الرسم العثمانيوَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدٰنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا
الـرسـم الإمـلائـيوَيَطُوۡفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَانٌ مُّخَلَّدُوۡنَۚ اِذَا رَاَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُـؤۡلُـؤًا مَّنۡثُوۡرًا
تفسير ميسر:
ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم غلمان دائمون على حالهم، إذا أبصرتهم ظننتهم- لحسنهم وصفاء ألوانهم وإشراق وجوههم- اللؤلؤ المفرَّق المضيء.
أي يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان الجنة "مخلدون" أي على حالة واحدة مخلدون عليها لا يتغيرون عنها لا تزيد أعمارهم عن تلك السن ومن فسرهم بأنهم مخرصون في آذانهم الأقرطة فإنما عبر عن المعنى بذلك لأن الصغير هو الذي يليق له ذلك دون الكبير "إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا" أي إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة وكثرتهم وصباحة وجوههم وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ولا يكون في التشبيه أحسن من هذا ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن قال قتاده عن أبي أيوب عن عبدالله بن عمرو; ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ما عليه صاحبه.
قوله تعالى ; ويطوف عليهم ولدان مخلدون بين من الذي يطوف عليهم بالآنية ; أي ويخدمهم ولدان مخلدون ، فإنهم أخف في الخدمة . ثم قال ; مخلدون أي باقون على ما هم عليه من الشباب والغضاضة والحسن ، لا يهرمون ولا يتغيرون ، ويكونون على سن واحدة على مر الأزمنة . وقيل ; مخلدون لا يموتون . وقيل ; مسورون مقرطون ; أي محلون والتخليد التحلية . وقد تقدم هذا .إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا أي ظننتهم من حسنهم وكثرتهم وصفاء ألوانهم لؤلؤا مفرقا في عرصة المجلس ، واللؤلؤ إذا نثر على بساط كان أحسن منه منظوما . وعن المأمون أنه ليلة زفت إليه بوران بنت الحسن بن سهل ، وهو على بساط منسوج من ذهب ، وقد نثرت عليه نساء دار الخليفة اللؤلؤ ، فنظر إليه منثورا على ذلك البساط فاستحسن المنظر وقال ; لله در أبي نواس كأنه أبصر هذا حيث يقول ;كأن صغرى وكبرى من فقاقعها حصباء در على أرض من الذهبوقيل ; إنما شبههم بالمنثور ; لأنهم سراع في الخدمة ، بخلاف الحور العين إذ شبههن باللؤلؤ المكنون المخزون ; لأنهن لا يمتهن بالخدمة .
وقوله; ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; وإذا نظرت ببصرك يا محمد، ورميت بطرفك فيما أعطيتُ هؤلاء الأبرار في الجنة من الكرامة. وعُني بقوله; ( ثَمَّ ) الجنة ( رَأَيْتَ نَعِيمًا )، وذلك أن أدناهم منـزلة من ينظر في مُلكه فيما قيل في مسيرة ألفي عام، يُرى أقصاه، كما يرى أدناه.وقد اختلف أهل العربية في السبب الذي من أجله لم يذكر مفعول رأيت الأول، فقال بعض نحويِّي البصرة; إنما فعل ذلك لأنه يريد رؤية لا تتعدى، كما تقول; ظننت في الدار، أخبر بمكان ظنه، فأخبر بمكان رؤيته. وقال بعض نحويِّي الكوفة; إنما فعل ذلك لأن معناه; وإذا رأيت ما ثم رأيت نعيما، قال; وصلح إضمار ما كما قيل; لقد تقطع بينكم، يريد; ما بينكم، قال; ويقال; إذا رأيت ثم يريد; إذا نظرت ثم، &; 24-112 &; أي إذا رميت ببصرك هناك رأيت نعيما.وقوله; ( وَمُلْكًا كَبِيرًا ) يقول; ورأيت مع النعيم الذي ترى لهم ثَمَّ مُلْكا كبيرا. وقيل; إن ذلك الملك الكبير; تسليم الملائكة عليهم، واستئذانهم عليهم.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن بشار، قال; ثنا مؤمل، قال; ثنا سفيان، قال; ثني من سمع مجاهدا يقول; ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ) قال; تسليم الملائكة.قال; ثنا عبد الرحمن، قال; سمعت سفيان يقول في قوله; ( مُلْكًا كَبِيرًا ) قال; بلغنا أنه تسليم الملائكة.حدثنا أبو كُريب، قال; ثنا الأشجعيّ، في قوله; ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ) قال; فسَّرها سفيان قال; تستأذن الملائكة عليهم.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ) قال استئذان الملائكة عليهم.
{ وَيَطُوفُ } على أهل الجنة، في طعامهم وشرابهم وخدمتهم.{ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ } أي: خلقوا من الجنة للبقاء، لا يتغيرون ولا يكبرون، وهم في غاية الحسن، { إِذَا رَأَيْتَهُمْ } منتشرين في خدمتهم { حَسِبْتَهُمْ } من حسنهم { لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا } وهذا من تمام لذة أهل الجنة، أن يكون خدامهم الولدان المخلدون، الذين تسر رؤيتهم، ويدخلون على مساكنهم، آمنين من تبعتهم، ويأتونهم بما يدعون وتطلبه نفوسهم،
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الانسان٧٦ :١٩
Al-Insan76:19