الرسم العثمانيبَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيبَلۡ تَاۡتِيۡهِمۡ بَغۡتَةً فَتَبۡهَتُهُمۡ فَلَا يَسۡتَطِيۡعُوۡنَ رَدَّهَا وَلَا هُمۡ يُنۡظَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولسوف تأتيهم الساعة فجأة، فيتحيَّرون عند ذلك، ويخافون خوفًا عظيمًا، ولا يستطيعون دَفْعَ العذاب عن أنفسهم، ولا يُمْهلون لاستدراك توبة واعتذار.
وقوله " بل تأتيهم بغتة " أي " تأتيهم النار بغتة " أي فجأة فتبهتهم " أي تذعرهم فيستسلمون لها حائرين لا يدرون ما يصنعون " فلا يستطيعون ردها" أي ليس له حيلة في ذلك ولا هم ينظرون " أي ولا يؤخر عنهم ذلك ساعة واحدة.
بل تأتيهم بغتة أي فجأة يعني القيامة . وقيل ; العقوبة . وقيل ; النار فلا يتمكنون من حيلة فتبهتهم قال الجوهري ; بهته بهتا أخذه بغتة ، قال الله تعالى ; بل تأتيهم بغتة فتبهتهم وقال الفراء ; فتبهتهم أي تحيرهم ، يقال ; بهته يبهته إذا واجهه بشيء يحيره . وقيل ; فتفجأهم . فلا يستطيعون ردها أي صرفها عن ظهورهم . ولا هم ينظرون أي لا يمهلون ويؤخرون لتوبة واعتذار .
يقول تعالى ذكره; لا تأتي هذه النار التي تلفح وجوه هؤلاء الكفار الذين وصف أمرهم في هذه السورة حين تأتيهم عن علم منهم بوقتها، ولكنها تأتيهم مفاجأة لا يشعرون بمجيئها فتبهتهم ; يقول; فتغشاهم فجأة، وتلفح وجوههم معاينة كالرجل يبهت الرجل في وجهه بالشيء، حتى يبقى المبهوت كالحيران منه ( فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا ) يقول; فلا يطيقون حين تبغتهم فتبهتهم دفعها عن أنفسهم ( وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ) يقول; ولا هم وإن لم يطيقوا دفعها عن أنفسهم يؤخرون بالعذاب بها لتوبة يحدثونها، وإنابة ينيبون، لأنها ليست حين عمل وساعة توبة وإنابة، بل هي ساعة مجازاة وإثابة.
{ بَلْ تَأْتِيهِمْ ْ} النار { بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ ْ} من الانزعاج والذعر والخوف العظيم. { فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا ْ} إذ هم أذل وأضعف من ذلك.{ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ْ} أي: يمهلون، فيؤخر عنهم العذاب. فلو علموا هذه الحالة حق المعرفة، لما استعجلوا بالعذاب، ولخافوه أشد الخوف، ولكن لما ترحل عنهم هذا العلم، قالوا ما قالوا
(بل) للإضراب الانتقالي، وفاعلـ (تأتيهم) ضمير يعود على القيامة المدلّل عليها بسؤالهم
(بغتة) مصدر في موضع الحال منصوبـ (الفاء) عاطفة في الموضعين
(لا هم ينظرون) مثل لا هم ينصرون .
جملة: «تأتيهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبهتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «لا يستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبهتهم.
وجملة: «هم ينظرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يستطيعون.
وجملة: «ينظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم)
- القرآن الكريم - الأنبياء٢١ :٤٠
Al-Anbiya'21:40