الرسم العثمانيقَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلٰى رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابًا نُّكْرًا
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ اَمَّا مَنۡ ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهٗ ثُمَّ يُرَدُّ اِلٰى رَبِّهٖ فَيُعَذِّبُهٗ عَذَابًا نُّكۡرًا
تفسير ميسر:
قال ذو القرنين; أمَّا مَن ظلم نفسه منهم فكفر بربه، فسوف نعذبه في الدنيا، ثم يرجع إلى ربه، فيعذبه عذابًا عظيمًا في نار جهنم.
في قوله " أما من ظلم " أي استمر على كفره وشركه بربه فسوف نعذبه قال قتادة بالقتل وقال السدي كان يحمي لهم بقر النحاس ويضعهم فيها حتى يذوبوا وقال وهب بن منبه كان يسلط الظلمة فتدخل أجوافهم وبيوتهم وتغشاهم من جميع جهاتهم والله أعلم وقوله " ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابًا نكرًا " أي شديدًا بليغًا وجيعًا أليمًا وفي هذا إثبات المعاد والجزاء.
قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَأي من أقام على الكفر منكم .فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُأي بالقتل .ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِأي يوم القيامة .فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًاأي شديدا في جهنم .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)يقول جلّ ثناؤه ( قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ) يقول; أما من كفر فسوف نقتله.كما حدثنا الحسن بن يحيى، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله; ( أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ) قال; هو القتل.وقوله ( ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ) يقول; ثم يرجع إلى الله تعالى بعد قتله، فيعذبه عذابا عظيما، وهو النكر، وذلك عذاب جهنم.
تفسير الآيات من 86 حتى 88 :ـ وهذه الأسباب التي أعطاه الله إياها، لم يخبرنا الله ولا رسوله بها، ولم تتناقلها الأخبار على وجه يفيد العلم، فلهذا، لا يسعنا غير السكوت عنها، وعدم الالتفات لما يذكره النقلة للإسرائيليات ونحوها، ولكننا نعلم بالجملة أنها أسباب قوية كثيرة، داخلية وخارجية، بها صار له جند عظيم، ذو عدد وعدد ونظام، وبه تمكن من قهر الأعداء، ومن تسهيل الوصول إلى مشارق الأرض ومغاربها، وأنحائها، فأعطاه الله، ما بلغ به مغرب الشمس، حتى رأى الشمس في مرأى العين، كأنها تغرب في عين حمئة، أي: سوداء، وهذا هو المعتاد لمن كان بينه وبين أفق الشمس الغربي ماء، رآها تغرب في نفس الماء وإن كانت في غاية الارتفاع، ووجد عندها، أي: عند مغربها قوما. { قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ْ} أي: إما أن تعذبهم بقتل، أو ضرب، أو أسر ونحوه، وإما أن تحسن إليهم، فخير بين الأمرين، لأن الظاهر أنهم كفار أو فساق، أو فيهم شيء من ذلك، لأنهم لو كانوا مؤمنين غير فساق، لم يرخص في تعذيبهم، فكان عند ذي القرنين من السياسة الشرعية ما استحق به المدح والثناء، لتوفيق الله له لذلك، فقال: سأجعلهم قسمين: { أَمَّا مَنْ ظَلَمَ ْ} بالكفر { فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ْ} أي: تحصل له العقوبتان، عقوبة الدنيا، وعقوبة الآخرة. { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى ْ} أي: فله الجنة والحالة الحسنة عند الله جزاء يوم القيامة، { وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ْ} أي: وسنحسن إليه، ونلطف له بالقول، ونيسر له المعاملة، وهذا يدل على كونه من الملوك الصالحين الأولياء، العادلين العالمين، حيث وافق مرضاة الله في معاملة كل أحد، بما يليق بحاله.
(أمّا) حرف شرط وتفصيلـ (من) اسم موصول مبتدأ
(الفاء) رابطة لجواب الشرط أمّا
،
(سوف) حرف استقبال، وفاعلـ (نعذّب) ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم
(يردّ) مضارع مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى ربّه) متعلّق بـ (يردّ) ،
(الفاء) عاطفة
(عذابا) مفعول مطلق منصوبـ (نكرا) نعت لـ (عذابا) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من ظلم ... » في محلّ نصب مقول القول.وجملة: «ظلم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «سوف نعذّبه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «يردّ ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نعذّبه.
وجملة: «يعذّبه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يردّ.
88-
(الواو) عاطفة و (الفاء) رابطة لجواب الشرط
(له) متعلّق بخبر مقدّم
(جزاء) مصدر في موضع الحال من الحسنى منصوب . أي: مجزيّا بها
(الحسنى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(له) متعلّق بـ (نقول)
(من أمرنا) متعلّق بـ (نقول) ، و (من) لابتداء الغاية
(يسرا) مفعول به منصوب .
وجملة: «من آمن ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة من ظلم..
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: «له.. الحسنى» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «سنقول ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة له الحسنى.
89-
(سببا) مفعول به منصوب .
وجملة: «أتبع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتبع الأولى .
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :٨٧
Al-Kahf18:87