الرسم العثمانيوَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ ءَايَةٍ مِّنْ ءَايٰتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا تَاۡتِيۡهِمۡ مِّنۡ اٰيَةٍ مِّنۡ اٰيٰتِ رَبِّهِمۡ اِلَّا كَانُوۡا عَنۡهَا مُعۡرِضِيۡنَ
تفسير ميسر:
هؤلاء الكفار الذين يشركون مع الله تعالى غيره قد جاءتهم الحجج الواضحة والدلالات البينة على وحدانية الله -جل وعلا- وصِدْقِ محمد صلى الله عليه وسلم في نبوته، وما جاء به، ولكن ما إن جاءتهم حتى أعرضوا عن قبولها، ولم يؤمنوا بها.
يقول تعالى مخبرا عن المشركين المكذبين المعاندين أنهم كلما أتتهم آية أي دلالة ومعجزة وحجة من الدلالات على وحدانية الله وصدق رسله الكرام فإنهم يعرضون عنها فلا ينظرون إليها ولا يبالون بها.
قوله تعالى ; وما تأتيهم من آية أي ; علامة كانشقاق القمر ونحوها . و ( من ) لاستغراق الجنس ; تقول ; ما في الدار من أحد . من آيات ربهم من الثانية للتبعيض . إلا كانوا عنها معرضين خبر كانوا . والإعراض ترك النظر في الآيات التي يجب أن يستدلوا بها على توحيد الله جل وعز من خلق السماوات والأرض وما بينهما ، وأنه يرجع إلى قديم حي غني عن جميع الأشياء قادر لا يعجزه شيء عالم لا يخفى عليه شيء من المعجزات التي أقامها لنبيه صلى الله عليه وسلم ; ليستدل بها على صدقه في جميع ما أتى به .
القول في تأويل قوله ; وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وما تأتي هؤلاء الكفار الذين بربهم يعدِلون أوثانَهم وآلهتهم ="آية من آيات ربهم " ، يقول; حجّة وعلامة ودلالة من حُجج ربهم ودلالاته وأعلامه على وحدانيته، وحقيقة نبوتك، يا محمد، وصدق ما أتيتهم به من عندي (16) =" إلا كانوا عنها معرضين " ، يقول; إلا أعرضوا عنها, يعني عن الآية, فصدّوا عن قَبُولها والإقرار بما شهدت على حقيقته ودلّت على صحته, جهلا منهم بالله، واغترارًا بحلمه عنهم . (17)------------------الهوامش ;(16) انظر تفسير"الآية" فيما سلف من فهارس اللغة (أيي).(17) انظر تفسير"الإعراض" فيما سلف 9; 310 ، تعليق; 1 ، والمراجع هناك.
هذا إخبار منه تعالى عن إعراض المشركين، وشدة تكذيبهم وعداوتهم، وأنهم لا تنفع فيهم الآيات حتى تحل بهم المثلات، فقال: { وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِم } الدالة على الحق دلالة قاطعة، الداعية لهم إلى اتباعه وقبوله { إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِين } لا يلقون لها بالا، ولا يصغون لها سمعا، قد انصرفت قلوبهم إلى غيرها، وولوها أدبارَهم.
(الواو) استئنافيّة
(ما) نافية
(تأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و (هم) ضمير مفعول به
(من) زائدة
(آية) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل تأتي
(من آيات) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآية
(ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) ضمير مضاف إليه
(إلّا) أداة حصر
(كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير اسم كان
(عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمعرضين
(معرضين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة «تأتيهم ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «كانوا ... » : في محلّ نصب حال من مفعول تأتي أو من فاعله.(الفاء) تعليليّة ،
(قد) حرف تحقيق
(كذّبوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعلـ (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كذّبوا) ، وقد يضمّن الفعل معنى استهزءوا
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجوابـ (جاء) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو و (هم) ضمير مفعول به
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(سوف) أحرف استقبالـ (يأتيهم) مثل تأتيهم
(أنباء) فاعل مرفوع
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه
(كانوا به) مثل كانوا عنها، والجارّ متعلّق بالفعلـ (يستهزئون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة «كذّبوا بالحقّ» : لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة «جاءهم» : في محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «يستهزئون» : في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :٤
Al-An'am6:4