الرسم العثمانيبَلْ عَجِبُوٓا أَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكٰفِرُونَ هٰذَا شَىْءٌ عَجِيبٌ
الـرسـم الإمـلائـيبَلۡ عَجِبُوۡۤا اَنۡ جَآءَهُمۡ مُّنۡذِرٌ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ الۡكٰفِرُوۡنَ هٰذَا شَىۡءٌ عَجِيۡبٌۚ
تفسير ميسر:
بل عجب المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم أن جاءهم منذر منهم ينذرهم عقاب الله، فقال الكافرون بالله ورسوله; هذا شيء مستغرب يتعجب منه.
وقال ههنا "بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب" أي تعجبوا من إرسال رسول إليهم من البشر كقوله جل جلاله "أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس" أي وليس هذا بعحيب فإن الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. ثم قال عز وجل مخبرا عنهم في تعجبهم أيضا من المعاد واستبعادهم لوقوعه.
بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم أن في موضع نصب على تقدير ; لأن جاءهم منذر منهم ، يعني محمدا صلى الله عليه وسلم والضمير للكفار . وقيل ; للمؤمنين والكفار جميعا . ثم ميز بينهم بقوله تعالى ; فقال الكافرون ولم يقل فقالوا ، بل قبح حالهم وفعلهم ووصفهم بالكفر ، كما تقول ; جاءني فلان فأسمعني المكروه ، وقال لي الفاسق أنت كذا وكذا .هذا شيء عجيب العجيب الأمر الذي يتعجب منه ، وكذلك العجاب بالضم ، والعجاب بالتشديد [ ص; 6 ] أكثر منه ، وكذلك الأعجوبة . وقال قتادة ; عجبهم أن دعوا إلى إله واحد . وقيل ; من إنذارهم بالبعث والنشور . والذي نص عليه القرآن أولى .
وقوله ( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ما كذّبك يا محمد مشركو قومك أن لا يكونوا عالمين بأنك صادق محقّ, ولكنهم كذّبوك تعجبا من أن جاءهم منذر ينذرهم عقاب الله منهم, يعني بشرا منهم من بني آدم, ولم يأتهم مَلك برسالة من عند الله.وقوله ( فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ) يقول تعالى ذكره; فقال المكذّبون بالله ورسوله من قريش إذ جاءهم منذر منهم ( هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ) ; أي مجيء رجل منا من بني آدم برسالة الله إلينا,( هَلا (2) أُنـزلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ) .--------------------------الهوامش;(2) التلاوة " لولا " . أ هـ . مصححه .
ولكن أكثر الناس، لا يقدر نعم الله قدرها، ولهذا قال تعالى: { بَلْ عَجِبُوا } أي: المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم، { أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ منهم } أي: ينذرهم ما يضرهم، ويأمرهم بما ينفعهم، وهو من جنسهم، يمكنهم التلقي عنه، ومعرفة أحواله وصدقه.فتعجبوا من أمر، لا ينبغي لهم التعجب منه، بل يتعجب من عقل من تعجب منه.{ فَقَالَ الْكَافِرُونَ } الذين حملهم كفرهم وتكذيبهم، لا نقص بذكائهم وآرائهم { هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } أي: مستغرب، وهم في هذا الاستغراب بين أمرين:إما صادقون في [استغرابهم و] تعجبهم، فهذا يدل على غاية جهلهم، وضعف عقولهم، بمنزلة المجنون، الذي يستغرب كلام العاقل، وبمنزلة الجبان الذي يتعجب من لقاء الفارس للفرسان، وبمنزلة البخيل، الذي يستغرب سخاء أهل السخاء، فأي ضرر يلحق من تعجب من هذه حاله ؟ وهل تعجبه، إلا دليل على زيادة وظلمه وجهله؟ وإما أن يكونوا متعجبين، على وجه يعلمون خطأهم فيه، فهذا من أعظم الظلم وأشنعه.
(بل) للإضرابـ (أن) حرف مصدريّ
(منهم) متعلّق بنعت لـ (منذر) ..والمصدر المؤوّلـ (أن جاءهم..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ (عجبوا) .
(الفاء) عاطفة
(الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ
(إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المحذوف أي نرجع.
جملة: «عجبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاءهم منذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هذا شيء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنّا ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا.. وجواب الشرط محذوف تقديره نرجع أو فهل نرجع؟
وجملة: «ذلك رجع بعيد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ في حيّز قول الكافرين.
- القرآن الكريم - ق٥٠ :٢
Qaf50:2