ذٰلِكَ مِنْ أَنۢبَآءِ الْقُرٰى نَقُصُّهُۥ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ
ذٰ لِكَ مِنۡ اَنۡۢبَآءِ الۡـقُرٰى نَقُصُّهٗ عَلَيۡكَ مِنۡهَا قَآٮِٕمٌ وَّحَصِيۡدٌ
تفسير ميسر:
ذلك الذي ذكرناه لك -أيها الرسول- من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك به، ومن تلك القرى ما له آثار باقية، ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره، فلم يَبْق منه شيء.
لما ذكر تعالى خبر الأنبياء وما جرى لهم مع أممهم وكيف أهلك الكافرين ونجي المؤمنين قال "ذلك من أنباء القرى" أي أخبارهم "نقصه عليك منها قائم" أي عامر "وحصيد" أي هالك.
قوله تعالى ; ذلك من أنباء القرى نقصه عليك " ذلك " رفع على إضمار مبتدأ ، أي الأمر ذلك . وإن شئت بالابتداء ; والمعنى ; ذلك النبأ المتقدم من أنباء القرى نقصه عليك .منها قائم وحصيد قال قتادة ; القائم ما كان خاويا على عروشه ، والحصيد ما لا أثر له . وقيل ; القائم العامر ، والحصيد الخراب ; قاله ابن عباس ; وقال مجاهد ; قائم خاوية على عروشها ، وحصيد مستأصل ; يعني محصودا كالزرع إذا حصد ; قال الشاعر ;والناس في قسم المنية بينهم كالزرع منه قائم وحصيدوقال آخر ;إنما نحن مثل خامة زرع فمتى يأن يأت محتصدهقال الأخفش سعيد ; حصيد أي محصود ، وجمعه حصدى وحصاد مثل مرضى ومراض ; قال ; يكون فيمن يعقل حصدى ، مثل قتيل وقتلى .
القول في تأويل قوله تعالى ; ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; هذا القصص الذي ذكرناه لكَ في هذه السورة، ، والنبأ الذي أنبأناكه فيها ، من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها بكفرهم بالله، (4) وتكذيبهم رسله ، (نقصه عليك ) فنخبرك به (5) ، (منها قائم) ، يقول; منها قائم بنيانه ، بائدٌ أهله هالك ، (6) ومنها قائم بنيانه عامر، ومنها حصيدٌ بنيانه ، خرابٌ متداعٍ، قد تعفى أثرُه دارسٌ.* * *من قولهم; " زرع حصيد "، إذا كان قد استؤصل قطعه، وإنما هو محصود، ولكنه صرف إلى " فعيل " ، (7) كما قد بينا في نظائره. (8)* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك ;18546- حدثنا محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد) ، يعني ب " القائم " قُرًى عامرة. و " الحصيد " قرى خامدة.18547- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة; (قائم وحصيد) ، قال; " قائم " على عروشها ، و " حصيد " مستأصَلة.18548- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة; (منها قائم) ، يرى مكانه، (وحصيد) لا يرى له أثر.18549- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج; (منها قائم) ، قال; خاوٍ على عروشه ، (وحصيد) ، ملزقٌ بالأرض.18550- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبيد الله، عن سفيان، عن الأعمش; (منها قائم وحصيد) ، قال; خرَّ بنيانه.18551- حدثنا الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا سفيان، عن الأعمش; (منها قائم وحصيد) ، قال; " الحصيد "، ما قد خرَّ بنيانه.18552- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; (منها قائم وحصيد) ، منها قائم يرى أثره، وحصيدٌ بَادَ لا يرى أثره.-------------------الهوامش ;(4) انظر تفسير " النبأ " فيما سلف من فهارس اللغة ( نبأ ) .(5) انظر تفسير " القصص " فيما سلف 9 ; 402 / 11 ; 399 / 12 ; 120 ، 307 ، 406 / 13 ; 7 ، 274 .(6) في المطبوعة " بائد بأهله " ، والصواب من المخطوطة ، وزدت " قائم " قبل قوله ; " بنيانه " ، وبذلك تستقيم الجملة وتساوي التي تليها .(7) انظر تفسير " حصيد " فيما سلف ص ; 56 .(8) انظر ما سلف من فهارس اللغة مباحث العربية والنحو وغيرهما .
ولما ذكر قصص هؤلاء الأمم مع رسلهم، قال الله تعالى لرسوله: { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ْ} لتنذر به، ويكون آية على رسالتك، وموعظة وذكرى للمؤمنين. { مِنْهَا قَائِمٌ ْ} لم يتلف، بل بقي من آثار ديارهم، ما يدل عليهم، { وَ ْ} منها { حَصِيدٌ ْ} قد تهدمت مساكنهم، واضمحلت منازلهم، فلم يبق لها أثر.
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب والإشارة إلى المذكور من قصص الأنبياء
(من أنباء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر
(القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف
(نقصّ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و (الهاء) ضمير مفعول به
(على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (نقصّ) ،
(من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم
(قائم) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(الواو) عاطفة
(حصيد) مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره منها حصيد.
جملة: «ذلك من أنباء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نقّصه عليك ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ
(ذلك) .وجملة: «منها قائم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «
(منها) حصيد» لا محلّ لها معطوفة على جملة منها قائم.
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(ظلمنا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(لكن) حرف استدراك
(ظلموا) فعل ماض وفاعله
(أنفسهم) مفعول به منصوب.. و (هم) مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(ما) مثل الأولى
(أغنت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفتح مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين
(عن) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أغنت) ،
(آلهتهم) فاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه
(التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لآلهة
(يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (من دون) جارّ ومجرور حال من آلهة
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(من) حرف جرّ زائد
(شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي إغناء ما
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجوابـ (جاء) فعل ماض
(أمر) فاعل مرفوع
(ربّ) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) في محلّ جرّ مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(ما) مثل الأولى
(زادوا) مثل ظلموا..
(هم) ضمير مفعول به
(غير) مفعول به ثان منصوبـ (تتبيب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: «ما ظلمناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك من أنباء.
وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم.
وجملة: «ما أغنت.. آلهتهم» جواب شرط مقدّر أي لمّا جاء أمر اللهفما أغنت .
وجملة: «يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (التي) .
وجملة: «لمّا جاء أمر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا جاء أمر ربّك فما أغنت ...وجملة: «ما زادوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أغنت جواب الشرط.
(الواو) عاطفة
(الكاف) حرف جرّ ،
(ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطابـ (أخذ) مبتدأ مؤخر مرفوع
(ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه
(إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مجرّد من الشرط متعلّق بالمصدر أخذ
(أخذ) فعل ماض، والفاعل هو (القرى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف ،
(الواو) واو الحالـ (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(ظالمة) خبر مرفوع
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(أخذه) اسم إنّ منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه
(أليم) خبر إنّ مرفوع
(شديد) خبر ثان مرفوع.
وجملة: «كذلك أخذ ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمناهم .وجملة: «أخذ القرى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هي ظالمة..» في محلّ نصب حال من القرى.
وجملة: «إنّ أخذه أليم» لا محلّ لها تعليليّة .