الرسم العثمانيوَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ ۗ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ ۖ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصّٰىكُمُ اللَّهُ بِهٰذَا ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرٰى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظّٰلِمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمِنَ الۡاِبِلِ اثۡنَيۡنِ وَمِنَ الۡبَقَرِ اثۡنَيۡنِ ؕ قُلۡ ءٰٓالذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ اَمِ الۡاُنۡثَيَيۡنِ اَمَّا اشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ اَرۡحَامُ الۡاُنۡثَيَيۡنِ ؕ اَمۡ كُنۡتُمۡ شُهَدَآءَ اِذۡ وَصّٰٮكُمُ اللّٰهُ بِهٰذَا ۚ فَمَنۡ اَظۡلَمُ مِمَّنِ افۡتَـرٰى عَلَى اللّٰهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيۡرِ عِلۡمٍ ؕ اِنَّ اللّٰهَ لَا يَهۡدِى الۡقَوۡمَ الظّٰلِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
والأصناف الأربعة الأخرى; هي اثنان من الإبل ذكورًا وإناثًا، واثنان من البقر ذكورًا وإناثًا. قل -أيها الرسول- لأولئك المشركين; أحَرَّم الله الذكرين أم الأنثيين؟ أم حرَّم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين ذكورًا وإناثًا؟ أم كنتم أيها المشركون حاضرين، إذ وصاكم الله بهذا التحريم للأنعام، فلا أحد أشد ظلمًا ممن اختلق على الله الكذب؛ ليصرف الناس بجهله عن طريق الهدى. إن الله تعالى لا يوفق للرشد مَن تجاوز حدَّه، فكذب على ربه، وأضلَّ الناس.
وقوله تعالى"أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا" تهكم بهم فيما ابتدعوه وافتروه على الله من تحريم ما حرموه من ذلك "فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم" أي لا أجد أظلم منه "إن الله لا يهدي القوم الظالمين" وأول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحي بن قمعة لأنه أول من غير دين الأنبياء وأول من سيب السوائب ووصل الوصيلة وحمى الحامي كما ثبت ذلك في الصحيح.
وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ" قل آلذكرين حرم " منصوب ب " حرم " " أم الأنثيين " عطف عليه .والقول في ومن الإبل اثنين وما بعده كما سبق .أم كنتم شهداء أي هل شاهدتم الله قد حرم هذا . ولما لزمتهم الحجة أخذوا في الافتراء فقالوا ; كذا أمر الله . فقال الله تعالى ; فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم بين أنهم كذبوا ; إذ قالوا ما لم يقم عليه دليل .
القول في تأويل قوله ; وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)قال أبو جعفر; وتأويل قوله; (ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين)، نحو تأويل قوله; مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ، وهذه أربعة أزواج, على نحو ما بيّنا من الأزواج الأربعة قبلُ من الضأن والمعز, فذلك ثمانية أزواج، كما وصف جل ثناؤه .* * *وأما قوله; (أم كنتم شهداء إذ وصّاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا ليضل الناس بغير علم)، فإنه أمرٌ من الله جل ثناؤه نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء الجهلة من المشركين الذين قص قصصهم في هذه الآيات التي مضَت. يقول له عز ذكره; قل لهم، يا محمد, أيَّ هذه سألتكم عن تحريمه حرم ربكم عليكم من هذه الأزواج الثمانية؟ فإن أجابوك عن شيء مما سألتهم عنه من ذلك, فقل لهم; أخبرًا قلتم; " إن الله حرم هذا عليكم "، أخبركم به رسول عن ربكم, أم شهدتم ربكم فرأيتموه فوصَّاكم بهذا الذي تقولون وتزوّرون على الله؟ (6) فإن هذا الذي تقولون من إخباركم عن الله أنه حرام بما تزعمون على ما تزعمون, 189 &; لا يعلم إلا بوحي من عنده مع رسول يرسله إلى خلقه, أو بسماع منه, فبأي هذين الوجهين علمتم أنّ الله حرم ذلك كذلك، برسول أرسله إليكم، فأنبئوني بعلم إن كنتم صادقين ؟ أم شهدتم ربكم فأوصَاكم بذلك، وقال لكم; " حرمت ذلك عليكم ", فسمعتم تحريمه منه، وعهدَه إليكم بذلك؟ (7) فإنه لم يكن واحدٌ من هذين الأمرين . يقول جل ثناؤه; (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا)، يقول; فمن أشد ظلمًا لنفسه، وأبعد عن الحق ممن تخرَّص على الله قيلَ الكذب، وأضاف إليه تحريم ما لم يحرّم، وتحليل ما لم يحلل (8) =(ليضل الناس بغير علم)، يقول; ليصدّهم عن سبيله (9) =(إن الله لا يهدي القوم الظالمين)، يقول; لا يوفّق الله للرشد من افترى على الله وقال عليه الزُّور والكذب، وأضاف إليه تحريم ما لم يحرّم، كفرًا بالله، وجحودًا لنبوة نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم، (10) كالذي;-14077- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; (أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا)، الذي تقولون.14078- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال; كانوا يقولون = يعني الذين كانوا يتّخذون البحائر والسوائب =; إن الله أمر بهذا . فقال الله; (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا ليضل الناس بغير علم) .