الرسم العثمانيفَلَنَسْـَٔلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْـَٔلَنَّ الْمُرْسَلِينَ
الـرسـم الإمـلائـيفَلَنَسۡــَٔــلَنَّ الَّذِيۡنَ اُرۡسِلَ اِلَيۡهِمۡ وَلَـنَسۡـَٔـــلَنَّ الۡمُرۡسَلِيۡنَ
تفسير ميسر:
فلنسألن الأمم الذي أرسل إليهم المرسلون; ماذا أجبتم رسلنا إليكم؟ ولنسْألَنَّ المرسلين عن تبليغهم لرسالات ربهم، وعمَّا أجابتهم به أممهم.
قوله "فلنسألن الذين أرسل إليهم" الآية. كقوله "ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين" وقوله "يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب" فيسأل الله الأمم يوم القيامة عما أجابوا رسله فيما أرسلهم به ويسأل الرسل أيضا عن إبلاغ رسالاته ولهذا قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية "فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين" قال عما بلغوا وقال ابن مردوية حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن حدثنا أبو سعيد الكندي حدثنا المحاربي عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام يسأل عن رعيته والرجل يسأل عن أهله والمرأة تسأل عن بيت زوجها والعبد يسأل عن مال سيده ". قال الليث وحدثني ابن طاوس مثله ثم قرأ "فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين" وهذا الحديث مخرج في الصحيحين بدون هذه الزيادة.
قوله تعالى فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلينقوله تعالى فلنسألن الذين أرسل إليهم دليل على أن الكفار يحاسبون . وفي التنزيل ثم إن علينا حسابهم . وفي سورة القصص ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون يعني إذا استقروا في العذاب . والآخرة مواطن ; موطن يسألون فيه للحساب . وموطن لا يسألون فيه . وسؤالهم تقرير وتوبيخ وإفضاح . وسؤال الرسل سؤال استشهاد بهم وإفصاح ; أي عن جواب القوم لهم . وهو معنى قوله ; ليسأل الصادقين عن صدقهم على ما يأتي .وقيل ; المعنى فلنسألن الذين أرسل إليهم أي الأنبياء [ ص; 149 ] ولنسألن المرسلين أي الملائكة الذين أرسلوا إليهم . واللام في فلنسألن لام القسم وحقيقتها التوكيد .
القول في تأويل قوله ; فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; لنسألن الأمم الذين أرسلت إليهم رسلي; ماذا عملت فيما جاءتهم به الرسل من عندي من أمري ونهيي؟ هل عملوا بما أمرتهم به، وانتهوا عما نهيتهم عنه، وأطاعوا أمري, أم عصوني فخالفوا ذلك؟ =(ولنسألن المرسلين)، يقول; ولنسألن الرسل الذين أرسلتهم إلى الأمم; هل بلغتهم رسالاتي، وأدَّت إليهم ما أمرتهم بأدائه إليهم, أم قصّروا في ذلك ففرَّطوا ولم يبلغوهم؟.* * *وكذلك كان أهل التأويل يتأولونه.* ذكر من قال ذلك;14324- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله; (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين)، قال; يسأل الله الناس عما أجابوا المرسلين, ويسأل المرسلين عما بلغوا.14325- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله; (فلنسألن الذين أرسل إليهم) إلى قوله; (غائبين)، قال; يوضع الكتاب يوم القيامة، فيتكلم بما كانوا يعملون.14326- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي; (فلنسألنّ الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين)، يقول فلنسألن الأمم; ما عملوا فيما جاءت به الرسل؟ ولنسألن الرسل; هل بلغوا ما أرسلوا به؟14327- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد المدني قال، قال مجاهد; (فلنسألن الذين أرسل إليهم)، الأمم = ولنسألن الذين أرسلنا إليهم عما ائتمناهم عليه; هل بلغوا؟ (24)-------------------الهوامش ;(24) الأثر ; 14327 - (( أبو سعد المدني )) ، مضى في الأثر رقم ; 14322 ، ولم أعرف من هو ، ولم أجد له ترجمة .
وقوله: { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ } أي: لنسألن الأمم الذين أرسل اللّه إليهم المرسلين، عما أجابوا به رسلهم، { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } الآيات. { وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ } عن تبليغهم لرسالات ربهم، وعما أجابتهم به أممهم.
(الفاء) استئنافيّة دالّة على الترتيب الزماني
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(نسألنّ) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع ...
و (النون) نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به
(أرسل) فعل ماض مبني للمجهولـ (إليهم) حرف جرّ وضمير في محلّ جرّ والجارّ وما جرّه ناب مناب الفاعلـ (الواو) عاطفة
(لنسألنّ) مثل الأولـ (المرسلين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة «لنسألنّ.» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر، وجملة القسم مستأنفّة.
وجملة «أرسل إليهم» : لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «نسألن
(الثانية) » : لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم.
(7)
(الفاء) عاطفة
(لنقصّنّ) مثل لنسألنّ
(عليهم) مثل إليهم متعلّق بـ (نقصّنّ) ،
(بعلم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل نقصّنّ أي متلبّسين بعلم، والباء للمصاحبة
(الواو) عاطفة
(ما) حرف نفي(كنّا غائبين) مثل كنّا ظالمين .
وجملة «نقصّنّ.» : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... وجملة القسم معطوفة على الاستئناف المقدّم في الآية السابقة.
وجملة «ما كنّا غائبين» : في محلّ نصب معطوفة على الحال المحذوفة المتعلّق بها الجارّ والمجرور بعلم.
(8)
(الواو) عاطفة
(الوزن) مبتدأ مرفوع
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلق بالوزن، إذ اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين في آخره هو تنوين العوض
(الحقّ) خبر مرفوع.
(الفاء) استئنافيّة
(من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ
(ثقلت) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط. و (التاء) للتأنيث
(موازين) فاعل مرفوع و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(أولاء) اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ
(هم) ضمير فصل ،
(المفلحون) خبر المبتدأ أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة «الوزن.... الحقّ» : لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف السابق.
وجملة «من ثقلت موازينه» : لا محلّ لها استئنافية وفيها معنى التسبّب عمّا قبلها.
وجملة «أولئك ... المفلحون» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
(9)
(الواو) عاطفة
(من خفّت ... فأولئك) مثل نظيرتها المتقدّمة
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك
(خسروا) فعل ماض مبني على الضمّ ... والواو فاعلـ (أنفس) مفعول به منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه
(الباء) حرف جرّ سببيّة
(ما) حرف مصدريّ
(كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على الضمّ ... والواو اسم كان،
(بآيات)جارّ ومجرور متعلّق بـ (يظلمون) بتضمينه معنى يكذبون أو يجحدون و (نا) ضمير مضاف إليه
(يظلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
وجملة «من خفّت موازينه» : لا محلّ لها معطوفة على جملة من ثقلت....وجملة «خفّت موازينه» : في محلّ رفع خبر
(من) .
وجملة «أولئك الذين....» : في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة «خسروا....» : لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «يظلمون..» : في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :٦
Al-A'raf7:6