الرسم العثمانيوَجَعَلْنَا السَّمَآءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ ءَايٰتِهَا مُعْرِضُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَجَعَلۡنَا السَّمَآءَ سَقۡفًا مَّحۡفُوۡظًا ۖۚ وَّهُمۡ عَنۡ اٰيٰتِهَا مُعۡرِضُوۡنَ
تفسير ميسر:
وجعلنا السماء سقفًا للأرض لا يرفعها عماد، وهي محفوظة لا تسقط، ولا تخترقها الشياطين، والكفار عن الاعتبار بآيات السماء (الشمس والقمر والنجوم)، غافلون لاهون عن التفكير فيها.
وقوله " وجعلنا السماء سقفا محفوظا " أي على الأرض وهي كالقبة عليها كما قال " والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون " وقال " والسماء وما بناها " " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج " والبناء هو نصب القبة كما قال رسول الله" صلى الله عليه وسلم" " بني الإسلام على خمس " أي خمسة دعائم وهذا لا يكون إلا في الخيام كما تعهده العرب " محفوظا " أي عاليا محروسا أن ينال وقال مجاهد مرفوع. وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثني أبي عن أبيه عن أشعث يعني ابن إسحاق القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال رجل يا رسول الله ما هذه السماء قال " موج مكفوف عنكم " إسناده غريب وقوله " وهم عن آياتها معرضون " كقوله " وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون " أي لا يتفكرون فيما خلق الله فيها من الاتساع العظيم والارتفاع الباهر وما زينت به من الكواكب الثوابت والسيارات في ليلها ونهارها من هذه الشمس التي تقطع الفلك بكماله في يوم وليلة فتسير غاية لا يعلم قدرها إلا الله الذي قدرها وسخرها وسيرها. وقد ذكر ابن أبي الدنيا- رحمه الله- في كتابه التفكر والاعتبار;" أن بعض عُبَّاد بني إسرائيل تعبد ثلاثين سنة وكان الرجل منهم إذا تعبد ثلاثين سنة أظلته غمامة فلم ير ذلك الرجل شيئا مما كان محصل لغيره فشكى ذلك إلى أمه فقالت له يا بني فلعلك أذنبت في مدة عبادتك هذه فقال لا والله ما أعلمه قالت فلعلك هَمَمْتَ قال لا ولا هُمَمْتُ قالت فلعلك رفعت بصرك إلى السماء ثم رددته بغير فكر فقال نعم كثيرا قالت فمن ههنا أُتِيتَ ثم قال منبها على بعض آياته.
قوله تعالى ; وجعلنا السماء سقفا محفوظا أي محفوظا من أن يقع ويسقط على الأرض ؛ دليله قوله تعالى ; ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه . وقيل ; محفوظا بالنجوم من الشياطين ؛ قاله الفراء . دليله قوله تعالى ; وحفظناها من كل شيطان رجيم . وقيل ; محفوظا من الهدم والنقض ، وعن أن يبلغه أحد بحيلة . وقيل ; محفوظا فلا يحتاج إلى عماد . وقال مجاهد ; مرفوعا . وقيل ; محفوظا من الشرك والمعاصي . وهم يعني الكفار عن آياتها معرضون قال مجاهد يعني الشمس والقمر . وأضاف الآيات إلى السماء لأنها مجعولة فيها ، وقد أضاف الآيات إلى نفسه في مواضع ، لأنه الفاعل لها . بين أن المشركين غفلوا عن النظر في السماوات وآياتها ، من ليلها ونهارها ، وشمسها وقمرها ، وأفلاكها ورياحها وسحابها ، وما فيها من قدرة الله تعالى ، إذ لو نظروا واعتبروا لعلموا أن لها صانعا قادرا فيستحيل أن يكون له شريك .
يقول تعالى ذكره; ( وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا ) للأرض مسموكا ، وقوله; (مَحْفُوظا) يقول; حفظناها من كلّ شيطان رجيم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( سَقْفًا مَحْفُوظًا ) قال; مرفوعا.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.حدثنا بِشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله; ( وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا )... الآية; سقفا مرفوعا، وموجا مكفوفا.وقوله; ( وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) يقول; وهؤلاء المشركون عن آيات السماء. ويعني بآياتها; شمسها وقمرها ونجومها.(معرضون) يقول; يعرضون عن التفكر فيها ، وتدبر ما فيها من حجج الله عليهم ، ودلالتها على وحدانية خالقها، وأنه لا ينبغي أن تكون العبادة إلا لمن دبرها وسوّاها، ولا تصلح إلا له.وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; ( وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) قال; الشمس والقمر والنجوم آيات السماء.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.
أي: ذلك الذي ذكرنا لكم من تعظيم حرماته وشعائره، والمراد بالشعائر: أعلام الدين الظاهرة، ومنها المناسك كلها، كما قال تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } ومنها الهدايا والقربان للبيت، وتقدم أن معنى تعظيمها، إجلالها، والقيام بها، وتكميلها على أكمل ما يقدر عليه العبد، ومنها الهدايا، فتعظيمها، باستحسانها واستسمانها، وأن تكون مكملة من كل وجه، فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب، فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه، لأن تعظيمها، تابع لتعظيم الله وإجلاله.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :٣٢
Al-Anbiya'21:32