الرسم العثمانيوَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنۢ بَعْدِهَا وَءَامَنُوٓا إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ عَمِلُوا السَّيِّاٰتِ ثُمَّ تَابُوۡا مِنۡۢ بَعۡدِهَا وَاٰمَنُوۡۤا اِنَّ رَبَّكَ مِنۡۢ بَعۡدِهَا لَغَفُوۡرٌ رَّحِيۡمٌ
تفسير ميسر:
والذين عملوا السيئات من الكفر والمعاصي، ثم رجعوا مِن بعد فعلها إلى الإيمان والعمل الصالح، إن ربك من بعد التوبة النصوح لغفور لأعمالهم غير فاضحهم بها، رحيم بهم وبكل مَن كان مثلهم من التائبين.
قوله "والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك" أي يا محمد يا رسول التوبة ونبي الرحمة "من بعدها" أي من بعد تلك الفعلة "لغفور رحيم". وقال ابن أبي حاتم; حدثنا أبي حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان ثنا قتادة عن عزرة عن الحسن العرني عن علقمة عن عبدالله بن مسعود أنه سئل عن ذلك يعني عن الرجل يزني بالمرأة ثم يتزوجها فتلا هذه الآية "والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم" فتلاها عبدالله عشر مرات فلم يأمرهم بها ولم ينههم عنها.
والذين عملوا السيئات أي الكفر والمعاصي ثم تابوا من بعدها أي من بعد فعلها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم أي من بعد التوبة لغفور رحيم
القول في تأويل قوله ; وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)قال أبو جعفر; وهذا خبر من الله تعالى ذكره أنه قابلٌ من كل تائب إليه من ذنب أتاه، صغيرةً كانت معصيته أو كبيرةً, كفرًا كانت أو غير كفر, كما قبل من عَبَدة العجل توبتهم بعد كفرهم به بعبادتهم العجل وارتدادهم عن دينهم. يقول جل ثناؤه; والذين عملوا الأعمال السيئة، ثم رجعوا إلى طلب رضى الله بإنابتهم إلى ما يحب مما يكره، وإلى ما يرضى مما يسخط، من بعد سيئ أعمالهم, وصدَّقوا بأن الله قابل توبة المذنبين، وتائبٌ على المنيبين، بإخلاص قلوبهم ويقين منهم بذلك= " لغفور "، لهم, يقول; لساتر عليهم أعمالهم السيئة, وغير فاضحهم بها= " رحيم "، بهم, وبكل من كان مثلهم من التائبين. (30)--------------------الهوامش ;(30) (1) انظر تفسير ألفاظ هذه الآية في فهارس اللغة .
وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ من شرك وكبائر، وصغائر ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا بأن ندموا على ما مضى، وأقلعوا عنها، وعزموا على أن لا يعودوا وَآمنُوا باللّه وبما أوجب اللّه من الإيمان به، ولا يتم الإيمان إلا بأعمال القلوب، وأعمال الجوارح المترتبة على الإيمان إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا أي: بعد هذه الحالة، حالة التوبة من السيئات والرجوع إلى الطاعات، لَغَفُورٌ يغفر السيئات ويمحوها، ولو كانت قراب الأرض رَحِيمٌ بقبول التوبة، والتوفيق لأفعال الخير وقبولها.
(الواو) عاطفة
(الذين عملوا السيّئات) مثل الذين اتّخذوا العجل وعلامة النصب في المفعول الكسرة والموصول مبتدأ
(ثم) حرف عطف
(تابوا) مثل اتخذوا
(من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تابوا) ،
(وها) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(آمنوا) مثل اتّخذوا ،
(إنّ) مثل السابق ،
(ربّ) اسم إنّ منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه
(من بعدها) مثل الأول متعلّق بـ (غفور) وهو خبر إن مرفوع
(رحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «الذين عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الذين اتّخذوا .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «تابوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة تابوا.
وجملة: «إنّ ربك ... » في محلّ رفع خبر الذين والرابط محذوف تقديره غفور لهم رحيم بهم.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٥٣
Al-A'raf7:153