الرسم العثمانيسَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعٰى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
الـرسـم الإمـلائـيسَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٍ وَّثَمٰنِيَةَ اَيَّامٍۙ حُسُوۡمًا ۙ فَتَرَى الۡقَوۡمَ فِيۡهَا صَرۡعٰىۙ كَاَنَّهُمۡ اَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٍ
تفسير ميسر:
فأما ثمود فأهلكوا بالصيحة العظيمة التي جاوزت الحد في شدتها، وأمَّا عاد فأُهلِكوا بريح باردة شديدة الهبوب، سلَّطها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام متتابعة، لا تَفْتُر ولا تنقطع، فترى القوم في تلك الليالي والأيام موتى كأنهم أصول نخل خَرِبة متآكلة الأجواف. فهل ترى لهؤلاء القوم مِن نفس باقية دون هلاك؟
أي أرسلها وسلطها عليهم. والتسخير; استعمال الشيء بالاقتدار. أي متتابعة لا تفر ولا تنقطع; عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما. قال الفراء; الحسوم التباع, من حسم الداء إذا كوي صاحبه, لأنه يكوى بالمكواة ثم يتابع ذلك عليه. قال عبد العزيز بن زرارة الكلابي; ففرق بين بينهم زمان تتابع فيه أعوام حسوم وقال المبرد; هو من قولك حسمت الشيء إذا قطعته وفصلته عن غيره. وقيل; الحسم الاستئصال. ويقال للسيف حسام; لأنه يحسم العدو عما يريده من بلوغ عداوته. وقال الشاعر; حسام إذا قمت معتضدا به كفى العود منه البدء ليس بمعضد والمعنى أنها حسمتهم, أي قطعتهم وأذهبتهم. فهي القاطعة بعذاب الاستئصال. قال ابن زيد; حسمتهم فلم تبق منهم أحدا. وعنه أنها حسمت الليالي والأيام حتى استوعبتها. لأنها بدأت طلوع الشمس من أول يوم وانقطعت غروب الشمس من آخر يوم. وقال الليث; الحسوم الشؤم. ويقال; هذه ليالي الحسوم, أي تحسم الخير عن أهلها, وقال في الصحاح. وقال عكرمة والربيع بن أنس; مشائيم, دليله قوله تعالى; "في أيام نحسات" [فصلت; 16]. عطية العوفي; "حسوما" أي حسمت الخير عن أهلها. وأختلف في أولها, فقيل; غداة يوم الأحد, قاله السدي. وقيل; غداة يوم الجمعة, قال الربيع بن أنس. وقيل; غداة يوم الأربعاء, قاله يحيى بن سلام ووهب بن منبه. قال وهب; وهذه الأيام هي التي تسميها العرب أيام العجوز, ذات برد وريح شديدة, وكان أولها يوم الأربعاء وأخرها يوم الأربعاء; ونسبت إلى العجوز لأن عجوزا من عاد دخلت سربا فتبعتها الريح فقتلتها في اليوم الثامن. وقيل; سميت أيام العجوز لأنها وقعت في عجز الشتاء. وهي في آذار من أشهر السريانيين. ولها أسام مشهورة, وفيها يقول الشاعر وهو ابن أحمر; كسع الشتاء بسبعة غبر أيام شهلتنا من الشهر فإذا انقضت أيامها ومضت صن وصنبر مع الوبر وبآمر وأخيه مؤتمر ومعلل وبمطفئ الجمر ذهب الشتاء موليا عجلا وأتتك واقدة من النجر و"حسوما" نصب على الحال. وقيل على المصدر. قال الزجاج; أي تحسمهم حسوما أي تفنيهم, وهو مصدر مؤكد. ويجوز أن يكون مفعولا له; أي سخرها عليهم هذه المدة للاستئصال; أي لقطعهم واستئصالهم. ويجوز أن يكون جمع حاسم. وقرأ السدي "حسوما" بالفتح, حالا من الريح; أي سخرها عليهم مستأصلة.
