الرسم العثمانيقَالَ مُوسٰى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوٓا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَالْعٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ مُوۡسٰى لِقَوۡمِهِ اسۡتَعِيۡنُوۡا بِاللّٰهِ وَاصۡبِرُوۡا ۚ اِنَّ الۡاَرۡضَ لِلّٰهِ ۙ يُوۡرِثُهَا مَنۡ يَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِهٖ ؕ وَالۡعَاقِبَةُ لِلۡمُتَّقِيۡنَ
تفسير ميسر:
قال موسى لقومه -من بني إسرائيل-; استعينوا بالله على فرعون وقومه، واصبروا على ما نالكم من فرعون من المكاره في أنفسكم وأبنائكم. إن الأرض كلها لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة المحمودة لمن اتقى الله ففعل أوامره واجتنب نواهيه.
لما صمم فرعون على ما ذكره من المساءة لبني إسرائيل "قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا" ووعدهم بالعاقبة وأن الدار ستصير لهم في قوله "إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين".
قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ولما بلغ قوم موسى من فرعون هذا قال لهم موسى ; استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء أطمعهم في أن يورثهم الله أرض مصر .والعاقبة للمتقين أي الجنة لمن اتقى . وعاقبة كل شيء آخره ، ولكنها إذا أطلقت فقيل ; العاقبة لفلان ، فهم منه في العرف الخير .
القول في تأويل قوله ; قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; " قال موسى لقومه "، من بني إسرائيل، لما قال فرعون للملأ من قومه; " سنقتل أبناء بني إسرائيل ونستحيي نساءهم "; =(استعينوا بالله) على فرعون وقومه فيما ينوبكم من أمركم= " واصبروا " على ما نالكم من المكاره في أنفسكم وأبنائكم من فرعون. وكان قد تبع موسى من بني إسرائيل على ما; -14972 - حدثني عبد الكريم قال، حدثنا إبراهيم بن بشار قال، حدثنا سفيان قال، حدثنا أبو سعد, عن عكرمة, عن ابن عباس قال; لما آمنت السحرة, اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل.* * *وقوله; (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده)، يقول; إن الأرض لله, لعل الله أن يورثكم = إن صبرتم على ما نالكم من مكروه في أنفسكم وأولادكم من فرعون, واحتسبتم ذلك, واستقمتم على السداد = أرضَ فرعون وقومه, بأن يهلكهم ويستخلفكم فيها, فإن الله يورث أرضه من يشاء من عباده =(والعاقبة للمتقين)، يقول; والعاقبة المحمودة لمن اتقى الله وراقبه, فخافه باجتناب معاصيه وأدَّى فرائضه. (31)-----------------الهوامش ;(31) انظر تفسير (( العاقبة )) فيما سلف ; ص 13 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .
فـقَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ موصيا لهم في هذه الحالة، - التي لا يقدرون معها على شيء، ولا مقاومة - بالمقاومة الإلهية، والاستعانة الربانية: اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ أي: اعتمدوا عليه في جلب ما ينفعكم، ودفع ما يضركم، وثقوا باللّه ، أنه سيتم أمركم وَاصْبِرُوا أي: الزموا الصبر على ما يحل بكم، منتظرين للفرج. إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ ليست لفرعون ولا لقومه حتى يتحكموا فيها يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أي: يداولها بين الناس على حسب مشيئته وحكمته، ولكن العاقبة للمتقين، فإنهم - وإن امتحنوا مدة ابتلاء من اللّه وحكمة، فإن النصر لهم، وَالْعَاقِبَةُ الحميدة لهم على قومهم وهذه وظيفة العبد، أنه عند القدرة، أن يفعل من الأسباب الدافعة عنه أذى الغير، ما يقدر عليه، وعند العجز، أن يصبر ويستعين اللّه، وينتظر الفرج.
(قال) فعل ماض
(موسى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف وهو ممنوع من التنوين
(لقوم) جار ومجرور متعلّق بـ (قال) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(استعينوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. و (الواو) فاعلـ (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (استعينوا) ،.
(الواو) عاطفة
(اصبروا) مثل استعينوا
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(الأرض) اسم إنّ منصوبـ (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ
(يورث) مضارع مرفوع و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله
(من) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به
(يشاء) مثل يورث
(من عباد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من العائد المحذوف و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(العاقبة) مبتدأ مرفوع
(للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استعينوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اصبروا» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «إنّ الأرض لله» لا محلّ لها تعليليّة، أو استئناف بيانيّ.
وجملة: «يورثها ... » في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة .
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «العاقبة للمتّقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الأرض لله.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٢٨
Al-A'raf7:128