الرسم العثمانيقَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصّٰغِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ فَاهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُوۡنُ لَـكَ اَنۡ تَتَكَبَّرَ فِيۡهَا فَاخۡرُجۡ اِنَّكَ مِنَ الصّٰغِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
قال الله لإبليس; فاهبط من الجنة، فما يصح لك أن تتكبر فيها، فاخرج من الجنة، إنك من الذليلين الحقيرين.
يقول تعالى مخاطبا لإبليس بأمر قدري كوني "فاهبط منها" أي بسبب عصيانك لأمري وخروجك عن طاعتي فما يكون لك أن تتكبر فيها قال كثير من المفسرين الضمير عائد إلى الجنة ويحتمل أن يكون عائدا إلى المنزلة التي هو فيها في الملكوت الأعلى "فأخرج إنك من الصاغرين" أي الذليلين الحقيرين معاملة له بنقيض قصده ومكافأة لمراده بضده فعند ذلك استدرك اللعين وسأل النظرة إلى يوم الدين.
قوله تعالى قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرينقوله تعالى قال فاهبط منها أي من السماء . فما يكون لك أن تتكبر فيها لأن أهلها الملائكة المتواضعون .فاخرج إنك من الصاغرين أي من الأذلين . ودل هذا أن من عصى مولاه فهو ذليل . وقال أبو روق والبجلي ; فاهبط منها أي من صورتك التي أنت فيها ; لأنه افتخر بأنه من النار فشوهت صورته بالإظلام وزوال إشراقه . وقيل ; فاهبط منها أي انتقل من الأرض إلى جزائر البحار ; كما يقال ; هبطنا أرض كذا أي انتقلنا إليها من مكان آخر ، فكأنه أخرج من الأرض إلى جزائر البحار فسلطانه فيها ، فلا يدخل الأرض إلا كهيئة السارق يخاف فيها حتى يخرج منها . والقول الأول أظهر . وقد تقدم في " البقرة "
القول في تأويل قوله ; قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; قال الله لإبليس عند ذلك; (فاهبط منها).وقد بيَّنا معنى " الهبوط" فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته. (15)* * *=(فما يكون لك أن تتكبر فيها)، يقول تعالى ذكره; فقال الله له; " اهبط منها "، يعني; من الجنة =" فما يكون لك ", يقول; فليس لك أن تستكبر في الجنة عن طاعتي وأمري.* * *فإن قال قائل; هل لأحد أن يتكبر في الجنة؟ قيل; إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبتَ, وإنما معنى ذلك; فاهبط من الجنة, فإنه لا يسكن الجنة متكبر عن أمر الله, فأما غيرها، فإنه قد يسكنها المستكبر عن أمر الله، والمستكين لطاعته.* * *وقوله; (فاخرج إنك من الصاغرين)، يقول; فاخرج من الجنة، إنك من الذين قد نالهم من الله الصَّغَار والذلّ والمَهانة.* * *يقال منه; " صَغِرَ يَصْغَرُ صَغَرًا وصَغارًا وصُغْرَانًا "، وقد قيل; " صغُرَ يَصْغُرُ صَغارًا وصَغارَة ". (16)* * *وبنحو ذلك قال السدي. (17)14359- حدثنا موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط, عن السدي; (فاخرج إنك من الصاغرين)، و " الصغار "، هو الذل.--------------------الهوامش ;(15) انظر تفسير (( الهبوط )) فيما سلف 1 ; 534 ، 548 /2 ; 132 ، 239 .(16) انظر تفسير (( الصغار )) فيما سلف ص ; 96 .(17) في المطبوعة ; (( وبنحو الذي قلنا قال السدي )) ، وأثبت ما في المخطوطة .
فقال اللّه له: { فَاهْبِطْ مِنْهَا } أي: من الجنة { فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا } لأنها دار الطيبين الطاهرين، فلا تليق بأخبث خلق اللّه وأشرهم. { فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ } أي: المهانين الأذلين، جزاء على كبره وعجبه بالإهانة والذل
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٣
Al-A'raf7:13