الرسم العثمانيذُرِّيَّةًۢ بَعْضُهَا مِنۢ بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـيذُرِّيَّةًۢ بَعۡضُهَا مِنۡۢ بَعۡضٍؕ وَاللّٰهُ سَمِيۡعٌ عَلِيۡمٌۚ
تفسير ميسر:
هؤلاء الأنبياء والرسل سلسلة طُهْر متواصلة في الإخلاص لله وتوحيده والعمل بوحيه. والله سميع لأقوال عباده، عليم بأفعالهم، وسيجازيهم على ذلك.
قال محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله; هو عمران بن ياشم بن ميشا بن حزقيا بن إبراهيم بن غرايا ابن ناوش بن أجر بن بهوا بن نازم بن مقاسط بن إيشا بن إياذ بن رخيعم بن سليمان بن داود عليهما السلام فعيسى عليه السلام من ذرية إبراهيم كما سيأتي بيانه في سورة الأنعام إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
قوله تعالى ; ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم تقدم في البقرة معنى الذرية واشتقاقها . وهي نصب على الحال ; قاله الأخفش . أي في حال كون بعضهم من بعض ، أي ذرية بعضها من ولد بعض . الكوفيون ; على القطع . الزجاج ; بدل ، أي اصطفى ذرية بعضها من بعض ، ومعنى بعضها من بعض ، يعني في التناصر في الدين ; كما قال ; المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يعني في الضلالة ; قاله الحسن وقتادة . وقيل ; في الاجتباء والاصطفاء والنبوة . وقيل ; المراد به التناسل ، وهذا أضعفها .
القول في تأويل قوله ; ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)قال أبو جعفر; يعني بذلك; إن الله اصطفى آلَ إبراهيم وآل عمران " ذريةً بعضها من بعض ".* * *ف " الذرية " منصوبة على القطع من "آل إبراهيم وآل عمران "، لأن " الذرية "، نكرة، و "آل عمران " معرفة. (21)ولو قيل نصبت على تكرير " الاصطفاء "، لكان صوابًا. لأن المعنى; اصطفى ذريةً بعضُها من بعض. (22)* * *وإنما جعل " بعضهم من بعض " في الموالاة في الدين، والمؤازرة على الإسلام والحق، كما قال جل ثناؤه; وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [سورة التوبة; 71]، وقال في موضع آخر; الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ [ سورة التوبة; 67]، يعني; أنّ دينهم واحدٌ وطريقتهم واحدة، فكذلك قوله; &; 6-328 &; " ذرية بعضها من بعض "، إنما معناه; ذرية دينُ بعضها دينُ بعض، وكلمتهم واحدةٌ، وملتهم واحدة في توحيد الله وطاعته، كما;-6855 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " ذرية بعضها من بعض "، يقول; في النية والعمل والإخلاص والتوحيد له.* * *وقوله; " والله سميعٌ عليمٌ"، يعني بذلك; والله ذُو سمع لقول امرأة عمران، وذو علم بما تضمره في نفسها، إذ نذَرت له ما في بطنها مُحرَّرًا.--------------------الهوامش ;(21) انظر ما سلف في معنى"القطع" ، وهو الحال ، قريبًا ص; 270 ، تعليق; 3.(22) انظر معاني القرآن للفراء 1; 207.
{ ذرية بعضها من بعض } أي: حصل التناسب والتشابه بينهم في الخلق والأخلاق الجميلة، كما قال تعالى لما ذكر جملة من الأنبياء الداخلين في ضمن هذه البيوت الكبار { ومن آبائهم وإخوانهم وذرياتهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم } { والله سميع عليم } يعلم من يستحق الاصطفاء فيصطفيه ومن لا يستحق ذلك فيخذله ويرديه، ودل هذا على أن هؤلاء اختارهم لما علم من أحوالهم الموجبة لذلك فضلا منه وكرما، ومن الفائدة والحكمة في قصه علينا أخبار هؤلاء الأصفياء أن نحبهم ونقتدي بهم، ونسأل الله أن يوفقنا لما وفقهم، وأن لا نزال نزري أنفسنا بتأخرنا عنهم وعدم اتصافنا بأوصافهم ومزاياهم الجميلة، وهذا أيضا من لطفه بهم، وإظهاره الثناء عليهم في الأولين والآخرين، والتنويه بشرفهم، فلله ما أعظم جوده وكرمه وأكثر فوائد معاملته، لو لم يكن لهم من الشرف إلا أن أذكارهم مخلدة ومناقبهم مؤبدة لكفى بذلك فضلا
(ذرّيّة) حال من آدم وما عطف عليه على تأويل مشتق «1» منصوبة
(بعض) مبتدأ مرفوع و (ها) مضاف إليه
(من بعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ بعض
(الواو) استئنافيّة
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(سميع) خبر مرفوع
(عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: «بعضها من بعض» في محلّ نصب نعت لذريّة.
وجملة: «الله سميع» لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - آل عمران٣ :٣٤
Ali 'Imran3:34