وَرٰوَدَتْهُ الَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِۦ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوٰبَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ رَبِّىٓ أَحْسَنَ مَثْوَاىَ ۖ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ الظّٰلِمُونَ
وَرَاوَدَتۡهُ الَّتِىۡ هُوَ فِىۡ بَيۡتِهَا عَنۡ نَّـفۡسِهٖ وَغَلَّقَتِ الۡاَبۡوَابَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَـكَؕ قَالَ مَعَاذَ اللّٰهِ اِنَّهٗ رَبِّىۡۤ اَحۡسَنَ مَثۡوَاىَؕ اِنَّهٗ لَا يُفۡلِحُ الظّٰلِمُوۡنَ
تفسير ميسر:
ودعت امرأة العزيز -برفق ولين- يوسف الذي هو في بيتها إلى نفسها؛ لحبها الشديد له وحسن بهائه، وغلَّقت الأبواب عليها وعلى يوسف، وقالت; هلمَّ إليَّ، فقال; معاذ الله أعتصم به، وأستجير مِن الذي تدعينني إليه، من خيانة سيدي الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله، إنه لا يفلح مَن ظَلَم فَفَعل ما ليس له فعله.
يخبر تعالى عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر وقد أوصاها زوجها به وبإكرامه فراودته عن نفسه أي حاولته على نفسه ودعته إليها وذلك أنها أحبته حبا شديدا لجماله وحسنه وبهائه فحملها ذلك على أن تجملت له وغلقت عليه الأبواب ودعته إلى نفسها " وقالت هيت لك " فامتنع من ذلك أشد الامتناع و " قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي " وكانوا يطلقون الرب على السيد الكبير أي إن بعلك ربي أحسن مثواي أي منزلي وأحسن إلي فلا أقابله بالفاحشة في أهله " إنه لا يفلح الظالمون " قال ذلك مجاهد والسدي ومحمد بن إسحاق وغيرهم وقد اختلف القراء في قوله " هيت لك " فقرأه كثيرون بفتح الهاء وإسكان الياء وفتح التاء قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد; معناه أنها تدعوه إلى نفسها وقال علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس; هيت لك تقول هلم لك. وكذا قال زرين حبيش وعكرمة والحصن وقتادة قال عمرو بن عبيد عن الحسن وهى كلمة بالسريانية أي عليك وقال السدي; هيت لك أي هلم لك وهي بالقبطية قال مجاهد; في لغة عربية تدعوه بها وقال البخاري وقال عكرمة; هيت لك أي هلم لك بالحورانية وهكذا ذكره معلقا وقد أسنده الإمام أبو جعفر بن جرير حدثني أحمد بن سهل الواسطي حدثنا قرة بن عيسى حدثنا النضر بن علي الجزري عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله " هيت لك " قال هلم لك قال; هي بالحورانية وقال أبو عبيد القاسم بن سلام وكان الكسائي يحب هذه القراءة يعني هيت لك ويقول لغة لأهل حوران وقعت إلى أهل الحجاز ومعناها تعال وقال أبو عبيدة; سألت شيخا عالما من أهل حوران فذكر أنها لغتهم عرفها واستشهد الإمام ابن جرير على هذه القراءة بقول الشاعر لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه; أبلغ أمير المؤمنين أذى العراق إذا أمينا إن العراق وأهله عنق إليك فهيت هيتا يقول فتعال واقترب وقرأ ذلك آخرون هئت لك بكسر الهاء والهز وضم التاء بمعنى تهيأت لك من قول القائل هئت بالأمر اهيئ هئة وممن روي عنه هذه القراءة ابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمى وأبو وائل وعكرمة وقتادة وكلهم يفسرها بمعنى تهيأت لك قال ابن جرير; وكان أبو عمرو والكسائي ينكران هذه القراءة وقرأ عبد الله بن إسحاق هيت بفتح الهاء وكسر التاء وهي غريبة وقرأ آخرون منهم عامة أهل المدينة هيت بفتح الهاء وضم التاء وأنشد قول الشاعر; ليس قومي بالأبعدين إذا ما قال داع من العشيرة هيت قال عبد الرزاق; أنبأنا الثوري عن الأعمش عن أبي وائل قال; قال ابن مسعود وقد سمع القراء متقاربين فاقرءوا كما علمتم وإياكم والتنطع والاختلاف وإنما هو كقول أحدكم هلم وتعال ثم قرأ عبد الله هيت لك فقال يا أبا عبد الرحمن ناسا يقرءونها هيت قال عبد الله; أن أقرأها كـما علمت أحب إلي وقال ابن جرير; حدثني ابن وكيع حدثنا ابن عينة عن منصور عن أبي وائل قال; قال عبد الله هيت لك فقال له مسروق إن ناسا يقرؤنها هيت لك فقال دعوني فإنى أقرأ كما علمت أحب إلي وقال أيضا; حدثني المثنى حدثنا آدم بن إياس حدثنا شعبة عن شقيق عن ابن مسعود قال; هيت لك بنصب الهاء والتاء ولا تهمز وقال آخرون هيت لك بكسر الهاء واسكان الياء وضم التاء قال أبو عبيد معمر بن المثنى هيت لا تثنى ولا تجمع ولا تؤنث بل يخاطب الجميع بلفظ واحد فيقال هيت لك وهيت لكم وهيت لكما وهيت لكن وهيت لهن.
