الرسم العثمانيأَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوٓا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِى مِن دُونِىٓ أَوْلِيَآءَ ۚ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكٰفِرِينَ نُزُلًا
الـرسـم الإمـلائـياَفَحَسِبَ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡۤا اَنۡ يَّتَّخِذُوۡا عِبَادِىۡ مِنۡ دُوۡنِىۡۤ اَوۡلِيَآءَ ؕ اِنَّاۤ اَعۡتَدۡنَا جَهَـنَّمَ لِلۡكٰفِرِيۡنَ نُزُلًا
تفسير ميسر:
أفظن الذين كفروا بي أن يتخذوا عبادي آلهة من غيري؛ ليكونوا أولياء لهم؟ إنا أعتدنا نار جهنم للكافرين منزلا.
ثم قال; " أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء " أي اعتقدوا أنهم يصلح لهم ذلك وينتفعون به " كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا " ولهذا أخبر الله تعالى أنه قد أعد لهم جهنم يوم القيامة منزلا.
أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُواأي ظن .وقرأ علي وعكرمة ومجاهد وابن محيصن " أفحسب " بإسكان السين وضم الباء ; أي كفاهم .أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِييعني عيسى والملائكة وعزيرا .مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَولا أعاقبهم ; ففي الكلام حذف .وقال الزجاج ; المعنى ; أفحسبوا أن ينفعهم ذلك .
القول في تأويل قوله تعالى ; أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا (102)يقول عزّ ذكره; أفظن الذين كفروا بالله من عبدة الملائكة والمسيح، أن يتخذوا عبادي الذين عبدوهم من دون الله أولياء، يقول كلا بل هم لهم أعداء.وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، في قوله (أفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أنْ يَتَّخِذُوا عِبادي مِنْ دُونِي أوْلياءَ) قال; يعني من يعبد المسيح ابن مريم والملائكة، وهم عباد الله، ولم يكونوا للكفار أولياء.وبهذه القراءة، أعني بكسر السين من (أفَحَسِبَ) بمعنى الظنّ قرأت هذا الحرف قرّاء الأمصار ورُوي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وعكرمة ومجاهد أنهم قرءوا ذلك ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) بتسكين السين، ورفع الحرف بعدها، بمعنى; أفحسبهم ذلك; أي أفكفاهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء من عباداتي وموالاتي.كما حُدثت عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن عمران بن حدير، عن عكرمة ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قال; أفحسبهم ذلك ، والقراءة التي نقرؤها هي القراءة التي عليها قرّاء الأمصار ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ ) بكسر السين، بمعنى أفظنّ ، لإجماع الحجة من القرّاء عليها.وقوله ( إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نزلا ) يقول; أعددنا لمن كفر بالله جهنم منـزلا.
وهذا برهان وبيان، لبطلان دعوى المشركين الكافرين، الذين اتخذوا بعض الأنبياء والأولياء، شركاء لله يعبدونهم، ويزعمون أنهم يكونون لهم أولياء، ينجونهم من عذاب الله، وينيلونهم ثوابه، وهم قد كفروا بالله وبرسله. يقول الله لهم على وجه الاستفهام والإنكار المتقرر بطلانه في العقول: { أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ ْ} أي: لا يكون ذلك ولا يوالي ولي الله معاديا لله أبدا، فإن الأولياء موافقون لله في محبته ورضاه، وسخطه وبغضه، فيكون على هذا المعنى مشابها لقوله تعالى { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ ْ} فمن زعم أنه يتخذ ولي الله وليا له، وهو معاد لله، فهو كاذب، ويحتمل -وهو الظاهر- أن المعنى: أفحسب الكفار بالله، المنابذون لرسله، أن يتخذوا من دون الله أولياء ينصرونهم، وينفعونهم من دون الله، ويدفعون عنهم الأذى؟ هذا حسبان باطل، وظن فاسد، فإن جميع المخلوقين، ليس بيدهم من النفع والضر، شيء، ويكون هذا، كقوله تعالى: { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ْ} { وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ ْ} ونحو ذلك من الآيات التي يذكر الله فيها، أن المتخذ من دونه وليا ينصره ويواليه، ضال خائب الرجاء، غير نائل لبعض مقصوده. { إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ْ} أي ضيافة وقرى، فبئس النزل نزلهم، وبئست جهنم، ضيافتهم.
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ
(الفاء) استئنافيّة، وعلامة النصب في(يتّخذوا) حذف النون
(عبادي) مفعول به أوّل، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء
(من دوني) متعلّق بـ (أولياء) وهو مفعول به ثان، وهو ممنوع من التنوين لأنّه ملحق بالمؤنّث الممدود
(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه
(للكافرين) متعلّق بحال من(نزلا) وهو مفعول به ثان عامله أعتدنا.
والمصدر المؤوّلـ (أن يتّخذوا ... ) سدّ مسدّ مفعولي حسب.
جملة: «حسب الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «يتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «إنّا أعتدنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :١٠٢
Al-Kahf18:102