الرسم العثمانيفَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ
الـرسـم الإمـلائـيفَاِذَا بَرِقَ الۡبَصَرُۙ
تفسير ميسر:
فإذا تحيَّر البصر ودُهش فزعًا مما رأى من أهوال يوم القيامة، وذهب نور القمر، وجُمِع بين الشمس والقمر في ذهاب الضوء، فلا ضوء لواحد منهما، يقول الإنسان وقتها; أين المهرب من العذاب؟
قرأ أبو عمرو بن العلاء برق بكسر الراء أي حال وهذا الذي قاله شبيه بقوله تعالى "لا يرتد إليهم طرفهم" أي بل ينظرون من الفزع هكذا وهكذا لا يستقر لهم بصر على شيء من شدة الرعب وقرأ آخرون برق بالفتح وهو قريب في المعنى من الأول. والمقصود أن الأبصار تنبهر يوم القيامة وتخشع وتحار وتذل من شدة الأهوال ومن عظم ما تشاهده يوم القيامة من الأمور.
قوله تعالى ; فإذا برق البصر قرأ نافع وأبان عن عاصم برق بفتح الراء ، معناه ; [ ص; 88 ] لمع بصره من شدة شخوصه ، فتراه لا يطرف . قال مجاهد وغيره ; هذا عند الموت . وقال الحسن ; هذا يوم القيامة . وقال فيه معنى الجواب عما سأل عنه الإنسان كأنه يوم القيامة فإذا برق البصر وخسف القمر والباقون بالكسر برق ومعناه ; تحير فلم يطرف ; قاله أبو عمرو والزجاج وغيرهما . قال ذو الرمة ;ولو أن لقمان الحكيم تعرضت لعينيه مي سافرا كاد يبرقالفراء والخليل ; برق بالكسر ; فزع وبهت وتحير . والعرب تقول للإنسان المتحير المبهوت ; قد برق فهو برق ; وأنشد الفراء ;فنفسك فانع ولا تنعني وداو الكلوم ولا تبرقأي لا تفزع من كثرة الكلوم التي بك . وقيل ; برق يبرق بالفتح ; شق عينيه وفتحهما . قاله أبو عبيدة ; وأنشد قول الكلابي ;لما أتاني ابن عمير راغبا أعطيته عيسا صهابا فبرقأي فتح عينيه . وقيل ; إن كسر الراء وفتحها لغتان بمعنى
متى يوم القيامة؟ تسويفا منه للتوبة فبين الله له ذلك فقال; ( فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ... ) الآية.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا أبو كُرَيب، قال; ثنا ابن عطية، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير، عن قتادة، قوله; ( يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ) يقول; متى يوم القيامة، قال; وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه; من سُئل عن يوم القيامة فليقرأ هذه السورة.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ) متى يكون ذلك، فقرأ; ( وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ) قال; فكذلك يكون يوم القيامة.
أي: إذا كانت القيامة برقت الأبصار من الهول العظيم، وشخصت فلا تطرف كما قال تعالى: { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ }
(الفاء) استئنافيّة
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- متعلّق بـ (يقول) وإذ اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه
(أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(المفرّ) .
جملة: «برق البصر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «خسف القمر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر.
وجملة: «جمع الشمس ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر.
وجملة: «يقول الإنسان ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أين المفرّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
- القرآن الكريم - القيامة٧٥ :٧
Al-Qiyamah75:7