قوله تعالى ; وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصينقوله تعالى ; وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وهي امرأة العزيز ، طلبت منه أن يواقعها . وأصل المراودة الإرادة والطلب برفق ولين . والرود والرياد طلب الكلأ ; وقيل ; هي من رويد ; يقال ; فلان يمشي رويدا ، أي برفق ; فالمراودة الرفق في الطلب ; يقال في الرجل ; راودها عن نفسها ، وفي المرأة راودته عن نفسه . والرود التأني ; يقال ; أرودني أمهلني .وغلقت الأبواب غلق للكثير ، ولا يقال ; غلق الباب ; وأغلق يقع للكثير والقليل ; كما قال الفرزدق في أبي عمرو بن العلاء ;ما زلت أغلق أبوابا وأفتحها حتى أتيت أبا عمرو بن عماريقال ; إنها كانت سبعة أبواب غلقتها ثم دعته إلى نفسها .وقالت هيت لك أي هلم وأقبل وتعال ; ولا مصدر له ولا تصريف . قال النحاس ; فيها سبع قراءات ; فمن أجل ما فيها وأصحه إسنادا ما رواه الأعمش عن أبي وائل قال ; سمعت عبد الله بن مسعود يقرأ هيت لك قال فقلت ; إن قوما يقرءونها " هيت لك " فقال ; إنما أقرأ كما علمت . قال أبو جعفر ; وبعضهم يقول عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يبعد ذلك ; لأن قوله ; إنما أقرأ كما علمت يدل على أنه مرفوع ، وهذه القراءة بفتح التاء والهاء هي الصحيحة من قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد وعكرمة ; وبها قرأ أبو عمرو بن العلاء وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي . قال عبد الله بن مسعود ; لا تقطعوا في القرآن ; فإنما هو مثل قول أحدكم ; هلم وتعال . وقرأ ابن أبي إسحاق النحوي " قالت هيت لك " بفتح الهاء وكسر التاء . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وابن كثير " هيت لك " بفتح الهاء وضم التاء ; قال طرفة ;[ ص; 144 ]ليس قومي بالأبعدين إذا ما قال داع من العشيرة هيتفهذه ثلاث قراءات الهاء فيهن مفتوحة . وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع " وقالت هيت لك " بكسر الهاء وفتح التاء . وقرأ يحيى بن وثاب " وقالت هيت لك " بكسر الهاء وبعدها ياء ساكنة والتاء مضمومة . وروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وابن عباس ومجاهد وعكرمة ; " وقالت هئت لك " بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة والتاء مضمومة . وعن ابن عامر وأهل الشام ; " وقالت هئت " بكسر الهاء وبالهمزة وبفتح التاء ; قال أبو جعفر ; " هئت لك " بفتح التاء لالتقاء الساكنين ، لأنه صوت نحو مه وصه يجب ألا يعرب ، والفتح خفيف ; لأن قبل التاء ياء مثل أين وكيف ; ومن كسر التاء فإنما كسرها لأن الأصل الكسر ; لأن الساكن إذا حرك حرك إلى الكسر ، ومن ضم فلأن فيه معنى الغاية ; أي قالت ; دعائي لك ، فلما حذفت الإضافة بني على الضم ; مثل حيث وبعد . وقراءة أهل المدينة فيها قولان ; أحدهما ; أن يكون الفتح لالتقاء الساكنين كما مر . والآخر ; أن يكون فعلا من هاء يهيء مثل جاء يجيء ; فيكون المعنى في " هئت " أي حسنت هيئتك ، ويكون " لك " من كلام آخر ، كما تقول ; لك أعني . ومن همز وضم التاء فهو فعل بمعنى تهيأت لك ; وكذلك من قرأ " هيت لك " . وأنكر أبو عمرو هذه القراءة ; قال أبو عبيدة معمر بن المثنى ; سئل أبو عمرو عن قراءة من قرأ بكسر الهاء وضم التاء مهموزا فقال أبو عمرو ; باطل ; جعلها من تهيأت ! اذهب فاستعرض العرب حتى تنتهي إلى اليمن هل تعرف أحدا يقول هذا ؟ ! وقال الكسائي أيضا ; لم تحك " هئت " عن العرب . قال عكرمة ; " هئت لك " أي تهيأت لك وتزينت وتحسنت ، وهي قراءة غير مرضية ; لأنها لم تسمع في العربية . قال النحاس ; وهي جيدة عند البصريين ; لأنه يقال ; هاء الرجل يهاء ويهيء هيأة فهاء يهيء مثل جاء يجيء وهئت مثل جئت . وكسر الهاء في " هيت " لغة لقوم يؤثرون كسر الهاء على فتحها . قال الزجاج ; أجود القراءات " هيت " بفتح الهاء والتاء ; قال طرفة ;ليس قومي بالأبعدين إذا ما قال داع من العشيرة هيتبفتح الهاء والتاء . وقال الشاعر في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ;أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتيتاإن العراق وأهله سلم إليك فهيت هيتاقال ابن عباس والحسن ; " هيت " كلمة بالسريانية تدعوه إلى نفسها . وقال السدي ; معناها بالقبطية هلم لك . قال أبو عبيد ; كان الكسائي يقول ; هي لغة لأهل حوران وقعت إلى [ ص; 145 ] أهل الحجاز معناه تعال ; قال أبو عبيد ; فسألت شيخا عالما من حوران فذكر أنها لغتهم ; وبه قال عكرمة . وقال مجاهد وغيره ; هي لغة عربية تدعوه بها إلى نفسها ، وهي كلمة حث وإقبال على الأشياء ; قال الجوهري ; يقال هوت به وهيت به إذا صاح به ودعاه ; قال ;قد رابني أن الكري أسكتا لو كان معنيا بها لهيتاأي صاح ; وقال آخر ;يحدو بها كل فتى هياتقوله تعالى ; قال معاذ الله أي أعوذ بالله وأستجير به مما دعوتني إليه ; وهو مصدر ، أي أعوذ بالله معاذا ; فيحذف المفعول وينتصب المصدر بالفعل المحذوف ، ويضاف المصدر إلى اسم الله كما يضاف المصدر إلى المفعول ، كما تقول ; مررت بزيد مرور عمرو أي كمروري بعمرو .