الرسم العثمانيإِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ الَّذِيۡنَ اَجۡرَمُوۡا كَانُوۡا مِنَ الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا يَضۡحَكُوۡنَ
تفسير ميسر:
إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين، وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم، وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين. وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اتبعوا الهدى قالوا; إن هؤلاء لتائهون في اتباعهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وما بُعث هؤلاء المجرمون رقباء على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من الكفار، كما سخر الكافرون منهم في الدنيا.
يخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم.
قوله تعالى ; إن الذين أجرموا وصف أرواح الكفار في الدنيا مع المؤمنين باستهزائهم بهم والمراد رؤساء قريش من أهل الشرك . روى ناس عن ابن عباس قال ; هو الوليد بن المغيرة ، وعقبة بن أبي معيط ، والعاص بن وائل ، والأسود بن عبد يغوث ، والعاص بن هشام ، وأبو جهل ، والنضر بن الحارث ; وأولئك كانوا من الذين آمنوا من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل عمار ، وخباب وصهيب وبلال يضحكون على وجه السخرية .
وقوله; ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) يقول تعالى ذكره; إن الذين اكتسبوا المآثم، فكفروا بالله في الدنيا، كانوا فيها من الذين أقرّوا بوحدانية الله، وصدّقوا به ( يضحكون ) ، استهزاء منهم بهم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) في الدنيا، يقولون; والله إن هؤلاء لكذَبة وما هم على شيء استهزاء بهم.
لما ذكر تعالى جزاء المجرمين وجزاء المؤمنين و [ذكر] ما بينهما من التفاوت العظيم، أخبر أن المجرمين كانوا في الدنيا يسخرون بالمؤمنين، ويستهزئون بهم، ويضحكون منهم،
(من الذين) متعلّق بـ (يضحكون) ،
(بهم) متعلّق بـ (مرّوا) ،
(إلى أهلهم) متعلّق بـ (انقلبوا) ،
(فكهين) حال منصوبة من فاعل انقلبوا
(اللام) المزحلقة للتوكيد..
جملة: «إنّ الذين أجرموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أجرموا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.وجملة: «يضحكون ... » في محلّ نصب خبر كانوا..
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون .
وجملة: «مرّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يتغامزون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون .
وجملة: «انقلبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انقلبوا
(الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إذا رأوهم قالوا ... » في محلّ نصب- أو رفع- معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه السابقة.
وجملة: «رأوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ هؤلاء لضالّون ... » في محلّ نصب مقول القول.
- القرآن الكريم - المطففين٨٣ :٢٩
Al-Mutaffifin83:29