الرسم العثمانيوَكَذٰلِكَ أَنزَلْنٰهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَمَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلَا وَاقٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَكَذٰلِكَ اَنۡزَلۡنٰهُ حُكۡمًا عَرَبِيًّا ؕ وَلَٮِٕنِ اتَّبَعۡتَ اَهۡوَآءَهُمۡ بَعۡدَمَا جَآءَكَ مِنَ الۡعِلۡمِۙ مَا لَـكَ مِنَ اللّٰهِ مِنۡ وَّلِىٍّ وَّلَا وَاقٍ
تفسير ميسر:
وكما أنزلنا الكتب على الأنبياء بلسانهم أنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن بلغة العرب؛ لتحكم به، ولئن اتبعت أهواء المشركين في عبادة غير الله -بعد الحق الذي جاءك من الله- ليس لك ناصر ينصرك ويمنعك من عذابه.
وقوله " وكذلك أنزلناه حكما عربيا " أي وكما أرسلنا قبلك المرسلين وأنزلنا عليهم الكتب من السماء كذلك أنزلنا عليك القرآن محكما معربا شرفناك به وفضلناك على من سواك بهذا الكتاب المبين الواضح الجلي الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وقوله " ولئن اتبعت أهواءهم " أي آراءهم " بعد ما جاءك من العلم " أي من الله سبحانه وتعالى " مالك من الله من ولي ولا واق " وهذا وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة بعد ما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والمحجة المحمدية على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام.
قوله تعالى ; وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واققوله تعالى ; وكذلك أنزلناه حكما عربيا أي وكما أنزلنا عليك القرآن فأنكره بعض الأحزاب كذلك أنزلناه حكما عريبا ; وإذا وصفه بذلك لأنه أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو عربي ، فكذب الأحزاب بهذا الحكم أيضا . وقيل نظم الآية ; وكما أنزلنا الكتب على الرسل بلغاتهم كذلك أنزلنا إليك القرآن حكما عربيا ، أي بلسان العرب ; ويريد بالحكم ما فيه من الأحكام . وقيل ; أراد بالحكم العربي القرآن كله ; لأنه يفصل بين الحق والباطل ويحكم .ولئن اتبعت أهواءهم أي أهواء المشركين في عبادة ما دون الله ، وفي التوجيه إلى غير الكعبة .بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي أي ناصر ينصرك . ولا واق يمنعك من عذابه ; والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد الأمة .
قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وكما أنـزلنا عليك الكتاب، يا محمد, فأنكرهُ بعض الأحزاب, كذلك أيضًا أنـزلنا الحكم والدين حُكْمًا عربيًا (18) وجعل ذلك (عربيًا), ووصفه به لأنه أنـزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وهو عربيٌّ, فنسب الدين إليه، إذ كان عليه أنـزل, فكذَّب به الأحزابُ . ثم نهاه جل ثناؤه عن ترك ما أنـزل إليه واتباع الأحزاب, وتهدَّده على ذلك إنْ فعله فقال; (ولئن اتبعت) يا محمد (أهواءهم), أهوَاء هؤُلاء الأحزاب ورضَاهم ومحبتَهم (19) وانتقلت من دينك إلى دينهم, ما لك من يَقيك من عَذاب الله إنْ عذّبك على اتباعك أهواءَهم, وما لك من ناصر ينصرك فيستنقذك من الله إن هو عاقبك, (20) يقول; فاحذر أن تتّبع أهَواءهم .-----------------------الهوامش ;(18) انظر تفسير" الحكم" فيما سلف من هذا الجزء ; 23 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(19) انظر تفسير" الهوى" فيما سلف 9 ; 302 / 11 ; 397 .(20) انظر تفسير" الولي" فيما سلف 13 ; 152 ، تعليق ; 1 ، المراجع هناك .
أي: ولقد أنزلنا هذا القرآن والكتاب حكما، عربيا أي: محكما متقنا، بأوضح الألسنة وأفصح اللغات، لئلا يقع فيه شك واشتباه، وليوجب أن يتبع وحده، ولا يداهن فيه، ولا يتبع ما يضاده ويناقضه من أهواء الذين لا يعلمون. ولهذا توعد رسوله -مع أنه معصوم- ليمتن عليه بعصمته ولتكون أمته أسوته في الأحكام فقال: { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ } البين الذي ينهاك عن اتباع أهوائهم، { مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ } يتولاك فيحصل لك الأمر المحبوب، { وَلَا وَاقٍ } يقيك من الأمر المكروه.
(الواو) استئنافيّة
(كذلك أنزلناه) مثل كذلك أرسلناك ،
(حكما) حال منصوبة من الضمير الغائب أي حاكما
(عربيّا) نعت لـ (حكما)منصوب ،
(الواو) استئنافيّة،
(اللام) موطّئة للقسم
(إن) حرف شرط جازم
(اتّبعت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و (التاء) فاعلـ (أهواءهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (اتّبعت) ،
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه
(جاءك) فعل ماض.. و (الكاف) مفعول به، والفاعل هو وهو العائد
(من العلم) جارّ ومجرور حال من العائد
(مالك ... ولا واق) مرّ إعراب نظيرها ، و (لا) زائدة لتأكيد النفي(واق) معطوف على وليّ يأخذ إعرابه.
جملة: «أنزلناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن اتّبعت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاءك من العلم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «ما لك.. من وليّ» لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
- القرآن الكريم - الرعد١٣ :٣٧
Ar-Ra'd13:37