إنه ربي يعني زوجها ، أي هو سيدي أكرمني فلا أخونه ; قاله مجاهد وابن إسحاق والسدي . وقال الزجاج ; أي إن الله ربي تولاني بلطفه ، فلا أرتكب ما حرمه . إنه لا يفلح الظالمون وفي الخبر أنها قالت له ; يا يوسف ! ما أحسن صورة وجهك ! قال ; في الرحم صورني ربي ; قالت ; يا يوسف ما أحسن شعرك ! قال ; هو أول شيء يبلى مني في قبري ; قالت ; يا يوسف ! ما أحسن عينيك ؟ قال ; بهما أنظر إلى ربي . قالت ; يا يوسف ! ارفع بصرك فانظر في وجهي ، قال ; إني أخاف العمى في آخرتي . قالت يا يوسف ! أدنو منك وتتباعد مني ؟ ! قال ; أريد بذلك القرب من ربي . قالت ; يا يوسف ! القيطون فرشته لك فادخل معي ، قال ; القيطون لا يسترني من ربي . قالت ; يا يوسف ! فراش الحرير قد فرشته لك ، قم فاقض حاجتي ، قال ; إذا يذهب من الجنة نصيبي ; إلى غير ذلك من كلامها وهو يراجعها ; إلى أن هم بها .وقد ذكر بعضهم ما زال النساء يملن إلى يوسف ميل شهوة حتى نبأه الله ، فألقى عليه هيبة النبوة ; فشغلت هيبته كل من رآه عن حسنه . واختلف العلماء في همه . ولا خلاف أن همها كان المعصية ، وأما يوسف فهم بها لولا أن رأى برهان ربه ولكن لما رأى البرهان ما هم ; وهذا لوجوب العصمة للأنبياء ; قال الله تعالى ; كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين فإذا في الكلام تقديم وتأخير ; أي لولا أن رأى برهان ربه هم بها . قال أبو حاتم ; كنت أقرأ غريب القرآن على أبي عبيدة فلما أتيت على قوله ;[ ص; 146 ]
القول في تأويل قوله تعالى ; وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وراودت امرأة العزيز، وهي التي كان يوسفُ في بيتها [ يوسفَ ] عن نفسه، (1) أن يواقعها، كما; -18964 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق; ولما بلغ أشدَّه، راودته التي هو في بيتها عن نفسه، امرأة العزيز.18965 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا عمرو , قال; حدثنا أسباط , عن السدي; (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) قال; أحبته.18966 - .... قال; وحدثني أبي , عن إسرائيل , عن أبي حصين , عن سعيد بن جبير , قال; قالت; تعالَهْ.* * *وقوله; (وغلقت الأبواب)، يقول; وغلقت المرأة أبواب البيوت عليها وعلى يوسف، لما أرادت منه وراودته عليه , بابًا بعد باب.* * *وقوله; (وقالت هيت لك)، اختلفت القرأة في قراءة ذلك . فقرأته عامة قرأة الكوفة والبصرة; (هَيْتَ لَكْ) بفتح , الهاء والتاء , بمعنى; هلمَّ لك، وادن وتقرَّب , كما قال الشاعر لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه; (2)أَبْلِــــغْ أَمِــــيرَ الْمُـــؤْمِنِينَأَخَــــا العِـــرَاقِ إذَا أَتَيْنَـــاأَنَّ العِــــــرَاقَ وَأَهْلَــــــهُعُنُـــقٌ إِلَيْـــكَ فَهَيْــتَ هَيْتَــا (3)يعني; تعال واقرب.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك تأوّله من قرأه كذلك;18967 - حدثني محمد بن عبد الله المخرمي , قال; حدثنا أبو الجواب , قال; حدثنا عمار بن رزيق , عن الأعمش , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس; (هيت لك) قال; هلمَّ لك. (4)18968- حدثني المثنى , قال; حدثنا عبد الله بن صالح , قال; حدثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله; (هيت لك) قال; هلم لك.18969 - حدثني محمد بن سعد , قال; حدثني أبي , قال; حدثني عمي , قال;حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قال; (هيت لك) تقول; هلمّ لك.18970 - حدثني المثنى , قال; حدثنا حجاج , قال; حدثنا حماد , عن عاصم بن بهدلة , عن زرّ بن حبيش , أنه كان يقرأ هذا الحرف; (هيتَ لك) نصبًا، أي; هلم لك.18971 - حدثنا القاسم , قال; حدثنا الحسين , قال;حدثني حجاج , قال; قال ابن جريج , قال ابن عباس , قوله; (هيت