الرسم العثمانيوَأَلَّوِ اسْتَقٰمُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنٰهُم مَّآءً غَدَقًا
الـرسـم الإمـلائـيوَّاَنْ لَّوِ اسۡتَقَامُوۡا عَلَى الطَّرِيۡقَةِ لَاَسۡقَيۡنٰهُمۡ مَّآءً غَدَقًا
تفسير ميسر:
وأنه لو سار الكفار من الإنس والجن على طريقة الإسلام، ولم يحيدوا عنها لأنزلنا عليهم ماءً كثيرًا، ولوسَّعنا عليهم الرزق في الدنيا؛ لنختبرهم; كيف يشكرون نعم الله عليهم؟ ومن يُعرض عن طاعة ربه واستماع القرآن وتدبره، والعمل به يدخله عذابًا شديدًا شاقًّا.
اختلف المفسرون في معنى هذا على قولين "أحدهما" وأن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها "لأسقيناهم ماء غدقا" أي كثيرا والمراد بذلك سعة الرزق كقوله تعالى "ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم" وكقوله تعالى "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض".
قوله تعالى ; وأن لو استقاموا على الطريقة هذا من قول الله تعالى . أي لو آمن هؤلاء الكفار لوسعنا عليهم في الدنيا وبسطنا لهم في الرزق . وهذا محمول على الوحي ; أي أوحي إلي أن لو استقاموا . ذكر ابن بحر ; كل ما في هذه السورة من إن المكسورة المثقلة فهي حكاية لقول الجن الذين استمعوا القرآن ، فرجعوا إلى قومهم منذرين ، وكل ما فيها من أن المفتوحة المخففة فهي وحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .وقال ابن الأنباري ; ومن كسر الحروف وفتح وأن لو استقاموا أضمر يمينا تاما ، تأويلها ; والله أن لو استقاموا على الطريقة ; كما يقال في الكلام ; والله أن قمت لقمت ، ووالله لو قمت قمت ; قال الشاعر ;أما والله أن لو كنت حرا وما بالحر أنت ولا العتيقومن فتح ما قبل المخففة نسقها - أعني الخفيفة - على أوحي إلي أنه ، وأن لو استقاموا أو على آمنا به وبأن لو استقاموا . ويجوز لمن كسر الحروف كلها إلى أن المخففة ، أن يعطف المخففة على أوحي إلي أو على آمنا به ، ويستغني عن إضمار اليمين . وقراءة العامة بكسر الواو من لو لالتقاء الساكنين ، وقرأ ابن وثاب والأعمش بضم الواو .و ماء غدقا أي واسعا كثيرا ، وكانوا قد حبس عنهم المطر سبع سنين ; يقال ; غدقت العين تغدق ، فهي غدقة ، إذا كثر ماؤها . وقيل ; المراد الخلق كلهم أي لو استقاموا على الطريقة طريقة الحق والإيمان والهدى وكانوا مؤمنين مطيعين لأسقيناهم ماء غدقا أي كثيرا
القول في تأويل قوله تعالى ; وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)يقول تعالى ذكره; وأن لو استقام هؤلاء القاسطون على طريقة الحقّ والاستقامة (لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) يقول; لوسعنا عليهم في الرزق، وبسطناهم في الدنيا( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) يقول; لنختبرهم فيه.واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) يعني بالاستقامة; الطاعة. فأما الغدق; فالماء الطاهر الكثير ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) يقول; لنبتليهم به.حدثنا ابن بشار، قال; ثنا مؤمل، قال; ثنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن مجاهد (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) طريقة الإسلام (لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال; نافعا كثيرا، لأعطيناهم مالا كثيرا( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) حتى يرجعوا لما كتب عليهم من الشقاء.حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي، قال; ثنا الفريابي، عن سفيان، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن مجاهد مثله.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن عبيد الله بن أبي زياد، عن مجاهد (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) قال; طريقة الحقّ(لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) يقول مالا كثيرا( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قال; لنبتليهم به حتى يرجعوا إلى ما كتب عليهم من الشقاء.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن مجاهد، عن أبيه، مثله.قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن مجاهد (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) قال; الإسلام (لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) قال الكثير.
فإنهم { لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ } المثلى { لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا } أي: هنيئا مريئا، ولم يمنعهم ذلك إلا ظلمهم وعدوانهم.
(الواو) اعتراضيّة- أو استئنافيّة-
(أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف
(لو) حرف شرط غير جازم
(على الطريقة) متعلّق بـ (استقاموا) ،
(اللام) واقعة في جواب لو (ماء) مفعول به ثان منصوب.. والمصدر المؤوّلـ (أن لو استقاموا..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل محذوف تقديره أوحي إليّ.. وجملة: «
(أوحي إليّ ... » أن لو ... » لا محلّ لها استئنافيّة . وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر
(أن) . وجملة: «أسقيناهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
- القرآن الكريم - الجن٧٢ :١٦
Al-Jinn72:16