الرسم العثمانيوَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِۦ فَتُخْبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِلٰى صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَّلِيَـعۡلَمَ الَّذِيۡنَ اُوۡتُوا الۡعِلۡمَ اَنَّهُ الۡحَـقُّ مِنۡ رَّبِّكَ فَيُؤۡمِنُوۡا بِهٖ فَـتُخۡبِتَ لَهٗ قُلُوۡبُهُمۡ ؕ وَاِنَّ اللّٰهَ لَهَادِ الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡۤا اِلٰى صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيۡمٍ
تفسير ميسر:
وليعلم أهل العلم الذين يفرقون بعلمهم بين الحق والباطل أن القرآن الكريم هو الحق النازل من عند الله عليك أيها الرسول، لا شبهة فيه، ولا سبيل للشيطان إليه، فيزداد به إيمانهم، وتخضع له قلوبهم. وإن الله لهادي الذين آمنوا به وبرسوله إلى طريق الحق الواضح، وهو الإسلام ينقذهم به من الضلال.
" وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به " أي وليعلم الذين أوتوا العلم النافع الذي يفرقون به بن الحق والباطل والمؤمنون بالله ورسوله أن ما أوحيناه إليك هو الحق من ربك الذي أنزله بعلمه وحفظه وحرسه أن يختلط به غيره بل هو كتاب عزيز " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وقوله " فيؤمنوا به " أي يصدقوه وينقادوا له " فتخبت له قلوبهم " أي تخضع وتذل له قلوبهم " وإن الله لهادى الذين آمنوا إلى صراط مستقيم " أي في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فيرشدهم إلى الحق واتباعه ويوفقهم لمخالقة الباطل واجتنابه وفي الآخرة يهديهم الصراط المستقيم الموصل إلى درجات الجنات ويزحزحهم عن العذاب الأليم والدركات.
قوله تعالى ; وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيمقوله تعالى ; وليعلم الذين أوتوا العلم أي من المؤمنين . وقيل ; أهل الكتاب . أنه أي أن الذي أحكم من آيات القرآن هو الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم أي تخشع وتسكن . وقيل ; تخلص . وإن الله لهادي الذين آمنوا قرأ أبو حيوة ( وإن الله لهاد الذين آمنوا ) بالتنوين . إلى صراط مستقيم أي يثبتهم على الهداية .
يقول تعالى ذكره; وكي يعلم أهل العلم بالله أن الذي أنـزله الله من آياته التي أحكمها لرسوله، ونسخ ما ألقى الشيطان فيه, أنه الحق من عند ربك يا محمد. يقول; فيصدّقوا به.يقول; فتخضع للقرآن قلوبهم, وتذعن بالتصديق به والإقرار بما فيه.وإن الله لمرشد الذين آمنوا بالله ورسوله إلى الحقّ القاصد والحقِّ الواضح, بنسخ ما ألقى الشيطان في أمنية رسوله, فلا يضرّهم كيد الشيطان، وإلقاؤه الباطل على لسان نبيهم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;- حدثنا القاسم, قال; ثنا الحسين, قال; ثني حجاج, عن ابن جُرَيج; ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) قال; يعني القرآن.
{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ } لأن الله منحهم من العلم، ما به يعرفون الحق من الباطل، والرشد من الغي، فيميزون بين الأمرين، الحق المستقر، الذي يحكمه الله، والباطل العارض الذي ينسخه الله، بما على كل منهما من الشواهد، وليعلموا أن الله حكيم، يقيض بعض أنواع الابتلاء، ليظهر بذلك كمائن النفوس الخيرة والشريرة، { فَيُؤْمِنُوا بِهِ } بسبب ذلك، ويزداد إيمانهم عند دفع المعارض والشبه. { فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ } أي: تخشع وتخضع، وتسلم لحكمته، وهذا من هدايته إياهم، { وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِي الَّذِينَ آمَنُوا } بسبب إيمانهم { إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } علم بالحق، وعمل بمقتضاه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وهذا النوع من تثبيت الله لعبده. وهذه الآيات، فيها بيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم أسوة بإخوانه المرسلين، لما وقع منه عند قراءته صلى الله عليه وسلم: { والنجم } فلما بلغ { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى } ألقى الشيطان في قراءته: \" تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى \" فحصل بذلك للرسول حزن وللناس فتنة، كما ذكر الله، فأنزل الله هذه الآيات.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الحج٢٢ :٥٤
Al-Hajj22:54