الرسم العثمانيقَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ ءَاتٰىنِىَ الْكِتٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ اِنِّىۡ عَبۡدُ اللّٰهِ ؕ اٰتٰٮنِىَ الۡكِتٰبَ وَجَعَلَنِىۡ نَبِيًّا
تفسير ميسر:
قال عيسى وهو في مهده يرضع; إني عبد الله، قضى بإعطائي الكتاب، وهو الإنجيل، وجعلني نبيًا.
"قال إني عبد الله" أول شيء تكلم به أن نزه جناب ربه تعالى وبرأه عن الولد وأثبت لنفسه العبودية لربه وقوله; "آتاني الكتاب وجعلني نبيا" تبرئة لأمه مما نسبت إليه من الفاحشة قال نوف البكالى لما قالوا لأمه ما قالوا كان يرتضع ثديها فنزع الثدي من فمه واتكأ على جنبه الأيسر وقال "إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا - إلى قوله - ما دمت حيا" وقال حماد بن سلمة عن ثابت البناني رفع أصبعه السبابة فوق منكبه وهو يقول; "إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا" الآية وقال عكرمة "آتاني الكتاب" أي قضى أنه يؤتيني الكتاب فيما قضى وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد المصفى حدثنا يحيى بن سعيد هو العطار عن عبدالعزيز بن زياد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال; كان عيسى ابن مريم قد درس التوراة وأحكمها وهو في بطن أمه فذلك قوله; "إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا" يحيى بن سعيد العطار الحمصي متروك.
فلما سمع عيسى - عليه السلام - كلامهم قال لهم من مرقده ; إني عبد الله وهي ;فقيل ; كان عيسى - عليه السلام - يرضع فلما سمع كلامهم ترك الرضاعة وأقبل عليهم بوجهه ، واتكأ على يساره ، وأشار إليهم بسبابته اليمنى ، و قال إني عبد الله فكان أول ما نطق به الاعتراف بعبوديته لله تعالى وربوبيته ، ردا على من غلا من بعده في شأنه . والكتاب الإنجيل ؛ قيل ; آتاه في تلك الحالة الكتاب ، وفهمه وعلمه ، وآتاه النبوة كما علم آدم الأسماء كلها ، وكان يصوم ويصلي . وهذا في غاية الضعف على ما نبينه في المسألة بعد هذا . وقيل ; أي حكم لي بإيتاء الكتاب والنبوة في الأزل ، وإن لم يكن الكتاب منزلا في الحال ؛ وهذا أصح .
يقول تعالى ذكره; فلما قال قوم مريم لها كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وظنوا أن ذلك منها استهزاء بهم، قال عيسى لها متكلمًا عن أمه; ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ ) . وكانوا حين أشارت لهم إلى عيسى فيما ذُكر عنهم غضبوا.كما حدثني موسى، قال; ثنا عمرو، قال; ثنا أسباط، عن السديّ، قال; لما أشارت لهم إلى عيسى غضبوا، وقالوا; لسخريتها بنا حين تأمرنا أن نكلم هذا الصبيّ أشدّ علينا من زناها قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا .حدثنا ابن حميد، قال; ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا فأجابهم عيسى عنها فقال لهم ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا )... الآية.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد ، في قوله قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ لَهُمُ (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) فقرأ حتى بلغ وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا فقالوا; إن هذا لأمر عظيم.حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; أخبرنا عبيد بن سليمان، قال; سمعت الضحاك يقول كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ لم يتكلم عيسى إلا عند ذلك حين قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّاوقوله ( آتَانِيَ الْكِتَابَ ) يقول القائل; أو آتاه الكتاب والوحي قبل أن يخلق في بطن أمه فإن معنى ذلك بخلاف ما يظنّ، وإنما معناه; وقضى يوم قضى أمور خلقه إليّ أن يؤتيني الكتاب.كما حدثني بشر بن آدم، قال; ثنا الضحاك، يعني ابن مخلد، عن سفيان، عن سماك، عن عكرمة ( آتَانِيَ الْكِتَابَ ) قال; قضى أن يؤتيني الكتاب فيما مضى.حدثنا محمد بن بشار، قال; ثنا أبو عاصم، قال; أخبرنا سفيان، عن سماك، عن عكرمة، في قوله ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ ) قال; القضاء.حدثنا الحسن، قال; أخبرنا عبد الرزّاق، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، في قوله ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ ) قال; قضى أن يؤتيني الكتاب.وقوله ( وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) وقد بيَّنت معنى النبيّ واختلاف المختلفين فيه، والصحيح من القول فيه عندنا بشواهده فيما مضى بما أغنى عن إعادته.وكان مجاهد يقول في معنى النبيّ وحده ما حدثنا به محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال; النبيّ وحده الذي يكلم وينـزل عليه الوحي ولا يرسل.
فحينئذ قال عيسى عليه السلام، وهو في المهد صبي: { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ْ} فخاطبهم بوصفه بالعبودية، وأنه ليس فيه صفة يستحق بها أن يكون إلها، أو ابنا للإله، تعالى الله عن قول النصارى المخالفين لعيسى في قوله { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ْ} ومدعون موافقته.{ آتَانِيَ الْكِتَابَ ْ} أي: قضى أن يؤتيني الكتب { وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ْ} فأخبرهم بأنه عبد الله، وأن الله علمه الكتاب، وجعله من جملة أنبيائه، فهذا من كماله لنفسه
(آتاني) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف..
و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به أوّل، والفاعل هو أي الله
(الكتاب) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) عاطفة
(جعلني نبيّا) مثل آتاني الكتاب، وكذلك
(جعلني مباركا) ،
(أينما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بالجواب أو بالشرط
(كنت) فعل ماض تامّ ... و (التاء) فاعلـ (الواو) عاطفة
(بالصلاة) متعلّق بـ (أوصاني) ،
(ما) حرف مصدريّ ظرفيّ
(دمت) فعل ماض ناقص.. و (التاء) اسمه
(حيّا) خبر ما دمت منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (ما دمت..) في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بـ (أوصاني) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّي عبد الله ... » في محلّ نصب مقول القول.وجملة: «آتاني الكتاب ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «جعلني نبيّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتاني الكتاب.
وجملة: «جعلني مباركا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلني نبيّا.
وجملة: «كنت ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: أينما كنت فقد جعلني نبيّا ومباركا.
وجملة: «أوصاني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتاني.. أو جعلني..
32-
(الواو) عاطفة
(برّا) مفعول به ثان لفعل محذوف تقديره جعلني
(بوالدتي) متعلّق بـ (برّا) ،
(الواو) عاطفة
(لم) حرف نفي وجزم
(جبّارا) مفعول به ثان منصوب عامله لم يجعلني
(شقيّا) نعت لـ (جبّارا) منصوب.
وجملة: «
(جعلني) برّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلني مباركا.
وجملة: «لم يجعلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة
(جعلني) برّا.
33-
(الواو) عاطفة
(عليّ) متعلّق بخبر المبتدأ
(السلام)
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر وكذلك الظروف الأخرى المعطوفة عليه
(حيّا) حال منصوبة من نائب الفاعل.
وجملة: «السلام عليّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يجعلني.
وجملة: «ولدت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أموت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أبعث ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
- القرآن الكريم - مريم١٩ :٣٠
Maryam19:30