الرسم العثمانيوَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلٰٓئِكَةِ أَهٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيۡعًا ثُمَّ يَقُوۡلُ لِلۡمَلٰٓٮِٕكَةِ اَهٰٓؤُلَاۤءِ اِيَّاكُمۡ كَانُوۡا يَعۡبُدُوۡنَ
تفسير ميسر:
واذكر -أيها الرسول- يوم يحشر الله المشركين والمعبودين من دونه من الملائكة، ثم يقول للملائكة على وجه التوبيخ لمن عبدهم; أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون مِن دوننا؟
يخبر تعالى أنه يقرع المشركين يوم القيامة على رؤوس الخلائق فيسأل الملائكة الذين كان المشركون يزعمون أنهم يعبدون الأنداد التي هي على صورهم ليقربوهم إلى الله زلفى فيقول للملائكة " أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون " أي أنتم أمرتم هؤلاء بعبادتكم كما قال تعالى في سورة الفرقان " أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل " وكما يقول لعيسى عليه الصلاة والسلام " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق " وهكذا تقول الملائكة.
قوله تعالى ; ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون .قوله تعالى ; ويوم يحشرهم جميعا هذا متصل بقوله ; ولو ترى إذ الظالمون موقوفون . أي لو تراهم في هذه الحالة لرأيت أمرا فظيعا . والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد هو وأمته . ثم قال ; ولو تراهم أيضا يوم يحشرهم جميعا العابدين والمعبودين ، أي نجمعهم للحساب ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قال سعيد عن قتادة ; هذا استفهام ; كقوله عز وجل لعيسى ; أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال النحاس ; فالمعنى أن الملائكة صلوات الله عليهم إذا كذبتهم كان في ذلك تبكيت لهم ; فهو استفهام توبيخ للعابدين .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40)يقول تعالى ذكره; ويوم نحشر هؤلاء الكفار بالله جميعًا، ثم نقول للملائكة; أهؤلاء كانوا يعبدونكم من دوننا؟ فتتبرأ منهم الملائكة .
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا } أي: العابدين لغير اللّه والمعبودين من دونه, من الملائكة. { ثُمَّ يَقُولُ } الله { لِلْمَلَائِكَةِ } على وجه التوبيخ لمن عبدهم { أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ } فتبرأوا من عبادتهم.
(الواو) استئنافيّة
(يوم) ظرف مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر
(جميعا) حال منصوبة من ضمير الغائب في(يحشرهم) ،
(للملائكة) متعلّق بـ (يقول) و (الهمزة) للاستفهام
(إيّاكم) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله
(يعبدون) .
جملة: «
(اذكر) يوم..» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحشرهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم.
وجملة: «هؤلاء ... كانوا» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كانوا يعبدون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هؤلاء) .
وجملة: «يعبدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - سبإ٣٤ :٤٠
Saba'34:40