وَنَادٰىٓ أَصْحٰبُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمٰىهُمْ قَالُوا مَآ أَغْنٰى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ
وَنَادٰٓى اَصۡحٰبُ الۡاَعۡرَافِ رِجَالًا يَّعۡرِفُوۡنَهُمۡ بِسِيۡمٰٮهُمۡ قَالُوۡا مَاۤ اَغۡنٰى عَنۡكُمۡ جَمۡعُكُمۡ وَمَا كُنۡتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ونادى أهل الأعراف رجالا من قادة الكفار الذين في النار، يعرفونهم بعلامات خاصة تميزهم، قالوا لهم; ما نفعكم ما كنتم تجمعون من الأموال والرجال في الدنيا، وما نفعكم استعلاؤكم عن الإيمان بالله وقَبول الحق.
يقول الله تعالى إخبارا عن تقريع أهل الأعراف لرجال من صناديد المشركين وقادتهم يعرفونهم في النار بسيماهم "ما أغنى عنكم جمعكم" أي كثرتكم "وما كنتم تستكبرون" أي لا ينفعكم كثرتكم ولا جموعكم من عذاب الله بل صرتم إلى ما أنتم فيه من العذاب والنكال.
قوله تعالى ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرونقوله تعالى ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم أي من أهل النار .قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أي للدنيا واستكباركم عن الإيمان .
القول في تأويل قوله ; وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)قال أبو جعفر; يقول جل ثناؤه; (ونادى أصحاب الأعراف رجالا)، من أهل الأرض =(يعرفونهم بسيماهم)، سيما أهل النار =(قالوا ما أغنى عنكم جمعكم)، ما كنتم تجمعون من الأموال والعَدَد في الدنيا =(وما كنتم تستكبرون)، يقول; وتكبُّركم الذي كنتم تتكبرون فيها، (37) كما;14738- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي قال، فمرّ بهم = يعني بأصحاب الأعراف = ناس من الجبَّارين عرفوهم بسيماهم. قال; يقول; قال أصحاب الأعراف; (ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون).14739- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس; (ونادى أصحاب الأعراف رجالا)، قال; في النار =( يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون)، وتكبركم. (38)14740- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا جرير, عن سليمان التيمي, عن أبي مجلز; (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون)، قال; هذا حين دخل أهل الجنةِ الجنةَ, = أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ، الآية، قلت لأبي مجلز; عن ابن عباس؟ قال; لا بل عن غيره.14741- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية, عن سليمان التيمي, عن أبي مجلز; (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم)، قال; نادت الملائكة رجالا في النار يعرفونهم بسيماهم = مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ . أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ، قال; هذا حين دخل أهل الجنةِ الجنةَ = ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ .14742- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم)، فالرجال، عظماء من أهل الدنيا. قال; فبهذه الصفة عرَف أهلُ الأعراف أهلَ الجنة من أهل النار. وإنما ذكر هذا حين يذهب رئيس أهل الخير ورئيس أهل الشر يوم القيامة = قال; وقال ابن زيد في قوله; (ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون)، قال; على أهل طاعة الله.-----------------الهوامش ;(37) انظر تفسير (( الاستكبار )) فيما سلف 11 ; 540 / 12 ; 421 .(38) في المطبوعة ; (( ... جميعكم وتكبركم وما كنتم تستكبرون )) ، وهو كذلك في المخطوطة ، إلا أنه فوق (( وتكبركم )) حرف ( م ) دلالة على أنه مقدم عن مكانه ، فرددته إلى الأصل ، وهو الصواب .
ثم ذكر الخصوص بعد العموم فقال: { وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } وهم من أهل النار، وقد كانوا في الدنيا لهم أبهة وشرف، وأموال وأولاد، فقال لهم أصحاب الأعراف، حين رأوهم منفردين في العذاب، بلا ناصر ولا مغيث: { مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ } في الدنيا، الذي تستدفعون به المكاره، وتتوسلون به إلى مطالبكم في الدنيا، فاليوم اضمحل، ولا أغني عنكم شيئا، وكذلك، أي شيء نفعكم استكباركم على الحق وعلى من جاء به وعلى من اتبعه.
(الواو) استئنافيّة
(نادى أصحاب الأعراف رجالا) مثل نادى أصحاب الجنة أصحاب ،
(يعرفونهم بسيماهم) مثل يعرفون كلّا بسيماهم ،
(قالوا) مثل السابق ،
(ما) حرف نفي(أغنى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف
(عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أغنى) ،
(جمع) فاعل مرفوع و (كم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(ما) حرف مصدريّ
(كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون و (تم) ضمير اسم كان
(تستكبرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّلـ (ما كنتم تستكبرون) في محلّ رفع معطوف على المصدر الصريح جمعكم.
جملة «نادى أصحاب الأعراف ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «يعرفونهم ... » : في محلّ نصب نعت لـ (رجالا) ... أو حال من أصحاب الأعراف.وجملة «قالوا ... » : في محلّ نصب حال من الفاعل أصحاب .
وجملة «ما أغنى ... جمعكم» : في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «كنتم تستكبرون» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة «تستكبرون» : في محلّ نصب خبر كنتم.
(49)
(الهمزة) للاستفهام
(ها) حرف تنبيه
(أولاء) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر
(أقسمتم) فعل ماض مبني على السكون. و (تم) ضمير فاعلـ (لا) حرف نفي(ينال) مضارع مرفوع و (هم) ضمير مفعول به
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(برحمة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (ينال) ،
(ادخلوا) فعل أمر مبني على حذف حرف النون ... والواو فاعلـ (الجنّة) مفعول به منصوبـ (لا) حرف نفي مهمل ،
(خوف) مبتدأ مرفوع ،
(عليكم) مثل عنكم متعلّق بمحذوف خبر
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي(أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(تحزنون) مثل تستكبرون.
وجملة «هؤلاء الذين ... » : لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
وجملة «أقسمتم..» : لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «لا ينالهم الله ... » : لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة «ادخلوا ... » : في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّرأي: قال الله لهم: ادخلوا الجنّة ... وجملة «القول المقدرّة في محلّ رفع خبر ثاني لاسم الإشارة أي: هؤلاء قال الله لهم ...وجملة «لا خوف عليكم» : في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوا.
وجملة «أنتم تحزنون» : في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال الأخيرة.
وجملة «تحزنون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنتم) .