لك) قال; تقول; هلم لك.18972 - حدثني أحمد بن سهيل الواسطي , قال; حدثنا قرة بن عيسى , قال; حدثنا النضر بن عربيّ الجزري , عن عكرمة , مولى ابن عباس , في قوله; (هيت لك) قال; هلم لك ، قال; هي بالحَوْرانية. (5)18973 - حدثنا بشر , قال; حدثنا يزيد , قال; حدثنا سعيد , عن قتادة , قوله; (وقالت هيت لك) قال الحسن; يقول; هلم لك.18974 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال; حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة , عن الحسن; (هيت لك) يقول بعضهم; هلم لك.18975 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي; (وقالت هيت لك) قال; هلم لك ، وهي بالقبطية.18976 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا عبد الوهاب بن عطاء , عن عمرو , عن الحسن; (هيت لك) قال; كلمة بالسريانية، أي; عليك.18977 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا عبد الوهاب , عن سعيد , عن قتادة , عن الحسن; (هيت لك) قال; هلمَّ لك.18978 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا خلف بن هشام , قال; حدثنا محبوب , عن قتادة , عن الحسن; (هيت لك) قال; هلم لك.18979 - ... قال; حدثنا عفان , قال; حدثنا حماد , عن عاصم , عن زرّ; (هيت لك) ، أي; هلم.18980 - حدثني الحارث , قال; حدثنا عبد العزيز , قال; حدثنا الثوري , قال; بلغني في قوله; (هيت لك) قال; هلم لك.18981 - حدثنا أحمد بن يوسف , قال; حدثنا أبو عبيد , قال; حدثنا علي بن عاصم , عن خالد الحذاء , عن عكرمة , عن ابن عباس أنه قرأ; (هيت لك) وقال; تدعوه إلى نفسها .18982 - حدثني محمد بن عمرو , قال; حدثنا أبو عاصم , قال; حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قول الله تعالى; (هيت لك) قال; لغة عربية، تدعُوه بها .18983 - حدثني المثنى , قال; حدثنا أبو حذيفة , قال; حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله ، إلا أنه قال; لغة بالعربية، تدعوه بها إلى نفسها .18984 - حدثنا الحسن , قال; حدثنا شبابة , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثل حديث محمد بن عمرو سواء .18985 - حدثنا القاسم , قال; حدثنا الحسين , قال; حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد , مثله .18986 - حدثنا أحمد بن يوسف , قال; حدثنا القاسم , قال; حدثنا هشيم , عن يونس , عن الحسن; (هيت لك) بفتح الهاء والتاء , وقال; تقول; هلم لك.18987 - حدثني الحارث قال; قال أبو عبيد; كان الكسائي يحكيها ، يعني; (هيت لك) قال; وقال; وهي لغة لأهل حوران وقعت إلى الحجاز , معناها; " تعال " . قال; وقال أبو عبيدة; سألت شيخًا عالمًا من أهل حوران , فذكر أنها لغتُهم، يعرفها.18988 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق; (هيت لك) قال; تعال.18989 - حدثني يونس , قال; أخبرنا ابن وهب , قال; قال ابن زيد , في قوله; (وقالت هيت لك) قال; هلمَّ لك، إليَّ.* * *وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين; " وَقَالَتْ هِئْتُ لَكَ" بكسر الهاء، وضم التاء، والهمزة , بمعنى; تهيَّأت لك , من قول القائل; " هئت للأمر أهِيء هَيْئَةً".وممن روي ذلك عنه ابن عباس، وأبو عبد الرحمن السلمي، وجماعة غيرهما .18990 - حدثنا أحمد بن يوسف , قال; حدثنا القاسم , قال; حدثنا الحجاج , عن هارون , عن أبان العطار , عن قتادة; أن ابن عباس قرأها كذلك، مكسور الهاء، مضمومة التاء . قال أحمد; قال أبو عبيدة; لا أعلمها إلا مهموزة.18991 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا عبد الوهاب , عن أبان العطار , عن عاصم , عن أبي عبد الرحمن السلمي; " هِئْتُ لَكَ" أي; تهيأت لك.18992 - .... قال; حدثنا عبد الوهاب , عن سعيد , عن قتادة , عن عكرمة , مثله .18993 - حدثنا بشر , قال; حدثنا يزيد , قال; حدثنا سعيد , عن قتادة , قال; كان عكرمة يقول; تهيأت لك.18994 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال; حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة , قال; " هِئْتُ لَكَ" قال عكرمة; تهيأت لك .18995 - حدثني المثنى , قال; حدثنا الحجاج , قال; حدثنا حماد , عن عاصم بن بهدلة , قال; كان أبو وائل يقول; " هِئْتُ لَكَ"; أي تهيأت لك. وكان أبو عمرو بن العلاء والكسائي ينكران هذه القراءة .18996 - حدثت عن علي بن المغيرة , قال; قال أبو عبيدة معمر بن المثنى; شهدت أبا عمرو وسأله أبو أحمد ، أو أحمد ، وكان عالما بالقرآن (6) [وكان لألاء، ثم كبر، فقعد في بيته، فكان يؤخذ عنه القرآن، ويكون مع القضاة، فسأله] عن قول من قال; " هِئْتُ لَكَ" بكسر الهاء، وهمز الياء. فقال; أبو عمرو; [سى] (7) إي; باطل، جعلها ," فعلت " من " تهيأت " , فهذا الخندق، (8) فاستعرض العربَ حتى تنتهي إلى اليمن , هل تعرف أحدًا يقول; " هئت لك "؟ (9)18997 - حدثني الحارث , قال; حدثنا القاسم , قال; لم يكن الكسائي يحكي &; 16-30 &; " هئت لك " عن العرب.* * *وقرأ ذلك عامة قرأة أهل المدينة; " هِيتَ لَكَ" بكسر الهاء، وتسكين الياء، وفتح التاء.* * *وقرأه بعض المكيين; " هَيْتُ لَكَ" بفتح الهاء، وتسكين الياء، وضم التاء.* * *وقرأه بعض البصريين , وهو عبد الله بن إسحاق; " هَيْتِ لَكَ" بفتح الهاء، وكسر التاء.* * *وقد أنشد بعض الرواة بيتًا لطرفة بن العبد في" هيت " بفتح الهاء، وضم التاء , وذلك;لَيْسَ قَــومِي بِــالأبْعَدِينَ إذَا مَــاقَــالَ دَاعٍ مِــنَ الْعَشِــيرَةِ هَيْـتُ (10)* * *قال أبو جعفر; وأولى القراءة في ذلك , قراءة من قرأه; (هَيْتَ لَكَ) بفتح الهاء والتاء , وتسكين الياء , لأنها اللغة المعروفة في العرب دون غيرها , وأنها فيما ذُكِر قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم .18998 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال; أخبرنا عبد الرزاق , قال; أخبرنا الثوري , عن الأعمش , عن أبي وائل , قال ابن مسعود; قد سمعت القرأة، فسمعتهم متقاربين , فاقرءوا كما عُلِّمتم , وإياكم والتنطع والاختلاف , فإنما هو كقول أحدكم; " هلم " و " تعال " . ثم قرأ عبد الله; (هَيْتَ لَكَ) فقلت; يا أبا عبد الرحمن، إن ناسًا يقرءونها; " هَيْتُ لَكَ" فقال عبد الله; إني أقرؤها كما عُلِّمْت، أحبُّ إليَّ. (11)18999 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا جرير , عن الأعمش , عن أبي وائل , قال; سمعت عبد الله بن مسعود يقرأ هذه الآية; ( وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ) قال; فقالوا له; ما كنا نقرؤها إلا " هَيْتُ لَكَ" ، فقال عبد الله; إنّي أقرؤها كما عُلِّمت، أحبُّ إليّ. (12)19000 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا ابن عيينة , عن منصور , عن أبي وائل , قال; قال عبد الله; (هَيْتَ لَكَ) فقال له مسروق; إن ناسًا يقرءونها; " هَيْتُ لَكَ" فقال; دعوني , فإني أقرأ كما أقرئت أحبُّ إليّ. (13)19001 - حدثني المثنى , قال; حدثنا آدم العسقلاني , قال; حدثنا شعبة , عن الأعمش , عن شقيق , عن ابن مسعود قال; (هَيْتَ لَكَ) بنصب الهاء، والتاء، وبلا همز. (14)* * *وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى; أنَّ العرب لا تثني" هيت " ولا تجمع ولا تؤنث، (15) وأنها تصوره في كل حال،, وإنّما يتبين العدد بما بعد , وكذلك التأنيث والتذكير. وقال; تقول للواحد; " هيت لك " , وللإثنين; " هيت لكما " , وللجمع; " هيت لكم " , وللنساء; " هيت لكن ". (16)* * *وقوله; (قال معاذ الله) يقول جل ثناؤه; قال يوسف إذ دعته المرأة &; 16-32 &; إلى نفسها، وقالت له; " هلم إلي"; أعتصم بالله من الذي تدعوني إليه، واستجير به منه. (17)* * *وقوله; (إنه ربي أحسن مثواي) يقول; إن صاحبك وزوجك سيدي، (18) كما; -19002 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا عمرو بن محمد , عن أسباط , عن السدي; (معاذ الله إنه ربي) قال; سيدي.19003 - .... قال; حدثنا ابن نمير , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح; (إنه ربي) قال; سيدي.19004 - حدثنا الحسن بن محمد , قال; حدثنا شبابة , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .19005 - حدثني محمد بن عمرو , قال; حدثنا أبو عاصم , قال; حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .19006 - حدثني المثنى , قال; حدثنا أبو حذيفة , قال; حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله .19007 - حدثنا القاسم , قال; حدثنا الحسين , قال;حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد; (قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) قال; سيدي ، يعني; زوج المرأة.19008 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق; (قال معاذ الله إنه ربي) يعني; إطفير. يقول; إنه سيدي.