الرسم العثمانيمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُۥ ۖ وَمَنْ عَمِلَ صٰلِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ
الـرسـم الإمـلائـيمَنۡ كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهٗ ۚ وَمَنۡ عَمِلَ صَالِحاً فَلِاَنۡفُسِهِمۡ يَمۡهَدُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
من كفر فعليه عقوبة كفره، وهي خلوده في النار، ومن آمن وعمل صالحًا فلأنفسهم يهيئون منازل الجنة؛ بسبب تمسكهم بطاعة ربهم.
قال تعالى "من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله" أي يجازيهم مجازاة الفضل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما يشاء الله "إنه لا يحب الكافرين" ومع هذا هو العادل فيهم الذي لا يجور.
قوله تعالى ; من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون .قوله تعالى ; من كفر فعليه كفره أي جزاء كفره . ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون أي يوطئون لأنفسهم في الآخرة فراشا ومسكنا وقرارا بالعمل الصالح ; ومنه ; مهد الصبي . والمهاد الفراش ، وقد مهدت الفراش مهدا ; بسطته ووطأته . وتمهيد الأمور ; تسويتها وإصلاحها . وتمهيد العذر ; بسطه وقبوله . والتمهد ; التمكن . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد فلأنفسهم يمهدون قال ; في القبر .
القول في تأويل قوله تعالى ; مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44)يقول تعالى ذكره; من كفر بالله فعليه أوزار كفره، وآثام جحوده نِعَمَ ربه، (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا); يقول; ومن أطاع الله، فعمل بما أمره به في الدنيا، وانتهى عما نهاه عنه فيها(فَلأنْفُسِهِمْ يَمْهَدونَ) يقول; فلأنفسهم يستعدون، ويسوّون المضجع ليسلموا من عقاب ربهم، وينجوا من عذابه، كما قال الشاعر;امْهِـدْ لنفْسِـكَ حـانَ السُّـقْمُ والتَّلَـفُوَلا تُضَيِّعَـنَّ نَفْسـا مَـا لَهـا خَـلَفُ (1)وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (فَلأنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) قال; يسوّون المضاجع.حدثنا ابن المثنى والحسين بن يزيد الطحان وابن وكيع وأبو عبد الرحمن العلائي، قالوا; ثنا يحيى بن سليم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (فَلأنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) قال; في القبر.حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال; ثنا يحيى بن سليم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (فَلأنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) قال; للقبر.حدثنا نصر بن عليّ، قال; ثنا يحيى بن سليم، قال; ثنا ابن أبي نجيح، قال; سمعت مجاهدا يقول في قوله; (فَلأنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) قال; في القبر.--------------------------الهوامش;(1) البيت لسليمان بن يزيد العدوي (مجاز القرآن لأبي عبيدة، الورقة 189 - أ) قال في تفسير قوله تعالى; (فلأنفسهم يمهدون); من (بفتح الميم) يقع على الواحد والاثنين والجميع. ومجازها هنا مجاز الجميع. ويمهد; أي يكسب ويعمل ويستعد. قال سليمان بن يزيد العدوي; امهد لنفسك ..." البيت وحان; قرب. والتلف; الموت. وفي اللسان (مهد) لنفسه يمهد مهدًا (كفتح) كسبب وعمل.
{ مَنْ كَفَرَ } منهم { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } ويعاقب هو بنفسه لا تزر وازرة وزر أخرى، { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا } من الحقوق التي للّه أو التي للعباد الواجبة والمستحبة، { فَلِأَنْفُسِهِمْ } لا لغيرهم { يَمْهَدُونَ } أي: يهيئون ولأنفسهم يعمرون آخرتهم ويستعدون للفوز بمنازلها وغرفاتها.
«من» اسم شرط جازم مبتدأ «كفر» في محلّ جزم فعل الشرط
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(عليه) خبر مقدم للمبتدأ
(كفره)
(الواو) عاطفة
(من) مثل الأولـ (لأنفسهم) متعلّق بـ (يمهدون) .
جملة: «من كفر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «عليه كفره» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «عمل صالحا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) الثاني.
وجملة: «يمهدون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط.
(45)
(اللام) للتعليلـ (يجزي) منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير يعود على الله، وهو مفهوم من السياق.
والمصدر المؤوّلـ (أن يجزي ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (يمهدون) .
(من فضله) متعلّق بـ (يجزي) ،
(لا) نافية..وجملة: «يجزي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا..
وجملة: «إنّه لا يحبّ الكافرين» لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي يجزي الكافرين إنّه لا يحبّهم.
وجملة: «لا يحبّ الكافرين» في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - الروم٣٠ :٤٤
Ar-Rum30:44