-----------------الهوامش ;(6) في المطبوعة ; (( وتردون على الله )) ، وفي المخطوطة ; (( وتررون )) ، وصواب قراءتها ما أثبت .(7) انظر تفسير (( شهداء )) فيما سلف من فهارس اللغة ( شهد )= وتفسير (( وصى )) فيما سلف 9 ; 295 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(8) انظر تفسير (( الافتراء )) فيما سلف ص ; 153 ، تعليق ; 5 ، والمراجع هناك .(9) انظر تفسير (( الضلال )) فيما سلف من فهارس اللغة ( ضلل ) .(10) انظر تفسير (( الهدى )) فيما سلف من فهارس اللغة ( هدى ) .= وتفسير (( الظلم )) فيما سلف منها ( ظلم ) .
ثم ذكر في الإبل والبقر مثل ذلك. فلما بين بطلان قولهم وفساده، قال لهم قولًا لا حيلة لهم في الخروج من تبعته، إلا في اتباع شرع الله. { أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ } أي: لم يبق عليكم إلا دعوى، لا سبيل لكم إلى صدقها وصحتها. وهي أن تقولوا: إن الله وصَّانا بذلك، وأوحى إلينا كما أوحى إلى رسله، بل أوحى إلينا وحيا مخالفا لما دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب، وهذا افتراء لا يجهله أحد، ولهذا قال: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي: مع كذبه وافترائه على الله، قصده بذلك إضلال عباد الله عن سبيل الله، بغير بينة منه ولا برهان، ولا عقل ولا نقل. { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } الذين لا إرادة لهم في غير الظلم والجور، والافتراء على الله.
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(لا) حرف نفي(أجد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا
(في) حرف جر
(ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بـ (أجد) ،
(أوحي) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد
(إلى) حرف جر و (الياء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (أوحي) ،
(محرّما) مفعول به عامله أجد منصوب، وهو صفة لموصوف محذوف أي: شيئا محرّما
(على طاعم) جار ومجرور متعلق بـ (محرّما) ،
(يطعم) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إلا) أداة استثناء
(أن) حرف مصدري ونصبـ (يكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي المحرّم
(ميتة) خبر منصوب.
والمصدر المؤولـ (أن يكون) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطعأو المتصل على خلاف في ذلك «1» .
(أو) حرف عطف
(دما) معطوف على ميتة منصوب «2»
(مسفوحا) نعت لـ (دما) منصوبـ (أو) مثل الأول،
(لحم) معطوف على ميتة منصوبـ (خنزير) مضاف إليه مجرور
(الفاء) تعليلية
(إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إن
(رجس) خبر مرفوع
(أو) مثل الأولـ (فسقا) معطوف على ميتة منصوبـ (أهلّ) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لغير) جار ومجرور متعلق بـ (أهلّ) ،
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الباء) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (أهلّ) .
(الفاء) استئنافية
(من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ
(اضطر) مثل أهل في محلّ جزم فعل الشرط
(غير) حال من نائب الفاعل منصوبة
(باغ) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي(عاد) معطوف على باغ ويعرب مثله
(الفاء) تعليلية
(إن ربك غفور) مثل إنه رجس
(رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة «قل....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «لا أجد....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «أوحي إليّ....» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «يطعمه» في محلّ جر نعت لطاعم.
وجملة «يكون....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) .وجملة «إنه رجس....» لا محلّ لها معترضة للتعليل.
وجملة «أهلّ ... » في محلّ نصب نعت لـ (فسقا) .
وجملة «من اضطرّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «اضطر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) «1» .
وجملة «إن ربك غفور» لا محلّ لها تعليلية ... وجواب الشرط محذوف تقديره فلا مؤاخذة عليه.
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :١٤٤
Al-An'am6:144