الرسم العثمانيءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ الْمُنشِـُٔونَ
الـرسـم الإمـلائـيءَاَنۡتُمۡ اَنۡشَاۡتُمۡ شَجَرَتَهَاۤ اَمۡ نَحۡنُ الۡمُنۡشِـُٔـوۡنَ
تفسير ميسر:
أفرأيتم النار التي توقدون، أأنتم أوجدتم شجرتها التي تقدح منها النار، أم نحن الموجدون لها؟
"أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون" أي بل نحن الذين جعلناها مودعة في موضعها وللعرب شجرتان "إحداهما" المرخ "والأخـرى" العفار إذا أخذ منهما غصنان أخضران فحك أحدهما بالآخر تناثر من بينهما شرر النار.
أأنتم أنشأتم شجرتها يعني التي تكون منها الزناد وهي المرخ والعفار ، ومنه قولهم ; في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار ، أي ; استكثر منها ، كأنهما أخذا من النار ما هو حسبهما . ويقال ; لأنهما يسرعان الوري . يقال ; أوريت النار إذا قدحتها . وورى الزند يري إذا انقدح منه النار . وفيه لغة أخرى ; ووري الزند يري بالكسر فيهما . أم نحن المنشئون أي ; المخترعون الخالقون ، أي ; فإذا عرفتم قدرتي فاشكروني ولا تنكروا قدرتي على البعث .
(أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا ) يقول; أأنتم أحدثتم شجرتها واخترعتم أصلها(أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ) يقول; أَمْ نحن اخترعنا ذلك وأحدثناه؟.
وهذه نعمة تدخل في الضروريات التي لا غنى للخلق عنها، فإن الناس محتاجون إليها في كثير من أمورهم وحوائجهم، فقررهم تعالى بالنار التي أوجدها في الأشجار، وأن الخلق لا يقدرون أن ينشئوا شجرها، وإنما الله تعالى الذي أنشأها من الشجر الأخضر، فإذا هي نار توقد بقدر حاجة العباد، فإذا فرغوا من حاجتهم، أطفأوها وأخمدوها.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٧٢
Al-Waqi'ah56:72