فَمَنِ ابْتَغٰى وَرَآءَ ذٰلِكَ فَأُولٰٓئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
فَمَنِ ابۡتَغٰى وَرَآءَ ذٰلِكَ فَاُولٰٓٮِٕكَ هُمُ الۡعٰدُوۡنَۚ
تفسير ميسر:
فمن طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات، فأولئك هم المتجاوزون الحلال إلى الحرام. والذين هم حافظون لأمانات الله، وأمانات العباد، وحافظون لعهودهم مع الله تعالى ومع العباد، والذين يؤدُّون شهاداتهم بالحق دون تغيير أو كتمان، والذين يحافظون على أداء الصلاة ولا يخلُّون بشيء من واجباتها. أولئك المتصفون بتلك الأوصاف الجليلة مستقرُّون في جنات النعيم، مكرمون فيها بكل أنواع التكريم.
فسمى من نكح ما لا يحل عاديا وأوجب عليه الحد لعدوانه, واللائط عاد قرآنا ولغة, بدليل قوله تعالى; "بل أنتم قوم عادون" [الشعراء; 166] وكما تقدم في "الأعراف"; فوجب أن يقام الحد عليهم, وهذا ظاهر لا غبار عليه. فلت; فيه نظر, ما لم يكن جاهلا أو متأولا, وإن كان الإجماع منعقدا على أن قوله تعالى; "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين" خص به الرجال دون النساء; فقد روى معمر عن قتادة قال; تسررت امرأة غلامها; فذكر ذلك لعمر فسألها; ما حملك على ذلك؟ قالت; كنت أراه يحل لي ملك يميني كما يحل للرجل المرأة بملك اليمين; فاستشار عمر في رجمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا; تأولت كتاب الله عز وجل على غير تأويله, لا رجم عليها. فقال عمر; لا جرم! والله لا أحلك لحر بعده أبدا. عاقبها ط لك ودرأ الحد عنها, وأم العبد ألا يقربها. وعن أبي بكر بن عبدالله أنه سمع أباه يقول; أنا حضرت عمر ابن عبدالعزيز جاءته امرأة بغلام لها وضيء فقالت; إني استسررته فمنعني بنو عمي عن ذلك, وإنما أنا بمنزلة الرجل تكون له الوليدة فيطؤها; فإنه عني بني عمي; فقال عمر; أتزوجت قبله؟ قالت نعم; قال; أما والله لولا منزلتك من الجهالة لرجمتك بالحجارة; ولكن اذهبوا به فبيعوه إلى من يخرج به إلى غير بلدها. و "وراء" بممنى سوى, وهو مفعول ب "ابتغى" أي من طلب سوى الأزواج والولائد المملوكة له. وقال الزجاج; أي فمن ابتغى ما بعد ذلك; فمفعول الابتغاء محذوف, و "وراء" ظرف. و "ذلك" يشار به إلى كل مذكور مؤنثا كان أو مذكرا. "فأولئك هم العادون" أي المجاوزون الحد; من عدا أي جاوز الحد وجازه.