الرسم العثمانييٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلٰىٓ أَعْقٰبِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خٰسِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـييٰۤـاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡۤا اِنۡ تُطِيۡعُوا الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا يَرُدُّوۡكُمۡ عَلٰٓى اَعۡقَابِكُمۡ فَتَـنۡقَلِبُوۡا خٰسِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إن تطيعوا الذين جحدوا ألوهيتي، ولم يؤمنوا برسلي من اليهود والنصارى والمنافقين والمشركين فيما يأمرونكم به وينهونكم عنه، يضلوكم عن طريق الحق، وترتدُّوا عن دينكم، فتعودوا بالخسران المبين والهلاك المحقق.
يحذر تعالى عباده المؤمنين عن طاعة الكافرين والمنافقين فإن طاعتهم تورث الردى في الدنيا والآخرة ولهذا قال تعالى "إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين" ثم أمرهم بطاعته وموالاته والاستعانة به والتوكل عليه.
قوله تعالى ; ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرينلما أمر الله تعالى بالاقتداء بمن تقدم من أنصار الأنبياء حذر طاعة الكافرين ; يعني مشركي العرب ; أبا سفيان وأصحابه . وقيل ; اليهود والنصارى . وقال علي - رضي الله عنه - ; يعني المنافقين في قولهم للمؤمنين عند الهزيمة ; ارجعوا إلى دين آبائكم .[ ص; 220 ] يردوكم على أعقابكم أي إلى الكفر . فتنقلبوا خاسرين أي فترجعوا مغبونين .
القول في تأويل قوله ; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)قال أبو جعفر; يعني بذلك تعالى ذكره; يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله في وعد الله ووعيده وأمره ونهيه =" إن تطيعوا الذين كفروا "، يعني; الذين جحدوا نبوة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى - فيما يأمرونكم به وفيما ينهونكم عنه - فتقبلوا رأيهم في ذلك وتنتصحوهم فيما يزعمون أنهم لكم فيه ناصحون =" يردوكم على أعقابكم "، يقول; يحملوكم على الرِّدة بعد الإيمان، والكفر بالله وآياته وبرسوله بعد الإسلام (1) =" فتنقلبوا خاسرين "، يقول; فترجعوا عن إيمانكم ودينكم الذي هداكم الله له =" خاسرين "، يعني; هالكين، قد خسرتم أنفسكم، وضللتم عن دينكم، وذهبت دنياكم وآخرتكم. (2) .ينهى بذلك أهل الإيمان بالله أن يطيعوا أهل الكفر في آرائهم، وينتصحوهم في أديانهم. كما;-7998- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق; " يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين "، أي; عن دينكم; فتذهب دنياكم وآخرتكم. (3)7999- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله; " يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا "، قال ابن جريج; يقول; لا تنتصحوا اليهود والنصارى على دينكم، ولا تصدِّقوهم بشيء في دينكم.8000- حدثنا محمد قال; حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين "، يقول; إن تطيعوا أبا سفيان، يردَّكم كفارًا. (4)-------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير"ارتد على عقبه" فيما سلف قريبًا; 251 ، تعليق; 4 ، والمراجع هناك.(2) انظر تفسير"خسر" فيما سلف 1; 417 / 2; 166 ، 572 / 6; 570.(3) الأثر; 7998- سيرة ابن هشام 3; 119 ، وهو تتمة الآثار التي آخرها; 7997. وفي سيرة ابن هشام; "أي; عن عدوكم ، فتذهب دنياكم وآخرتكم" ، وهو فاسد المعنى ، تصحيحه من هذا الموضع من الطبري.(4) في المطبوعة; "يردوكم كفارًا" بالجمع ، وهو غير مستقيم ، والصواب من المخطوطة.
وهذا نهي من الله للمؤمنين أن يطيعوا الكافرين من المنافقين والمشركين، فإنهم إن أطاعوهم لم يريدوا لهم إلا الشر، وهم [قصدهم] ردهم إلى الكفر الذي عاقبته الخيبة والخسران.
(يا) أداة نداء
(أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصبـ (وها) حرف تنبيه
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ- تبعه في المحلّ- أو نعت له
(آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعلـ (إن) حرف شرط جازم
(تطيعوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعلـ (الذين) في محلّ نصب مفعول به
(كفروا) مثل آمنوا
(يردّوا) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به
(على أعقاب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يردّوكم) ،
(كم) مضاف إليه
(الفاء) عاطفة
(تنقلبوا) مضارع مجزوم معطوف على يردّوا ...
والواو فاعلـ (خاسرين) حال منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «يأيّها الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «إن تطيعوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني.
وجملة: «يردّوكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «تنقلبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :١٤٩
Ali 'Imran3:149