وَلَمَّا دَخَلُوا عَلٰى يُوسُفَ ءَاوٰىٓ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّىٓ أَنَا۠ أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وَلَمَّا دَخَلُوۡا عَلٰى يُوۡسُفَ اٰوٰٓى اِلَيۡهِ اَخَاهُ قَالَ اِنِّىۡۤ اَنَا اَخُوۡكَ فَلَا تَبۡتَٮِٕسۡ بِمَا كَانُوۡا يَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولما دخل إخوة يوسف عليه في منزل ضيافته ومعهم شقيقه، ضم يوسف إليه شقيقه، وقال له سرًا; إني أنا أخوك فلا تحزن، ولا تغتمَّ بما صنعوه بي فيما مضى. وأمره بكتمان ذلك عنهم.
يخبر تعالى عن إخوة يوسف لما قدموا على يوسف ومعهم أخوه شقيقه بنيامين وأدخلهم دار كرامته ومنزل ضيافته وأقاض عليهم الصلة والألطاف والإحسان واختلى بأخيه فأطلعه على شأنه وما جرى له وعرفه أنه أخوه وقال له لا تبتئس أي لا تأسف على ما صنعوا بي وأمرهم بكتمان ذلك عنهم وأن لا يطلعهم على ما أطلعه عليه من أنه أخوه وتواطأ معه أنه سيحتال على أن يبقيه عنده معززا مكرما معظما.
قوله تعالى ; ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال قتادة ; ضمه إليه ، وأنزله معه . وقيل ; أمر أن ينزل كل اثنين في منزل ، فبقي أخوه منفردا فضمه إليه وقال ; أشفقت عليه من الوحدة . قال له سرا من إخوته ; إني أنا أخوك فلا تبتئس أي لا تحزن بما كانوا يعملون .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ولما دخل ولد يعقوب على يوسف ، (آوى إليه أخاه) ، يقول; ضم إليه أخاه لأبيه وأمه. (10)* * *وكان إيواؤه إياه، (11) كما;-19503- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو , عن أسباط , عن السدي; (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه) ، قال; عرف أخاه , فأنـزلهم منـزلا وأجرى عليهم الطعام والشراب. فلما كان الليلُ جاءهم بِمُثُل، فقال; لينم كل أخوين منكم على مِثَال. (12) فلما بقي الغلام وحده، قال يوسف; هذا ينام معي على فراشي . فبات معه , فجعل يوسف يشمُّ ريحه , ويضمه إليه حتى أصبح , وجعل روبيل يقول; ما رأيْنا مثل هذا! أريحُونا منه!19504- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق قال; لما دخلوا ، يعني ولد يعقوب ، على يوسف، قالوا; هذا أخونا الذي أمرتَنا أن نأتيك به , قد جئناك به. فذكر لي أنه قال لهم; قد أحسنتم وأصبتم , وستجدون ذلك عندي ، أو كما قال . ثم قال; إني أراكم رجالا وقد أردت أن أكرمكم. ودعا [صاحب] ضيافته. (13) فقال; أنـزل كل رجلين على حدة , ثم أكرمهما، وأحسن ضيافتهما. ثم قال; إني أرى هذا الرجل الذي جئتم به ليس معه ثانٍ، فسأضمه إليّ , فيكون منـزله معي . فأنـزلهم رجلين رجلين في منازل شتَّى , وأنـزل أخاه معه , فآواه إليه. فلما خلا به قال إني أنا أخوك، أنا يوسف، فلا تبتئس بشيء فعلوه بنا فيما مضى , فإن الله قد أحسن إلينا , ولا تعلمهم شيئًا مما أعلمتك . يقول الله; (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون).19505- حدثنا بشر قال; حدثنا يزيد قال; حدثنا سعيد , عن قتادة قوله; (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه) ، ضمه إليه، وأنـزله , وهو بنيامين.19506- حدثني المثنى قال; حدثنا إسحاق قال; حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال; حدثني عبد الصمد بن معقل قال; سمعت وهب بن منبه يقول ، وسئل عن قول يوسف; (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون) ، ; كيف أصابه حين أخذ بالصُّواع , وقد كان أخبره [أنه] أخوه، (14) وأنتم تزعمون أنه لم يزل متنكرًا لهم يكايدهم حتى رجعوا؟ فقال; إنه لم يعترف له بالنسبة , ولكنه قال; (أنا أخوك) مكانَ أخيك الهالك ، (فلا تبتئس بما كانوا يعملون) ، يقول; لا يحزنك مكانهُ.