سخرها عليهم أي أرسلها وسلطها عليهم . والتسخير ; استعمال الشيء بالاقتدار .سبع ليال وثمانية أيام حسوما أي متتابعة لا تفتر ولا تنقطع ، عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما . قال الفراء ; الحسوم التباع ، من حسم الداء إذا كوي صاحبه ، لأنه يكوى بالمكواة ثم يتابع ذلك عليه . قال عبد العزيز بن زرارة الكلابي ;ففرق بين بينهم زمان تتابع فيه أعوام حسوموقال المبرد ; هو من قولك حسمت الشيء إذا قطعته وفصلته عن غيره . وقيل ; الحسم الاستئصال . ويقال للسيف حسام ; لأنه يحسم العدو عما يريده من بلوغ عداوته . وقال الشاعر ; [ ص; 240 ]حسام إذا قمت معتضدا به كفى العود منه البدء ليس بمعضدوالمعنى أنها حسمتهم ، أي قطعتهم وأذهبتهم . فهي القاطعة بعذاب الاستئصال . قال ابن زيد ; حسمتهم فلم تبق منهم أحدا . وعنه أنها حسمت الليالي والأيام حتى استوعبتها . لأنها بدأت طلوع الشمس من أول يوم وانقطعت غروب الشمس من آخر يوم . وقال الليث ; الحسوم الشؤم . ويقال ; هذه ليالي الحسوم ، أي تحسم الخير عن أهلها ، وقاله في الصحاح . وقال عكرمة والربيع بن أنس ; مشائيم ، دليله قوله تعالى ; في أيام نحسات . عطية العوفي ; " حسوما " أي حسمت الخير عن أهلها . واختلف في أولها ، فقيل ; غداة يوم الأحد ، قاله السدي . وقيل ; غداة يوم الجمعة ، قاله الربيع بن أنس . وقيل ; غداة يوم الأربعاء ، قاله يحيى بن سلام ووهب بن منبه . قال وهب ; وهذه الأيام هي التي تسميها العرب أيام العجوز ، ذات برد وريح شديدة ، وكان أولها يوم الأربعاء وآخرها يوم الأربعاء ; ونسبت إلى العجوز لأن عجوزا من عاد دخلت سربا فتبعتها الريح فقتلتها في اليوم الثامن . وقيل ; سميت أيام العجوز لأنها وقعت في عجز الشتاء . وهي في آذار من أشهر السريانيين . ولها أسام مشهورة ، وفيها يقول الشاعر وهو ابن أحمر ;كسع الشتاء بسبعة غبر أيام شهلتنا من الشهرفإذا انقضت أيامها ومضت صن وصنبر مع الوبروبآمر وأخيه مؤتمر ومعلل وبمطفئ الجمرذهب الشتاء موليا عجلا وأتتك واقدة من النجرو " حسوما " نصب على الحال . وقيل على المصدر . قال الزجاج ; أي تحسمهم حسوما أي تفنيهم ، وهو مصدر مؤكد . ويجوز أن يكون مفعولا له ; أي سخرها عليهم هذه المدة للاستئصال ; أي لقطعهم واستئصالهم . ويجوز أن يكون جمع حاسم . وقرأ السدي " حسوما " بالفتح ، حالا من الريح ; أي سخرها عليهم مستأصلة .قوله تعالى ; فترى القوم فيها أي في تلك الليالي والأيام .صرعى جمع صريع ; يعني موتى . وقيل ; فيها أي في الريح .كأنهم أعجاز أي أصول .نخل خاوية أي بالية ; قاله أبو الطفيل . وقيل ; خالية الأجواف لا شيء فيها . والنخل يذكر ويؤنث . وقد قال [ ص; 241 ] تعالى في موضع آخر ; كأنهم أعجاز نخل منقعر فيحتمل أنهم شبهوا بالنخل التي صرعت من أصلها ، وهو إخبار عن عظم أجسامهم . ويحتمل أن يكون المراد به الأصول دون الجذوع ; أي إن الريح قد قطعتهم حتى صاروا كأصول النخل " خاوية " أي الريح كانت تدخل أجوافهم فتصرعهم كالنخلة الخاوية الجوف . وقال ابن شجرة ; كانت الريح تدخل في أفواههم فتخرج ما في أجوافهم من الحشو من أدبارهم ، فصاروا كالنخل الخاوية . وقال يحيى بن سلام ; إنما قال " خاوية " لأن أبدانهم خوت من أرواحهم مثل النخل الخاوية . ويحتمل أن يكون المعنى كأنهم أعجاز نخل خاوية عن أصولها من البقاع ; كما قال تعالى ; فتلك بيوتهم خاوية أي خربة لا سكان فيها . ويحتمل الخاوية بمعنى البالية كما ذكرنا ; لأنها إذا بليت خلت أجوافها . فشبهوا بعد أن هلكوا بالنخل الخاوية .