* * *وقوله; (أحسن مثواي) يقول; أحسن منـزلتي، وأكرمني وائتمنني , فلا أخونه، (19) كما;-19009 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال; (أحسن مثواي) أمنني على بيته وأهله.19010 - حدثنا ابن وكيع , قال; حدثنا عمرو , قال; حدثنا أسباط , عن السدي; (أحسن مثواي) فلا أخونه في أهله.19011 - حدثنا القاسم , قال; حدثنا الحسين , قال; حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد; (أحسن مثواي) قال; يريد يوسف سيدَه زوجَ المرأة.* * *وقوله; (إنه لا يفلح الظالمون) يقول; إنه لا يدرك البقاء , ولا ينجح من ظلم، (20) ففعل ما ليس له فعله. وهذا الذي تدعوني إليه من الفجور، ظلم وخيانة لسيدي الذي ائتمنني على منـزله، كما;-19012 - حدثنا ابن حميد , قال; حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق; (إنه لا يفلح الظالمون) قال; هذا الذي تدعوني إليه ظلم , ولا يفلح من عمل به.* * *----------------------الهوامش;(1) الزيادة بين القوسين ، لا يستقيم الكلام إلا بها .(2) لم أعرف الآن قائله .(3) مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 ; 305 ، واللسان ( هيت ) ، ( عنق ) . وقوله ;" عنق إليك" أي مائلون إليك ، كأنهم لووا أعناقهم إليك شوقًا أو ترقبًا .(4) الأثر ; 18967 -" محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي" ، شيخ الطبري سلف مرارًا ." أبو الجواب" ، هو" الأحوص بن جواب الضبي" ، روى عن سفيان الثوري ، وسعير ابن الخمس ، وعمار بن رزيق ، وغيرهم . كان ثقة ، وربما وهم . مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 2 / 59 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 328 ." وعمار بن رزيق الضبي" ،" أبو الأحوص" ، ثقة مضى برقم ; 10191 .(5) الأثر ; 18972 -" أحمد بن سهيل الواسطي" شيخ الطبري . قال الحاكم ;" في حديثه بعض المناكير" ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ; حدثنا عنه حبيش بن عبد الله النهشلي بواسط . مترجم في ميزان الاعتدال 1 ; 48 ، ولسان الميزان 1 ; 185 .وأما" قرة بن عيسى" فلم أجد من يسمى بهذا الاسم . ولكن الذي يروي عن" النضر بن عربي" هو ;" بشر بن عبيس بن مرحوم العطار" ، مترجم في التهذيب وابن أبي حاتم 1 / 1 / 362 .وأما" النضر بن عربي الجزري الباهلي" ثقة لا بأس به ، مضى برقم ; 1307 ، 5864 ، وكان في المطبوعة" النضر بن علي الجزري" ، غير ما في المخطوطة وأساء .(6) هذه الزيادة بين القوسين ، من كتاب أبي عبيدة ، مجاز القرآن 1 ; 305 . وقوله" لألاء" ، هو بائع اللؤلؤ ، ويقال أيضًا ;" لأء" و لأل" ( بتشديد الهمزة بعد هاء ألف ) على وزن" نجار" .(7) هكذا رسم الكلمة في المخطوطة ، وف المطبوعة" ينسى" ، وفي مجاز القرآن" بنسى" ، ( بكسر النون ، وسكون الباء ، وكسر السين ، بعدها ياء ) ، وأنا في شك من ذلك كله ، وأخشى أن تكون" بسبس" ( بفتح فسكون ففتح ) و" البسبس" ، الباطل ، و" البسابس" مثله .(8) " الخندق" ، هو خندق سابور ، حفره من مدينة" هيت" ، يشق طف البادية إلى كاظمة ، مما يلي البصرة ، وجعل عليه المسالح . وشرحه أبو عبيدة في المجاز شرحًا وافيًا ، فراجعه هناك .(9) الأثر ; 18996 - هو نص كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن 1 ; 305 - 306 .(10) لم أجد البيت في مكان آخر .(11) الأثر ; 18998 - هذا إسناد صحيح ، مر تفسير مثله مرارًا ، وسيأتي من طرق مختصرًا . وهذا الخبر رواه البخاري في صحيحه (الفتح 8; 274، 275،) ، مختصرا. ورواه أبو داود أيضًا مختصرا في سننه 4 ; 52 ، 53 برقم ; 4004 ، 4005 . ورواه أبو جعفر فيما سلف من طرق أخرى ، مختصرًا ، ليس فيه" هيت لك"، برقم ; 48 ، في أول الكتاب . وفصل الحافظ ابن حجر في الفتح ، الكلام فيه بما لا مزيد عليه .(12) الأثر ; - 18999 - مكرر الأثر السالف ، مختصرًا .(13) الأثر ; - 19000 - مكرر الأثرين السالفين ، من طريق أخرى صحيحة ، مختصر .(14) الأثر ; 19001 - مختصر الآثار السالفة ، من طريق صحيحة .(15) في المطبوعة ;" هيت لك" ، وأثبت ما في المخطوطة .(16) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 ; 305 .(17) انظر تفسير" عاذ" فيما سلف 15 ; 352 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(18) انظر تفسير" الرب" فيما سلف 1 ; 141 ، 142 / 12 ; 385 ، 386 ، وغيرهما في فهارس اللغة ( ربب ) .(19) انظر تفسير" المثوى" فيما سلف ص ; 18 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(20) انظر تفسير" الفلاح" فيما سلف 15 ; 156 ، تعليق ; 3 ، والمراجع هناك .
