الرسم العثمانيتَنَزَّلُ الْمَلٰٓئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ
الـرسـم الإمـلائـيتَنَزَّلُ الۡمَلٰٓٮِٕكَةُ وَالرُّوۡحُ فِيۡهَا بِاِذۡنِ رَبِّهِمۡۚ مِّنۡ كُلِّ اَمۡرٍ
تفسير ميسر:
يكثر نزول الملائكة وجبريل عليه السلام فيها، بإذن ربهم من كل أمر قضاه في تلك السنة.
وقوله تعالى "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر" أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها والملائكه يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له وأما الروح فقيل المراد به ههنا جبريل عليه السلام فيكون من باب عطف الخاص على العام وقيل هم ضرب من الملائكة كما تقدم في سورة النبأ والله أعلم. وقوله تعالى "من كل أمر" قال مجاهد سلام هي من كل أمر وقال سعيد بن منصور حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن مجاهد فى قوله "سلام هي" قال هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى وقال قتادة وغيره تقتضى فيها الأمور وتقدر الآجال والأرزاق كما قال تعالى "فيها يفرق كل أمر حكيم".
قوله تعالى ; تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمرقوله تعالى ; تنزل الملائكة أي تهبط من كل سماء ، ومن سدرة المنتهى ; ومسكن جبريل على وسطها . فينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس ، إلى وقت طلوع الفجر ; فذلك قوله تعالى ; تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهمأي جبريل - عليه السلام - . وحكى القشيري ; أن الروح صنف من الملائكة ، جعلوا حفظة على سائرهم ، وأن الملائكة لا يرونهم ، كما لا نرى نحن الملائكة .وقال مقاتل ; هم أشرف الملائكة . وأقربهم من الله تعالى . وقيل ; إنهم جند من جند الله - عز وجل - من غير الملائكة . رواه مجاهد عن ابن عباس مرفوعا ; ذكره الماوردي وحكى القشيري ; قيل هم صنف من خلق الله يأكلون الطعام ، ولهم أيد وأرجل ; وليسوا ملائكة . وقيل ; الروح خلق عظيم يقوم صفا ، والملائكة كلهم صفا . وقيل ; الروح الرحمة ينزل بها جبريل - عليه السلام - مع الملائكة في هذه الليلة على أهلها ; دليله ; ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ، أي بالرحمة . فيها أي في ليلة القدر . بإذن ربهم أي بأمره .من كل أمر أمر بكل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة إلى قابل ; قاله ابن عباس ; كقوله تعالى ; يحفظونه من أمر الله أي بأمر الله . وقراءة العامة تنزل بفتح التاء ; إلا أن البزي شدد التاء . وقرأ طلحة بن مصرف وابن السميقع ، بضم التاء على الفعل المجهول . وقرأ علي وابن عباس وعكرمة والكلبي ( من كل امرئ ) .وروي عن ابن عباس أن معناه ; من كل ملك ; وتأولها الكلبي على أن جبريل ينزل فيها مع الملائكة ، فيسلمون على كل امرئ مسلم . ( فمن ) بمعنى على . وعن أنس قال ; قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ; إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة من الملائكة ، يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى .
وقوله; ( تَنـزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ )اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم; معنى ذلك; تنـزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر ( بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) يعني بإذن ربهم، من كلّ أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله; ( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) قال; يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كلّ أمر.وقال آخرون; ( تَنـزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلَّموا عليه.* ذكر من قال ذلك;حُدثت عن يحيى بن زياد الفرّاء، قال; ثني أبو بكر بن عياش، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس; أنه كان يقرأ; " من كل امرئ سلام " وهذه القراءة من قرأ بها وجَّه معنى من كلّ امرئ; من كلّ ملَك؛ كان معناه عنده; تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلّ ملك يسلم على المؤمنين والمؤمنات؛ ولا أرى القراءة بها جائزة، لإجماع الحجة من القرّاء على خلافها، وأنها خلاف لما في مصاحف المسلمين، وذلك أنه ليس في مصحف من مصاحف المسلمين في قوله " أمر " ياء، وإذا قُرِئت; ( مِنْ كُلّ امْرِئ ) لحقتها همزة، تصير في الخطّ ياء.والصواب من القول في ذلك; القول الأوّل الذي ذكرناه قبل، على ما تأوّله قتادة.
{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } أي: يكثر نزولهم فيها { مِنْ كُلِّ أَمْر}
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - القدر٩٧ :٤
Al-Qadr97:4