وقوله; ( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) يقول تعالى ذكره; سخر تلك الرياح على عاد سبع ليال وثمانية أيام حسوما؛ فقال بعضهم; عُني بذلك تباعا.* ذكر من قال ذلك;حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله; ( وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) يقو ل; تباعا.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; ( حُسُومًا ) قال; متتابعة.حدثنا ابن حميد، قال حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود ( وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) قال; متتابعة.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود مثل حديث محمد بن عمرو.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا عبد الرحمن، قال; ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله ( حُسُومًا ) قال; تباعا.قال; ثنا يحيي بن سعيد القطان، قال; ثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، في قوله; ( حُسُومًا ) قال; تباعا.حدثنا ابن المثنى، قال; ثنا محمد بن جعفر، قال; ثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة أنه قال في هذه الآية ( وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) قال; متتابعة.حدثنا نصر بن عليّ، قال; ثني أبي، قال; ثنا خالد بن قيس، عن قتادة ( وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) قال; متتابعة ليس لها فترة.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) قال; متتابعة ليس فيها تفتير.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله; ( حُسُومًا ) قال; دائمات.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَةَ، عن ابن مسعود ( أَيَّامٍ حُسُومًا ) قال; متتابعة.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان قال، قال مجاهد; ( أَيَّامٍ حُسُومًا ) قال; تباعا.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان ( أَيَّامٍ حُسُومًا ) قال; متتابعة، و أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ قال; مشائيم.وقال آخرون; عني بقوله; ( حُسُومًا ); الريح، وأنها تحسم كلّ شيء، فلا تبقي من عاد أحدا، وجعل هذه الحسوم من صفة الريح.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله; ( وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) قال; حسمتهم لم تبق منهم أحدا، قال; ذلك الحسوم مثل الذي يقول; احسم هذا الأمر؛ قال; وكان فيهم ثمانية لهم خلق يذهب بهم في كل مذهب؛ قال، قال موسي بن عقبة; فلما جاءهم العذاب قالوا; قوموا بنا نردّ هذا العذاب عن قومنا؛ قال; فقاموا وصفوا في الوادي، فأوحى الله إلى ملك الريح أن يقلع منهم كل يوم واحدًا، وقرأ قول الله; ( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) حتى بلغ; ( نَخْلٍ خَاوِيَةٍ )، قال; فإن كانت الريح لتمرّ بالظعينة فتستدبرها وحمولتها، ثم تذهب بهم في السماء، ثم تكبهم على الرءوس، وقرأ قول الله; فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا قال; وكان أمسك عنهم المطر، فقرأ حتى بلغ; تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ، قال; وما كانت الريح تقلع من أولئك الثمانية كلّ يوم إلا واحدًا؛ قال; فلما عذّب الله قوم عاد، أبقى الله واحدًا ينذر الناس، قال; فكانت امرأة قد رأت قومها، فقالوا لها; أنت أيضا، قالت; تنحيت على الجبل؛ قال; وقد قيل لها بعد; أنت قد سلمت وقد رأيت، فكيف لا رأيت عذاب الله ؟ قالت; ما أدري غير أن أسلم ليلة; ليلة لا ريح.وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال; عُنِي بقوله; ( حُسُومًا ); متتابعة، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك. وكان بعض أهل العربية يقول; الحسوم; التباع، إذا تتابع الشيء فلم ينقطع أوّله عن آخره قيل فيه حسوم؛ قال; وإنما أخذوا والله أعلم من حسم الداء; إذا كوى صاحبه، لأنه لحم يكوى بالمكواة، ثم يتابع عليه.وقوله; ( فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى ) يقول; فترى يا محمد قوم عاد في تلك السبع الليالي والثمانية الأيام الحسوم صرعى، قد هلكوا، ( كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ) يقول; كأنهم أصول نخل قد خوت.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ) ; وهي أصول النخل.
{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا } أي: نحسا وشرا فظيعا عليهم فدمرتهم وأهلكتهم، { فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى } أي: هلكى موتى { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } أي: كأنهم جذوع النخل التي قد قطعت رءوسها الخاوية الساقط بعضها على بعض.
(عليهم) متعلّق بـ (سخّرها) .
(سبع) ظرف منصوب متعلّق بـ (سخّرها) ،
(حسوما) نعت لسبع، وثمانية
(الفاء) استئنافيّة
(فيها) متعلّق بـ (ترى) ،
(صرعى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. وجملة: «سخّرها ... » في محلّ جرّ نعت لريح . الأصل في هذه الجملة: مهما يكن من أمر فثمود أهلكوا بالطاغية. وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كأنّهم أعجاز ... » في محلّ نصب حال من القوم.
- القرآن الكريم - الحاقة٦٩ :٧
Al-Haqqah69:7