* * *وقوله; (فلا تبتئس) ، يقول; فلا تستكِنْ ولا تحزن.وهو; " فلا تفتعل " من " البؤس ", يقال منه; " ابتأس يبتئس ابتئاسًا " . (15)* * *وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .*ذكر من قال ذلك;19507- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد , عن قتادة; (فلا تبتئس) ، يقول; فلا تحزن ولا تيأس.19508- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال، حدثني عبد الصمد قال; سمعت وهب بن منبه يقول; (فلا تبتئس) ، يقول; لا يحزنك مكانه.19509- حدثنا ابن وكيع قال; حدثنا عمرو , عن أسباط , عن السدي; (فلا تبتئس بما كانوا يعملون) ، يقول; لا تحزن على ما كانوا يعملون.* * *قال أبو جعفر; فتأويل الكلام إذًا; فلا تحزن ولا تستكن لشيء سلف من إخوتك إليك في نفسك، وفي أخيك من أمك , وما كانوا يفعلون قبلَ اليوم بك .----------------------الهوامش;(10) انظر تفسير" الإيواء" فيما سلف 15 ; 422 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(11) كان الكلام في المطبوعة هكذا ;" وكل أخوه لأبيه" ، فلم يحسن قراءة المخطوطة ، فجاء بكلام لا معنى له ، وكان فيها ;" وكل إيواوه إياه" غير منقوطة ، وهذا صواب قراءته .(12) " المثال" ( بكسر الميم ) ، وجمعه" مثل" ( بضمتين ) ، وهو الفراش ، وفي الحديث أنه دخل على سعد بن أبي وقاص ، وفي البيت متاع رث ومثال رث أي ; فراش خلق بال . ويقال ; هو النمط الذي يفترش من مفارش الصوف الملونة .(13) في المطبوعة" ودعا ضافته" ، ولا أجد لها وجهًا . وفي المخطوطة كما أثبتها ، ولكنه لا يستقيم إلا بالذي زدته بين القوسين .(14) في المطبوعة والمخطوطة ;" كيف أجابه حين أخذ بالصواع ، وقد كان أخبره أخوه" ، ولعل الصواب ما أثبت ، مع هذه الزيادة بين القوسين .(15) انظر تفسير" ابتأس" فيما سلف 15 ; 306 ، 307
أي: لما دخل إخوة يوسف على يوسف { آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ } أي: شقيقه وهو \"بنيامين\" الذي أمرهم بالإتيان به، [و] ضمه إليه، واختصه من بين إخوته، وأخبره بحقيقة الحال، و { قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ } أي: لا تحزن { بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فإن العاقبة خير لنا، ثم خبره بما يريد أن يصنع ويتحيل لبقائه عنده إلى أن ينتهي الأمر.
(الواو) عاطفة
(لمّا دخلوا ... آوى) مثل لمّا رجعوا ...قالوا ،
(إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (آوى) ،
(أخاه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف ... و (الهاء) مضاف إليه
(قال) فعل ماض، والفاعل هو أي يوسف
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد- ناسخ- و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ،
(أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(أخوك) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو ... و (الكاف) مضاف إليه
(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسببـ (لا) ناهية جازمة
(تبتئس) مضارع مجزوم، والفاعل أنت
(الباء) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بـ (تبتئس) ، والعائد محذوف،
(كانوا) فعل ماض ناقص ... و (الواو) اسم كان
(يعلمون) مثل السابق .
جملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آوى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .وجملة: «إنّي أنا أخوك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنا أخوك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا تبتئس ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه. فلا تبتئس.
وجملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يعملون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.