الرسم العثمانيكَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنۢبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ ءَاتَيْنٰكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا
الـرسـم الإمـلائـيكَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ اَنْۢبَآءِ مَا قَدۡ سَبَقَ ۚ وَقَدۡ اٰتَيۡنٰكَ مِنۡ لَّدُنَّا ذِكۡرًا
تفسير ميسر:
كما قصصنا عليك - أيها الرسول - أنباء موسى وفرعون وقومهما، نخبرك بأنباء السابقين لك. وقد آتيناك مِن عندنا هذا القرآن ذكرى لمن يتذكر.
يقول تعالى لنبيه محمد كما قصصنا عليك خبر موسى وما جرى له مع فرعون وجنوده على الجلية والأمر الواقع كذلك نقص عليك الأخبار الماضية كما وقعت من غير زيادة ولا نقص هذا وقد آتيناك من لدنا أي من عندنا ذكرا وهو القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي لم يعط نبي من الأنبياء منذ بعثوا إلى أن ختموا بمحمد كتابا مثله ولا أكمل منه ولا أجمع لخبر ما سبق وخبر ما هو كائن وحكم الفصل بين الناس منه.
قوله تعالى ; كذلك الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف . أي كما قصصنا عليك خبر موسى كذلك نقص عليك قصصا كذلك من أخبار ما قد سبق ؛ ليكون تسلية لك ، وليدل على صدقك . وقد آتيناك من لدنا ذكرا يعني القرآن . وسمي القرآن ذكرا ؛ لما فيه من الذكر كما سمي الرسول ذكرا ؛ الذكر كان ينزل عليه . وقيل ; أتيناك من لدنا ذكرا أي شرفا ، كما قال تعالى ; وإنه لذكر لك أي شرف وتنويه باسمك .
وقوله ( إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) يقول; ما لكم أيها القوم معبود إلا الذي له عبادة جميع الخلق لا تصلح العبادة لغيره، ولا تنبغي أن تكون إلا له ( وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) يقول; أحاط بكل شيء علما فعلمه، فلا يخفى عليه منه شيء ولا يضيق عليه علم جميع ذلك ، يقال منه; فلان يسع لهذا الأمر; إذا أطاقه وقوي عليه، ولا يسع له; إذا عجز عنه فلم يطقه ولم يقو عليه.وكان قَتادة يقول في ذلك ما حدثنا بشر قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله ( وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) يقول; ملأ كلّ شيء علما تبارك وتعالى.
يمتن الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بما قصه عليه من أنباء السابقين، وأخبار السالفين، كهذه القصة العظيمة، وما فيها من الأحكام وغيرها، التي لا ينكرها أحد من أهل الكتاب، فأنت لم تدرس أخبار الأولين، ولم تتعلم ممن دراها، فإخبارك بالحق اليقين من أخبارهم، دليل على أنك رسول الله حقا، وما جئت به صدق، ولهذا قال: { وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا } أي: عطية نفيسة، ومنحة جزيلة من عندنا. { ذِكْرًا } وهو هذا القرآن الكريم، ذكر للأخبار السابقة واللاحقة، وذكر يتذكر به ما لله تعالى من الأسماء والصفات الكاملة، ويتذكر به أحكام الأمر والنهي، وأحكام الجزاء، وهذا مما يدل على أن القرآن مشتمل على أحسن ما يكون من الأحكام، التي تشهد العقول والفطر بحسنها وكمالها، ويذكر هذا القرآن ما أودع الله فيها، وإذا كان القرآن ذكرا للرسول ولأمته، فيجب تلقيه بالقبول والتسليم والانقياد والتعظيم، وأن يهتدى بنوره إلى الصراط المستقيم، وأن يقبلوا عليه بالتعلم والتعليم.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نقصّ
(عليك) متعلّق بـ (نقّص) ،
(من أنباء) متعلّق بـ (نقصّ) ،
(ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه
(الواو) عاطفة- أو حاليّة- من(لدنّا) متعلّق بحال من(ذكرا) وهو مفعول به ثان منصوب.
جملة: «نقصّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قد سبق ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) وجملة: «قد آتيناك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة .
100-
(من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(عنه) متعلّق بـ (أعرض) ، والضمير يعود على الذكر،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(يوم) ظرف منصوب متعلّق بـ (يحمل) .
وجملة: «من أعرض ... » في محلّ نصب نعت لـ (ذكرا) .
وجملة: «أعرض عنه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «إنّه يحمل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يحمل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
101-
(خالدين) حال من فاعل يحمل العائد على من الشرطيّة، منصوبة ،
(فيه) متعلّق بـ (خالدين) ، والضمير يعود على عذاب الوزر
(الواو) عاطفة
(ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (لهم) متعلّق بحال من(حملا) ،
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالحال المحذوفة
(حملا) تمييز منصوب، ميّز الضمير في ساء.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره وزرهم.وجملة: «ساء لهم ... » في محلّ نصب معطوفة على خالدين، والرابط مقدّر.
102-
(يوم) بدل من يوم القيامة، منصوب مثله
(في الصور) جارّ ومجرور نائب الفاعلـ (الواو) عاطفة
(يومئذ) ظرف منصوب مضاف إلى ظرف مبنيّ متعلّق بـ (نحشر) ، والتنوين فيه هو تنوين العوض عن جملة محذوفة،
(زرقا) حال من المجرمين منصوبة.
وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نحشر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ.
103-
(بينهم) ظرف منصوب متعلّق بـ (يتخافتون) ،
(إن) نافية
(إلّا) أداة حصر
(عشرا) ظرف زمان منصوب، أي عشر ليال.
وجملة: «يتخافتون ... » في محلّ نصب حال ثانية من المجرمين.
وجملة: «لبثتم ... » في محلّ نصب مقول القول لحال أي قائلين إن لبثتم ...
- القرآن الكريم - طه٢٠ :٩٩
Taha20:99