الرسم العثمانيوَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ ءَامَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا نُرۡسِلُ الۡمُرۡسَلِيۡنَ اِلَّا مُبَشِّرِيۡنَ وَمُنۡذِرِيۡنَۚ فَمَنۡ اٰمَنَ وَاَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُوۡنَ
تفسير ميسر:
وما نرسل رسلنا إلا مبشرين أهل طاعتنا بالنعيم المقيم، ومنذرين أهل المعصية بالعذاب الأليم، فمن آمن وصدَّق الرسل وعمل صالحًا فأولئك لا يخافون عند لقاء ربهم، ولا يحزنون على شيء فاتهم من حظوظ الدنيا.
وقوله "وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين" أي مبشرين عباد الله المؤمنين بالخيرات ومنذرين من كفر بالله النقمات والعقوبات ولهذا قال "فمن آمن وأصلح" أي فمن آمن قلبه بما جاءوا به وصلح عمله باتباعه إياهم "فلا خوف عليهم" أي بالنسبة لما يستقبلونه "ولا هم يحزنون" أي بالنسبة إلى ما فاتهم وتركوه وراء ظهورهم من أمر الدنيا وصنيعها الله وليهم فيما خلفوه وحافظهم فيما تركوه.
قوله تعالى ; وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .قوله تعالى ; وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين أي ; بالترغيب والترهيب . قال الحسن ; مبشرين بسعة الرزق في الدنيا والثواب في الآخرة ; يدل على ذلك قوله تعالى ; ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض . ومعنى منذرين مخوفين عقاب الله ; فالمعنى ; إنما أرسلنا المرسلين لهذا لا لما يقترح عليهم من الآيات ، وإنما يأتون من الآيات بما تظهر معه براهينهم وصدقهم . فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون تقدم القول فيه .
القول في تأويل قوله ; وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وما نرسل رسلنا إلا ببشارة أهل الطاعة لنا بالجنة والفوز المبين يوم القيامة, جزاءً منَّا لهم على طاعتنا (14) = وبإنذار من عصَانا وخالف أمرنا, عقوبتنا إياه على معصيتنا يوم القيامة, جزاءً منا على معصيتنا, لنعذر إليه فيهلك إن هلك عن بينة (15) =" فمن آمن وأصلح "، يقول; فمن صدَّق من أرسلنا إليه من رسلنا إنذارهم إياه, وقبل منهم ما جاؤوه به من عند الله، وعمل صالحًا في الدنيا =" فلا خوف عليهم "، عند قدومهم على ربهم، من عقابه وعذابه الذي أعدَّه الله لأعدائه وأهل معاصيه =" ولا هم يحزنون "، عند ذلك على ما خلَّفوا وراءَهم في الدنيا. (16)------------------الهوامش ;(14) انظر تفسير"التبشير" فيما سلف 9; 318 ، تعليق; 2 ، والمراجع هناك.(15) انظر تفسير"النذير" فيما سلف 10; 158.(16) انظر تفسير نظيرة هذه الآية فيما سلف 1; 551/2 ; 150 ، 512 ، 513/5 ; 519/7 ; 396.
يذكر تعالى، زبدة ما أرسل به المرسلين؛ أنه البشارة والنذارة، وذلك مستلزم لبيان المبشر والمبشر به، والأعمال التي إذا عملها العبد، حصلت له البشارة. والمنذر والمنذر به، والأعمال التي من عملها، حقت عليه النذارة. ولكن الناس انقسموا -بحسب إجابتهم لدعوتهم وعدمها - إلى قسمين: { فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ } أي: آمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله واليوم الآخر، وأصلح إيمانه وأعماله ونيته { فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فيما يستقبل { وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما مضى.
(الواو) استئنافية
(ما) نافية
(نرسل) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم
(المرسلين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء
(إلا) أداة حصر
(مبشرين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء
(الواو) عاطفة
(منذرين) معطوف على مبشرين منصوب وعلامة النصب الياء
(الفاء) عاطفة
(من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ
(آمن) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة
(أصلح) مثل آمن ومعطوف عليه(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(لا) نافية مهملة ،
(خوف) مبتدأ مرفوع
(على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي(هم) ضمير منفصل مبتدأ،
(يحزنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
جملة «نرسل....» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «من آمن....» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة «آمن....» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة «أصلح» في محلّ رفع معطوفة على جملة آمن.
وجملة «لا خوف عليهم» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة «هم يحزنون» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة «يحزنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :٤٨
Al-An'am6:48