الرسم العثمانيكُلَّمَآ أَرَادُوٓا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
الـرسـم الإمـلائـيكُلَّمَاۤ اَرَادُوۡۤا اَنۡ يَّخۡرُجُوۡا مِنۡهَا مِنۡ غَمٍّ اُعِيۡدُوۡا فِيۡهَا وَذُوۡقُوۡا عَذَابَ الۡحَرِيۡقِ
تفسير ميسر:
هذان فريقان اختلفوا في ربهم; أهل الإيمان وأهل الكفر، كل يدَّعي أنه محقٌّ، فالذين كفروا يحيط بهم العذاب في هيئة ثياب جُعلت لهم من نار يَلْبَسونها، فتشوي أجسادهم، ويُصبُّ على رؤوسهم الماء المتناهي في حره، ويَنزِل إلى أجوافهم فيذيب ما فيها، حتى ينفُذ إلى جلودهم فيشويها فتسقط، وتضربهم الملائكة على رؤوسهم بمطارق من حديد. كلما حاولوا الخروج من النار -لشدة غمِّهم وكربهم- أعيدوا للعذاب فيها، وقيل لهم; ذوقوا عذاب النار المحرق.
وقوله " كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها " قال الأعمش عن أبي ظبيان عن سلمان قال; النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها ثم قرأ " كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها " وقال زيد بن أسلم في هذه الآية " كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها " قال بلغني أن أهل النار في النار يتنفسون وقال الفضيل بن عياض; والله ما طمعوا في الخروج إن الأرجل لمقيدة وإن الأيدي لموثقة ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها وقوله " وذوقوا عذاب الحريق " كقوله " وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون " ومعنى الكلام أنهم يهانون بالعذاب قولا وفعلا.
قوله تعالى ; كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق[ ص; 27 ] قوله تعالى ; كلما أرادوا أن يخرجوا منها أي من النار . أعيدوا فيها بالضرب بالمقامع . وقال أبو ظبيان ; ذكر لنا أنهم يحاولون الخروج من النار حين تجيش بهم وتفور فتلقي من فيها إلى أعلى أبوابها فيريدون الخروج فتعيدهم الخزان إليها بالمقامع . وقيل ; إذا اشتد غمهم فيها فروا ؛ فمن خلص منهم إلى شفيرها أعادتهم الملائكة فيها بالمقامع ، ويقولون لهم ذوقوا عذاب الحريق أي المحرق ؛ مثل الأليم والوجيع . وقيل ; الحريق الاسم من الاحتراق . تحرق الشيء بالنار واحترق ، والاسم الحرقة والحريق . والذوق ; مماسة يحصل معها إدراك الطعم ؛ وهو هنا توسع ، والمراد به إدراكهم الألم .
وقوله; ( كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا ) يقول; كلما أراد هؤلاء الكفار الذين وصف الله صفتهم الخروج من النار مما نالهم من الغم والكرب، ردّوا إليها.كما حدثنا مجاهد بن موسى، قال; ثنا جعفر بن عون، قال; أخبرنا الأعمش، عن أبي ظبيان، قال; النار سوداء مظلمة، لا يضيء لهبها ولا جمرها، ثم قرأ; ( كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا ) وقد ذكر أنهم يحاولون الخروج من النار حين تجيش جهنم فتلقي من فيها إلى أعلى أبوابها، فيريدون الخروج فتعيدهم الخزان فيها بالمقامع، ويقولون لهم إذا ضربوهم بالمقامع; ( ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) . وعني بقوله; ( وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) ويقال لهم ذوقوا عذاب النار، وقيل عذاب الحريق والمعنى; المحرق، كما قيل; العذاب الأليم، بمعنى; المؤلم.
{ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا } فلا يفتر عنهم العذاب، ولا هم ينظرون، ويقال لهم توبيخا: { ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } أي: المحرق للقلوب والأبدان
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الحج٢٢ :٢٢
Al-Hajj22:22