الرسم العثمانيوَقَالَ قَرِينُهُۥ هٰذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ
الـرسـم الإمـلائـيوَقَالَ قَرِيۡـنُهٗ هٰذَا مَا لَدَىَّ عَتِيۡدٌ
تفسير ميسر:
وقال المَلَك الكاتب الشهيد عليه; هذا ما عندي من ديوان عمله، وهو لديَّ مُعَدٌّ محفوظ حاضر.
يقول تعالى مخبرا عن الملك الموكل بعمل ابن آدم أنه يشهد عليه يوم القيامة بما فعل ويقول "هذا ما لدي عتيد" أي معتد محضر بلا زيادة ولا نقصان وقال مجاهد هذا كلام الملك السائق يقول هذا ابن آدم الذي وكلتني به قد أحضرته وقد اختار ابن جرير أن يعم السائق والشهيد وله اتجاه وقوة فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليفة بالعدل فيقول "ألقيا في جهنم كل كفار عنيد" وقد اختلف النحاة في قوله "ألقيا" فقال بعضهم هي لغة لبعض العرب يخاطبون المفرد بالتثنية كما روي عن الحجاج أنه كان يقول يا حرسي اضربا عنقه ومما أنشد ابن جرير على هذه قول الشاعر فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر وإن تتركاني أحم عرضا ممنعا وقيل بل هي نون التأكيد سهلت إلى الألف وهذا بعيد لأن هذا إنما يكون في الوقف والظاهر أنها مخاطبة مع السائق والشهيد فالسائق أحضره إلى عرصة الحساب فلما أدى الشهيد عليه أمرهما الله تعالى بإلقائه في نار جهنم وبئس المصير "ألقيا في جهنم كل كفار عنيد" أي كثير الكفر والتكذيب بالحق عنيد معارض للحق معارض له بالباطل مع علمه بذلك.
قوله تعالى ; وقال قرينه يعني الملك الموكل به في قول الحسن وقتادة والضحاك .هذا ما لدي عتيد أي ; هذا ما عندي من كتابة عمله معد محفوظ . وقال مجاهد ; يقول هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله . وقيل ; المعنى ; هذا ما عندي [ ص; 16 ] من العذاب حاضر . وعن مجاهد أيضا ; قرينه الذي قيض له من الشياطين .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)يقول تعالى ذكره; وقال قرين هذا الإنسان الذي جاء به يوم القيامة معه سائق وشهيد.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) الملك.حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)... إلى آخر الآية, قال; هذا سائقه الذي وُكِّل به, وقرأ (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ).وقوله (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل قَرينِ هذا الإنسان عند موافاته ربه به, ربّ هذا ما لديّ عتيد; يقول; هذا الذي هو عندي معدّ محفوظ.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) قال; والعتيد; الذي قد أخذه, وجاء به السائق والحافظ معه جميعا.
يقول تعالى: { وَقَالَ قَرِينُهُ } أي: قرين هذا المكذب المعرض، من الملائكة، الذين وكلهم الله على حفظه، وحفظ أعماله، فيحضره يوم القيامة ويحضر أعماله ويقول: { هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } أي: قد أحضرت ما جعلت عليه، من حفظه، وحفظ عمله، فيجازى بعمله.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - ق٥٠ :٢٣
Qaf50:23