الرسم العثمانيفَسَجَدَ الْمَلٰٓئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
الـرسـم الإمـلائـيفَسَجَدَ الۡمَلٰۤٮِٕكَةُ كُلُّهُمۡ اَجۡمَعُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
فسجد الملائكة كلهم أجمعون كما أمرهم ربهم لم يمتنع منهم أحد، لكن إبليس امتنع أن يسجد لآدم مع الملائكة الساجدين.
وقد روى ابن جرير ههنا أثرا غريبا عجيبا من حديث شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس قال لما خلق الله الملائكة قال " إنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " قالوا لا نفعل فأرسل عليهم نارا فأحرقتهم; ثم خلق ملائكة أخرى فقال لهم مثل ذلك فقالوا سمعنا وأطعنا إلا إبليس كان من الكافرين الأولين وفي ثبوت هذا عنه بعد والظاهر أنه إسرائيلي والله أعلم.
قوله تعالى ; فسجد الملائكة كلهم أجمعونقوله - تعالى - فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليسلا شك أن إبليس كان مأمورا بالسجود ; لقوله ; ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك وإنما منعه من ذلك الاستكبار والاستعظام ; كما تقدم في " البقرة " بيانه . ثم قيل ; كان من الملائكة ; فهو استثناء من الجنس . وقال قوم ; لم يكن من الملائكة ; فهو استثناء منقطع . وقد مضى في " البقرة " هذا كله مستوفى . وقال ابن عباس ; الجان أبو الجن وليسوا شياطين . والشياطين ولد إبليس ; لا يموتون إلا مع إبليس . والجن يموتون ، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر . فآدم أبو الإنس . والجان أبو الجن . وإبليس أبو الشياطين ; ذكره الماوردي . والذي تقدم في " البقرة " خلاف هذا ، فتأمله هناك .
يقول تعالى ذكره; فلما خلق الله ذلك البشر ، ونفخ فيه الروح بعد أن سوّاه، سجد الملائكة كلهم جميعا .
{ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } تأكيد بعد تأكيد ليدل على أنه لم يتخلف منهم أحد، وذلك تعظيما لأمر الله وإكراما لآدم حيث علم ما لم يعلموا.
(الفاء) استئنافيّة
(سجد) فعل ماض
(الملائكة) فاعل مرفوع
(كلّهم) توكيد معنويّ للملائكة مرفوع مثله و (هم) ضمير متّصل مضاف إليه
(أجمعون) توكيد معنويّ ثان مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: «سجد الملائكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.(إلّا) أداة استثناء
(إبليس) اسم منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل على الخلاف المعروف بحقيقة إبليس هل هو من الملائكة أو لا
(أبى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (أن) حرف نصب ومصدريّ
(يكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر يكون
(الساجدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّلـ (أن يكون ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أبى .
وجملة: «أبى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
- القرآن الكريم - الحجر١٥ :٣٠
Al-Hijr15:30