الرسم العثمانيوَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّى نَسْفًا
الـرسـم الإمـلائـيوَيَسۡـــَٔلُوۡنَكَ عَنِ الۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنۡسِفُهَا رَبِّىۡ نَسۡفًا
تفسير ميسر:
ويسألك - أيها الرسول - قومك عن مصير الجبال يوم القيامة، فقل لهم; يزيلها ربِّي عن أماكنها فيجعلها هباء منبثًا.
يقول تعالى " ويسألونك عن الجبال" أي هل تبقى يوم القيامة أو تزول؟ فقل ينسفها ربي نسفا أي يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيرها تسييرا.
قوله تعالى ; ويسألونك عن الجبال أي عن حال الجبال يوم القيامة . فقل جاء هذا بفاء وكل سؤال في القرآن قل بغير فاء إلا هذا ، لأن المعنى إن سألوك عن الجبال فقل ، فتضمن الكلام معنى الشرط وقد علم الله أنهم يسألونه عنها ، فأجابهم قبل السؤال ، وتلك أسئلة تقدمت سألوا عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء الجواب عقب السؤال ؛ فلذلك كان بغير فاء ، وهذا سؤال لم يسألوه عنه بعد ؛ فتفهمه .ينسفها يطيرها . نسفا قال ابن الأعرابي وغيره ; يقلعها قلعا من أصولها ثم يصيرها رملا يسيل سيلا ، ثم يصيرها كالصوف المنفوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا قال ; ولا يكون العهن من الصوف إلا المصبوغ ، ثم كالهباء المنثور .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)يقول تعالى ذكره; ويسألك يا محمد قومك عن الجبال، فقل لهم; يذريها ربي تذرية، ويطيرها بقلعها واستئصالها من أصولها، ودكّ بعضها على بعض، وتصييره إياها هباء منبثا
تفسير الآيات من 105 الى 107 :ـيخبر تعالى عن أهوال القيامة، وما فيها من الزلازل والقلاقل، فقال: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ } أي: ماذا يصنع بها يوم القيامة، وهل تبقى بحالها أم لا؟ { فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا } أي: يزيلها ويقلعها من أماكنها فتكون كالعهن وكالرمل، ثم يدكها فيجعلها هباء منبثا، فتضمحل وتتلاشى، ويسويها بالأرض، ويجعل الأرض قاعا صفصفا، مستويا لا يرى فيه أيها الناظر عِوَجًا، هذا من تمام استوائها { وَلَا أَمْتًا } أي: أودية وأماكن منخفضة، أو مرتفعة فتبرز الأرض، وتتسع للخلائق، ويمدها الله مد الأديم، فيكونون في موقف واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، ولهذا
(الواو) استئنافيّة
(عن الجبال) متعلّق بـ (يسألونك) ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، وعلامة الرفع في(ربّي) الضمة المقدّرة على ما قبل الياء
(نسفا) مفعول مطلق منصوبـ (الفاء) عاطفة، والضمير في(يذرها) يعود على الجبال أو أصولها المستوية مع الأرض
(قاعا) حال منصوبة من الضمير الغائبـ (في يذرها) ،
(صفصفا) حال ثانية منصوبة .
جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أجبت فقل.
وجملة: «ينسفها ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يذرها ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ينسفها.
107-
(فيها) متعلّق بـ (ترى) ،
(لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي(أمتا) معطوف على
(عوجا) بالواو منصوب.
وجملة: «لا ترى ... » في محلّ نصب حال ثالثة من الهاء في(يذرها) .
- القرآن الكريم - طه٢٠ :١٠٥
Taha20:105