الرسم العثمانيمَآ أَغْنٰى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ
الـرسـم الإمـلائـيمَاۤ اَغۡنٰى عَنۡهُمۡ مَّا كَانُوۡا يُمَتَّعُوۡنَؕ
تفسير ميسر:
ما أغنى عنهم تمتعهم بطول العمر، وطيب العيش، إذا لم يتوبوا من شركهم؟ فعذاب الله واقع بهم عاجلا أم آجلا.
ثم جاءهم أمر الله أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" وقال تعالى "يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر".
ثم جاءهم ما كانوا يوعدون [ ص; 130 ] من العذاب والهلاك ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون . " ما " الأولى استفهام معناه التقرير ، وهو في موضع نصب ب " أغنى " و ( ما ) الثانية في موضع رفع ، ويجوز أن تكون الثانية نفيا لا موضع لها . وقيل ; " ما " الأولى حرف نفي ، و " ما " الثانية في موضع رفع ب " أغنى " والهاء العائدة محذوفة . والتقدير ; ما أغنى عنهم الزمان الذي كانوا يمتعونه . وعن الزهري ; إن عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ ; أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ثم يبكي ويقول ;نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم والردى لك لازم فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازمولا أنت في النوام ناج فسالم تسر بما يفنى وتفرح بالمنىكما سر باللذات في النوم حالم وتسعى إلى ما سوف تكره غبهكذلك في الدنيا تعيش البهائم
( مَا أَغْنَى عَنْهُمْ ) يقول; أي شيء أغنى عنهم التأخير الذي أخرنا في آجالهم, والمتاع الذي متعناهم به من الحياة, إذ لم يتوبوا من شركهم, هل زادهم تمتيعنا إياهم ذلك إلا خبالا؟, وهل نفعهم شيئا؟, بل ضرهم بازديادهم من الآثام, واكتسابهم من الإجرام ما لو لم يمتعوا لم يكتسبوه.حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله; أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ إلى قوله ( مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) قال; هؤلاء أهل الكفر.
مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ من اللذات والشهوات، أي: أي شيء يغني عنهم, ويفيدهم, وقد مضت وبطلت واضمحلت, وأعقبت تبعاتها, وضوعف لهم العذاب عند طول المدة. القصد أن الحذر, من وقوع العذاب, واستحقاقهم له. وأما تعجيله وتأخيره, فلا أهمية تحته, ولا جدوى عنده.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الشعراء٢٦ :٢٠٧
Asy-Syu'ara'26:207