فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعٰلَمِينَ
فَقُطِعَ دَابِرُ الۡقَوۡمِ الَّذِيۡنَ ظَلَمُوۡا ؕ وَالۡحَمۡدُ لِلّٰهِ رَبِّ الۡعٰلَمِيۡنَ
تفسير ميسر:
فاستؤصل هؤلاء القوم وأُهلكوا إذ كفروا بالله وكذَّبوا رسله، فلم يبق منهم أحد. والشكر والثناء لله تعالى -خالق كل شيء ومالكه- على نصرة أوليائه وهلاك أعدائه.
لا يوجد تفسير لهذه الأية
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواالدابر الآخر ; يقال ; دبر القوم يدبرهم دبرا إذا كان آخرهم في المجيء .وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود ( من الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبريا ) أي في آخر الوقت ; والمعنى هنا قطع خلفهم من نسلهم وغيرهم فلم تبق لهم باقية .قال قطرب ; يعني أنهم استؤصلوا وأهلكوا .قال أمية بن أبي الصلت ; فأهلكوا بعذاب حص دابرهم فما استطاعوا له صرفا ولا انتصروا ومنه التدبير لأنه إحكام عواقب الأمور .وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَقيل ; على إهلاكهم وقيل ; تعليم للمؤمنين كيف يحمدونه .وتضمنت هذه الآية الحجة على وجوب ترك الظلم ; لما يعقب من قطع الدابر , إلى العذاب الدائم , مع استحقاق القاطع الحمد من كل حامد .
القول في تأويل قوله ; فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)قال أبو جعفر; يعني تعالى ذكره بقوله; " فقطع دابر القوم الذين ظلموا "، فاستؤصل القوم الذين عَتَوا على ربهم، وكذّبوا رسله، وخالفوا أمره، عن آخرهم, فلم يترك منهم أحد إلا أهلك بغتةً إذ جاءهم عذاب الله.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;13242 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي; " فقطع دابر القوم الذين ظلموا "، يقول; قُطع أصل الذين ظلموا.13243 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " فقطع دابر القوم الذين ظلموا "، قال; استؤصلوا.* * *و " دابر القوم "، الذي يدبرُهم, وهو الذي يكون في أدبارهم وآخرهم. يقال في الكلام; " قد دَبَر القومَ فلانٌ يدبُرُهم دَبْرًا ودبورًا "، إذا كان آخرهم, ومنه قول أمية;فَــاُهْلِكُوا بِعَــذَابٍ حَـصَّ دَابِـرَهُمْفَمَـا اسْتَطَاعُوا لَهُ صَرْفًا وَلا انْتَصَرُوا (1)* * *=" والحمد لله رب العالمين "، يقول; والثناء الكامل والشكر التام =" لله رب العالمين "، على إنعامه على رسله وأهل طاعته, (2) بإظهار حججهم على من خالفهم من أهل الكفر, وتحقيق عِدَاتِهم ما وَعدوهم على كفرهم بالله وتكذيبهم رسله (3) = من نقم الله وعاجل عذابه. (4)----------------------الهوامش ;(1) ديوانه; 32 ، من أبيات يحكى فيها صفة الموقف في يوم الحشر. يقال; "حص الشعر" ، إذا حلقه ، لم يبق منه شيئًا.(2) انظر تفسير"الحمد" ، و"رب العالمين" فيما سلف في سورة الفاتحة.(3) في المطبوعة; "وتحقيق عدتهم ما وعدهم" ، وفي المخطوطة; "عداتهم ما وعدوهم" ، وصواب قراءة ذلك كله ما أثبته.(4) السياق; " . . . ما وعدوهم . . . من نقم الله وعاجل عذابه".
{ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا } أي اصطلموا بالعذاب، وتقطعت بهم الأسباب. { وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } على ما قضاه وقدره، من هلاك المكذبين. فإن بذلك، تتبين آياته، وإكرامه لأوليائه، وإهانته لأعدائه، وصدق ما جاءت به المرسلون.
(الفاء) عاطفة
(قطع) فعل ماض مبني للمجهولـ (دابر) نائب فاعل مرفوع
(القوم) مضاف إليه مجرور،
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ جر نعت للقوم
(ظلموا) مثل نسوا ،
(الواو) استئنافية
(الحمد) مبتدأ مرفوع
(لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ
(رب) نعت لله مجرور مثله
(العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
وجملة «قطع دابر....» لا محلّ لها معطوفة على جملة
(هم مبلسون) .
وجملة «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «الحمد لله ... » لا محلّ لها استئنافية.