم ليزيدكم من فضله، فإن التكذيب والكفر داع لرفع النعم وحلول النقم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٨٢
Al-Waqi'ah56:82