تفسير الآيتين 23 و 24 :ـ هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته، وصبره عليها أعظم أجرا، لأنه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة، لوقوع الفعل، فقدم محبة الله عليها، وأما محنته بإخوته، فصبره صبر اضطرار، بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره وليس له ملجأ إلا الصبر عليها، طائعا أو كارها، وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرما في بيت العزيز، وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما أوجب ذلك، أن { رَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ } أي: هو غلامها، وتحت تدبيرها، والمسكن واحد، يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد، ولا إحساس بشر. { وَ } زادت المصيبة، بأن { غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ } وصار المحل خاليا، وهما آمنان من دخول أحد عليهما، بسبب تغليق الأبواب، وقد دعته إلى نفسها { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } أي: افعل الأمر المكروه وأقبل إليَّ، ومع هذا فهو غريب، لا يحتشم مثله ما يحتشمه إذا كان في وطنه وبين معارفه، وهو أسير تحت يدها، وهي سيدته، وفيها من الجمال ما يدعو إلى ما هنالك، وهو شاب عزب، وقد توعدته، إن لم يفعل ما تأمره به بالسجن، أو العذاب الأليم. فصبر عن معصية الله، مع وجود الداعي القوي فيه، لأنه قد هم فيها هما تركه لله، وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء، ورأى من برهان ربه - وهو ما معه من العلم والإيمان، الموجب لترك كل ما حرم الله - ما أوجب له البعد والانكفاف، عن هذه المعصية الكبيرة، و { قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ } أي: أعوذ بالله أن أفعل هذا الفعل القبيح، لأنه مما يسخط الله ويبعد منه، ولأنه خيانة في حق سيدي الذي أكرم مثواي. فلا يليق بي أن أقابله في أهله بأقبح مقابلة، وهذا من أعظم الظلم، والظالم لا يفلح، والحاصل أنه جعل الموانع له من هذا الفعل تقوى الله، ومراعاة حق سيده الذي أكرمه، وصيانة نفسه عن الظلم الذي لا يفلح من تعاطاه، وكذلك ما منَّ الله عليه من برهان الإيمان الذي في قلبه، يقتضي منه امتثال الأوامر، واجتناب الزواجر، والجامع لذلك كله أن الله صرف عنه السوء والفحشاء، لأنه من عباده المخلصين له في عباداتهم، الذين أخلصهم الله واختارهم، واختصهم لنفسه، وأسدى عليهم من النعم، وصرف عنهم من المكاره ما كانوا به من خيار خلقه.
(الواو) استئنافيّة
(راودت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (الهاء) ضمير مفعول به
(التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعلـ (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(في بيتها) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ و (ها) مضاف إليه
(عن نفسه) جارّ ومجرور متعلّق بـ (راودت) ، و (الهاء) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(غلّقت) مثل راودت والفاعل هي
(الأبواب) مفعول به
(الواو) عاطفة
(قالت) مثل راودت، والفاعل هي
(هيت) اسم فعل ماض بمعنى تهيّأت ،
(اللام) حرف جرّ- وهي لام التبيين -، و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف تقديره أقولـ (قال) فعل ماض، والفاعل هو (معاذ) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ
(اللَّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ ،
(ربيّ) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّةالمقدّرة على ما قبل الياء.. و (الياء) ضمير مضاف إليه
(أحسن) فعل ماض، والفاعل هو (مثواي) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.. و (الياء) مضاف إليه
(إنّ) مثل الأول و (الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ
(لا) نافية
(يفلح) مضارع مرفوع
(الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: «راودته التي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو في بيتها ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (التي) .
وجملة: «غلّقت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هيت لك» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «
(أعوذ) معاذ اللَّه» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه ربيّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «أحسن مثواي» في محلّ رفع خبر إنّ ثان .
وجملة: «إنّه لا يفلح الظالمون» لا محلّ لها بدل من التعليليّة.
وجملة: «لا يفلح الظالمون» في محلّ رفع خبر إنّ.
