الرسم العثمانييُقَلِّبُ اللَّهُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِى الْأَبْصٰرِ
الـرسـم الإمـلائـييُقَلِّبُ اللّٰهُ الَّيۡلَ وَالنَّهَارَ ؕ اِنَّ فِىۡ ذٰ لِكَ لَعِبۡرَةً لِّاُولِى الۡاَبۡصَارِ
تفسير ميسر:
ومن دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى أنه يقلب الليل والنهار بمجيء أحدهما بعد الآخر، واختلافهما طولا وقِصَرًا، إن في ذلك لَدلالة يعتبر بها كل مَن له بصيرة.
أي يتصرف فهما فيأخذ من طول هذا في قصر هذا حتى يعتدلا ثم يأخذ من هذا في هذا فيطول الذي كان قصيرا ويقصر الذي كان طويلا والله هو المتصرف في ذلك بأمره وقهره وعزته وعلمه "إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار" أي لدليلا على عظمته تعالى كما قال تعالى "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" وما بعدها من الآيات الكريمات.
يقلب الله الليل والنهار قيل ; تقليبهما أن يأتي بأحدهما بعد الآخر . وقيل ; تقليبهما نقصهما وزيادتهما . وقيل ; هو تغيير النهار بظلمة السحاب مرة وبضوء الشمس أخرى ؛ وكذا الليل مرة بظلمة السحاب ومرة بضوء القمر ؛ قاله النقاش . وقيل ; تقليبهما باختلاف ما يقدر فيهما من خير وشر ونفع وضر . إن في ذلك أي في الذي ذكرناه من تقلب الليل والنهار ، وأحوال المطر والصيف والشتاء لعبرة أي اعتبارا لأولي الأبصار أي لأهل البصائر من خلقي .
وقوله; ( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) يقول; يعقب اللهُ بين الليل والنهار ويصرفهما، إذا أذهب هذا جاء هذا، وإذا أذهب هذا جاء هذا( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ ) يقول; إنّ في إنشاء الله السحاب، وإنـزاله منه الودق، ومن السماء البردَ، وفي تقليبه الليل والنهار لعبرة لمن اعتبر به، وعظةً لمن اتعظ به. ممن له فهم وعقل; لأن ذلك ينبئ ويدلّ على أنه له مدبِّرا ومصرِّفًا ومقلبا لا يشبهه شيء.
{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ } من حر إلى برد، ومن برد إلى حر، من ليل إلى نهار، ومن نهار إلى ليل، ويديل الأيام بين عباده، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ } أي: لذوي البصائر، والعقول النافذة للأمور المطلوبة منها، كما تنفذ الأبصار إلى الأمور المشاهدة الحسية. فالبصير ينظر إلى هذه المخلوقات نظر اعتبار وتفكر وتدبر لما أريد بها ومنها، والمعرض الجاهل نظره إليها نظر غفلة، بمنزلة نظر البهائم.
(في ذلك) متعلّق بخبر إنّ
(اللام) لام التوكيد
(عبرة) اسم إنّ منصوبـ (لأولي) متعلّق بـ (عبرة) .
جملة: «يقلّب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة» لا محلّ لها تعليليّة.
45-
(الواو) عاطفة
(من ماء) متعلّق بـ (خلق) ،
(الفاء) عاطفة تفريعيّة
(منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(من) في المواضع الثلاثة
(على بطنه) متعلّق بـ (يمشي) الأولـ (على رجلين) متعلّق بـ (يمشي) الثاني
(على أربع) متعلّق بـ (يمشي) الثالث
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به
(على كلّ) متعلّق بـ (قدير) .
وجملة: «الله خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقلّب.
وجملة: «خلق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(الله) .
وجملة: «منهم من يمشي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله خلق.
وجملة: «يمشي
(الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الأول.
وجملة: «منهم من يمشي
(الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من(الأولى) .
وجملة: «يمشي
(الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
وجملة: «منهم من يمشي
(الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على
(منهم من..)
الأولى.
وجملة: «يمشي
(الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثالث.وجملة: «يخلق الله ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «إنّ الله ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة.
- القرآن الكريم - النور٢٤ :٤٤
An-Nur24:44