الرسم العثمانيوَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ رَبُّ الْعٰلَمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا تَشَآءُوۡنَ اِلَّاۤ اَنۡ يَّشَآءَ اللّٰهُ رَبُّ الۡعٰلَمِيۡنَ
تفسير ميسر:
فأين تذهب بكم عقولكم في التكذيب بالقرآن بعد هذه الحجج القاطعة؟ ما هو إلا موعظة من الله لجميع الناس، لمن شاء منكم أن يستقيم على الحق والإيمان، وما تشاؤون الاستقامة، ولا تقدرون على ذلك، إلا بمشيئة الله رب الخلائق أجمعين.
أي ليست المشيئة موكولة إليكم فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل بل ذلك كله تابع لمشيئة الله تعالى رب العالمين. قال سفيان الثوري عن سعيد بن عبدالعزيز عن سليمان بن موسى; لما نزلت هذه الآية "لمن شاء منكم أن يستقيم" قال أبو جهل; الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم فأنزل الله تعالى وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين. آخر تفسير سورة التكوير ولله الحمد والمنة.
وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين فبين بهذا أنه لا يعمل العبد خيرا إلا بتوفيق الله ، ولا شرا إلا بخذلانه .وقال الحسن ; والله ما شاءت العرب الإسلام حتى شاءه الله لها . وقال وهب بن منبه ; قرأت في سبعة وثمانين كتابا مما أنزل الله على الأنبياء ; من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر . وفي التنزيل ; ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله . وقال تعالى ; وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله . وقال تعالى ; إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء والآي في هذا كثير ، وكذلك الأخبار ، وأن الله سبحانه هدى بالإسلام ، وأضل بالكفر ، كما تقدم في غير موضع . ختمت السورة والحمد لله .
وقوله; ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) يقول تعالى ذكره; وما تشاءون أيها الناس الاستقامة على الحقّ، إلا أن يشاء الله ذلك.وذكر أن السبب الذي من أجله نـزلت هذه الآية، ما حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى لما نـزلت ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال أبو جهل ذلك إلينا، إن شئنا استقمنا، فنـزلت; ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .حدثنا ابن بشار، قال; ثنا عبد الرحمن، قال; ثنا سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، قال; لما نـزلت هذه الآية ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال أبو جهل; الأمر إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنـزل الله; ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .حدثني ابن البرقي، قال; ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد، عن سليمان بن موسى، قال; لما نـزلت هذه الآية; ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال أبو جهل; ذلك إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنـزل الله; ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .آخر تفسير سورة ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) ..
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } أي: فمشيئته نافذة، لا يمكن أن تعارض أو تمانع. وفي هذه الآية وأمثالها رد على فرقتي القدرية النفاة، والقدرية المجبرة كما تقدم مثلها [والله أعلم والحمد لله].
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - التكوير٨١ :٢٩
At-Takwir81:29