الرسم العثمانيأَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُۥ مُنكِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَمۡ لَمۡ يَعۡرِفُوۡا رَسُوۡلَهُمۡ فَهُمۡ لَهٗ مُنۡكِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
أم منعهم من اتباع الحق أن رسولهم محمدًا صلى الله عليه وسلم غير معروف عندهم، فهم منكرون له؟
ثم قال منكرا على الكافرين من قريش " أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون " أي أفهم لا يعرفون محمدا وصدقه وأمانته وصيانته التي نشأ بها فيهم أي أفيقدرون على إنكار ذلك والمباهتة فيه ولهذا قال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي ملك الحبشة; أيها الملك إن الله بعث فينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وهكذا قال المغيرة بن شعبة لنائب كسرى حين بارزهم وكذلك قال أبو سفيان صخر بن حرب لملك الروم هرقل حين سأله وأصحابه عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه وصدقه وأمانته وكانوا بَعْدُ كفارا لم يسلموا ومع هذا لم يمكنهم إلا الصدق فاعترفوا بذلك.
قوله تعالى ; أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرونهذا تستعمله العرب على معنى التوقيف والتقبيح ، فيقولون ; الخير أحب إليك أم الشر ؟ أي قد أخبرت الشر فتجنبه ، وقد عرفوا رسولهم وأنه من أهل الصدق والأمانة ؛ ففي اتباعه النجاة والخير لولا العنت . قال سفيان ; بلى ! قد عرفوه ولكنهم حسدوه !
وقوله; ( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ ) يقول تعالى ذكره; أم لم يعرف هؤلاء المكذّبون محمدًا، وأنه من أهل الصدق والأمانة فهم له منكرون، يقول; فينكروا قوله، أو لم يعرفوه بالصدق، ويحتجوا بأنهم لا يعرفونه. يقول جلّ ثناؤه; فكيف يكذّبونه وهم يعرفونه فيهم بالصدق والأمانة؟!
{ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } أي: أو منعهم من اتباع الحق، أن رسولهم محمدا صلى الله عليه وسلم، غير معروف عندهم، فهم منكرون له؟ يقولون: لا نعرفه، ولا نعرف صدقه، دعونا حتى ننظر حاله ونسأل عنه من له به خبرة، أي: لم يكن الأمر كذلك، فإنهم يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة تامة، صغيرهم وكبيرهم يعرفون منه كل خلق جميل، ويعرفون صدقه وأمانته، حتى كانوا يسمونه قبل البعثة \" الأمين \" فلم لا يصدقونه، حين جاءهم بالحق العظيم، والصدق المبين؟.
(أم) مثل السابقة ،
(الفاء) عاطفة
(له) متعلّق بـ (منكرون) .
جملة: «لم يعرفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم.. منكرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
- القرآن الكريم - المؤمنون٢٣ :٦٩
Al-Mu'minun23:69