(الواو) عاطفة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(همت) مثل راودت
(الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (همت) ،
(الواو) عاطفة
(همّ) فعل ماض، والفاعل هي
(بها) مثل به، متعلّق بـ (همّ) ،
(لولا) حرف شرط غير جازم
(أن) حرف مصدريّ
(رأى)فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (برهان) مفعول به منصوبـ (ربّه) مضاف إليه مجرور و (الهاء) مضاف إليه
(كذلك) مرّ إعرابه ، والجارّ متعلّق بمحذوف يقدّر بحسب التفسير: أريناه، أو عصمناه، أو فعلنا به ... إلخ
(اللام) للتعليلـ (نصرف) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل نحن للتعظيم
(عن) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (نصرف) ،
(السوء) مفعول به منصوبـ (الفحشاء) معطوف على السوء بالواو منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (أن رأى) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجودة.. وجواب لولا محذوف يفسره الكلام قبله أي: لولا أن رأى ...لهمّ بها .
والمصدر المؤوّلـ (أن نصرف..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المحذوف الذي تعلّق به كذلك.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الهاء) ضمير اسم إنّ
(من عبادنا) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. و (نا) ضمير مضاف إليه
(المخلصين) نعت لعباد مجرور، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «همت به ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «همّ بها» لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم .والجملة الاسميّة: «لولا رؤية البرهان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «رأى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) .
وجملة: «نصرف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) المضمر.
وجملة: «إنّه من عبادنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
(الواو) عاطفة
(استبقا) فعل ماض.. و (الألف) ضمير في محلّ رفع فاعلـ (الباب) منصوب على نزع الخافض أي إلى الباب ،
(الواو) عاطفة
(قدّت) مثل راودت
(قميصه) مفعول به منصوب. و (الهاء) مضاف إليه
(من دبر) جارّ ومجرور متعلّق بـ (قدّت) ،
(الواو) عاطفة
(ألفيا) مثل استبقا
(سيدها) مفعول به منصوب.. و (ها) مضاف إليه
(لدى) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان أي موجودا لدى البابـ (الباب) مضاف إليه مجرور
(قالت) مثل راودت
(ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ،
(جزاء) خبر مرفوع
(من) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه
(أراد) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد
(بأهلك) جارّ ومجرور متعلّق بحال من(سوءا) .. و (الكاف) مضاف إليه
(سوءا) مفعول به منصوبـ (إلّا) أداة حصر
(أن) حرف مصدريّ
(يسجن) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّلـ (أن يسجن..) في محلّ رفع بدل من جزاء.
(أو) حرف عطف
(عذاب) معطوف على محلّ المصدر المؤوّل مرفوع مثله
(أليم) نعت لعذاب مرفوع.
وجملة: «استبقا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المقدّر.
وجملة: «قدّت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.وجملة: «ألفيا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة استبقا الباب.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ما جزاء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أراد ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «يسجن» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) .
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(راودت) مثل الأول و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به، والفاعل هي
(عن نفسي) جارّ ومجرور متعلّق بـ (راودت) ، و (الياء) مضاف إليه،
(الواو) عاطفة
(شهد) فعل ماض
(شاهد) فاعل مرفوع
(من أهلها) جارّ ومجرور نعت لشاهد.. و (ها) مضاف إليه
(إن) حرف شرط جازم
(كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط
(قميصه) اسم كان مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه
(قدّ) فعل ماضي مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (قدّ) ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(صدقت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث ،
(الواو) عاطفة
(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(من الكاذبين) جارّ ومجرور خبر، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «هي راودتني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «راودتني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هي.
وجملة: «شهد شاهد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال..وجملة: «كان قميصه قدّ ... » لا محلّ لها تفسر الشهادة .
وجملة: «قدّ من قبل» في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «
(قد) صدقت ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «هو من الكاذبين» في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
(الواو) عاطفة
(إن كان ... وهو من الصادقين) مثل نظيرها مفردات وجملا.
(الفاء) عاطفة
(لما رأى قميصه) مثل لما بلغ أشدّه ،
(قدّ من دبر) مثل قدّ من قبلـ (قال) كالسابق
(إنّه من كيدكنّ) مثل إنّه من عبادنا
(إنّ) حرف مشبّه بالفعلـ (كيدكنّ) اسم منصوب.. و (كنّ) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.. و (النون) المشدّدة علامة جمع الإناث
(عظيم) خبر مرفوع.
وجملة: «رأى قميصه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قدّ من دبر ... » في محلّ نصب حال بتقدير
(قد) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّه من كيدكنّ» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّ كيدكنّ عظيم» لا محلّ لها في حكم التعليليّة.
(يوسف) منادى مفرد علم محذوف منه أداة النداء، مبنيّ على الضم في محلّ نصبـ (أعرض) فعل أمر، والفاعل أنت
(عن) حرف جرّ
(ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (أعرض) ،
(الواو) عاطفة(استغفري) مثل أكرمي ،
(لذنبك) جارّ ومجرور متعلّق بـ (استغفري) .. و (الكاف) مضاف إليه
(إنّك) حرف مشبه بالفعل..
و (الكاف) اسم إنّ
(كنت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) ضمير اسم كان
(من الخاطئين) جارّ ومجرور خبر كان وجملة النداء: «يوسف ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول .
وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «استغفري ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّك كنت ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كنت من الخاطئين» في محلّ رفع خبر إنّ.