الرسم العثمانيوَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِىِّ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ وَلٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فٰسِقُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَوۡ كَانُوۡا يُؤۡمِنُوۡنَ بِاللّٰهِ وَالنَّبِىِّ وَمَاۤ اُنۡزِلَ اِلَيۡهِ مَا اتَّخَذُوۡهُمۡ اَوۡلِيَآءَ وَلٰـكِنَّ كَثِيۡرًا مِّنۡهُمۡ فٰسِقُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولو أن هؤلاء اليهود الذين يناصرون المشركين كانوا قد آمنوا بالله تعالى والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأقرُّوا بما أنزل إليه -وهو القرآن الكريم- ما اتخذوا الكفار أصحابًا وأنصارًا، ولكن كثيرًا منهم خارجون عن طاعة الله ورسوله.
قوله تعالى "ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء" أي لو آمنوا حق الإيمان بالله والرسول والقرآن لما ارتكبوا ما ارتكبوه من مولاة الكافرين في الباطن ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل الله" ولكن كثيرا منهم فاسقون" أي خارجون عن طاعة الله ورسوله مخالفون لآيات وحيه وتنزيله.
قوله تعالى ; ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء يدل بهذا على أن من اتخذ كافرا وليا فليس بمؤمن إذا اعتقد اعتقاده ورضي أفعاله . ولكن كثيرا منهم فاسقون أي ; خارجون عن الإيمان بنبيهم لتحريفهم ، أو عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لنفاقهم .
القول في تأويل قوله ; وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ولو كان هؤلاء الذين يتولون الذين كفروا من بني إسرائيل=" يؤمنون بالله والنبي"، يقول; يصدِّقون الله ويقرُّون به ويوحِّدونه، ويصدقون نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأنه لله نبي مبعوث، ورسول مرسل=" وما أنـزل إليه "، يقول; ويقرُّون بما أنـزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله من آي الفرقان=" ما اتخذوهم أولياء "، يقول; ما اتخذوهم أصحابًا وأنصارًا من دون المؤمنين (26) =" ولكن كثيرًا منهم فاسقون "، يقول; ولكن كثيرًا منهم أهل خروج عن طاعة الله إلى معصيته، وأهلُ استحلال لما حرَّم الله عليهم من القول والفعل. (27)* * *وكان مجاهد يقول في ذلك بما;-12314 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله; " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنـزل إليه ما اتخذوهم أولياء "، قال; المنافقون.------------------الهوامش ;(26) انظر تفسير"الأولياء" فيما سلف من فهارس اللغة (ولي).(27) انظر تفسير"الفسق" فيما سلف من فهارس اللغة (فسق).
{ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ } فإن الإيمان بالله وبالنبي وما أنزل إليه، يوجب على العبد موالاة ربه، وموالاة أوليائه، ومعاداة من كفر به وعاداه، وأوضع في معاصيه، فشرط ولايةِ الله والإيمانِ به، أن لا يتخذ أعداء الله أولياء، وهؤلاء لم يوجد منهم الشرط، فدل على انتفاء المشروط. { وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } أي: خارجون عن طاعة الله والإيمان به وبالنبي. ومن فسقهم موالاةُ أعداء الله.
(الواو) عاطفة
(لو) حرف شرط غير جازم
(كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضمّ.. والواو اسم كان
(يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يؤمنون) ،
(الواو) عاطفة
(النبيّ) معطوف على لفظ الجلالة مجرور
(الواو) عاطفة
(ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ معطوف على لفظ الجلالة
(أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل أنزلـ (ما) نافية
(اتّخذوا) فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به أوّلـ (أولياء) مفعول به ثان منصوبـ (الواو)
(لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك
(كثيرا) اسم لكنّ منصوبـ (من) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لـ (كثيرا) ،
(فاسقون) خبر لكن مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة «كانوا يؤمنون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى .
وجملة «يؤمنون» : في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة «أنزل إليه» : لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «ما اتّخذوهم ... » : لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة «لكن كثيرا منهم فاسقون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا.
[انتهى الجزء السادس ويليه الجزء السابع في المجلد الرابع] بدءا من الآية
(82) من سورة المائدة الجزء السابع
بقية سورة المائدة
من الآية 82- إلى الآية 120
- القرآن الكريم - المائدة٥ :٨١
Al-Ma'idah5:81