الرسم العثمانيوَمَآ أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّبِىٍّ إِلَّآ أَخَذْنَآ أَهْلَهَا بِالْبَأْسَآءِ وَالضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَاۤ اَرۡسَلۡنَا فِىۡ قَرۡيَةٍ مِّنۡ نَّبِىٍّ اِلَّاۤ اَخَذۡنَاۤ اَهۡلَهَا بِالۡبَاۡسَآءِ وَالضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَضَّرَّعُوۡنَ
تفسير ميسر:
وما أرسلنا في قرية من نبي يدعوهم إلى عبادة الله، وينهاهم عمَّا هم فيه من الشرك، فكذَّبه قومه، إلا ابتليناهم بالبأساء والضراء، فأصبناهم في أبدانهم بالأمراض والأسقام، وفي أموالهم بالفقر والحاجة؛ رجاء أن يستكينوا، وينيبوا إلى الله، ويرجعوا إلى الحق.
يقول تعالى مخبرا عما اختبر به الأمم الماضية الذين أرسل إليهم الأنبياء بالبأساء والضراء يعني بالبأساء ما يصيبهم في أبدانهم من أمراض وأسقام والضراء ما يصيبهم من فقر وحاجة ونحو ذلك "لعلهم يضرعون" أي يدعون ويخشعون ويبتهلون إلى الله تعالى في كشف ما نزل بهم. وتقدير الكلام أنه ابتلاهم بالشدة ليتضرعوا فما فعلوا شيئا من الذي أراد منهم فقلب عليهم الحال إلى الرخاء ليختبرهم فيه.
قوله تعالى وما أرسلنا في قرية من نبي فيه إضمار ، وهو فكذب أهلها إلا أخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون تقدم القول فيه
القول في تأويل قوله ; وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، معرِّفَه سنّته في الأمم التي قد خَلَت من قبل أمته، ومذكّرَ من كفر به من قريش ، لينـزجروا عما كانوا عليه مقيمين من الشرك بالله ، والتكذيب لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; ( وما أرسلنا في قرية من نبي ) ، قبلك=( إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء ) ، وهو البؤس وشَظَف المعيشة وضِيقها= و " الضراء " ، وهي الضُّرُ وسوء الحال في أسباب دُنياهم=(لعلهم يضرعون ) ، يقول; فعلنا ذلك ليتضرّعوا إلى ربهم، ويستكينوا إليه، وينيبوا ، (32) بالإقلاع عن كفرهم، والتوبة من تكذيب أنبيائِهم.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك.14872-حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; ( أخذنا أهلها بالبأساء والضراء ) ، يقول; بالفقر والجوع.* * *وقد ذكرنا فيما مضى الشواهدَ على صحّة القول بما قلنا في معنى; " البأساء " ، و " الضراء " ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (33)* * *وقيل; " يضرّعون "، والمعنى; يتضرعون، ولكن أدغمت " التاء " في" الضاد "، لتقارب مخرجهما.---------------الهوامش ;(32) انظر تفسير"التضرع" فيما سلف 11; 345 ، 414/ 12; 485.(33) انظر تفسير"البأساء" فيما سلف 3; 349- 353/ 4; 288/11; 354= وتفسير"الضراء" فيما سلف 3; 349- 353/ 4; 288/ 7; 214/ 11; 355.
يقول تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ ْ} يدعوهم إلى عبادة اللّه، وينهاهم عن ما هم فيه من الشر، فلم ينقادوا له: إلا ابتلاهم الله { بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ْ} أي: بالفقر والمرض وأنواع البلايا { لَعَلَّهُمْ ْ} إذا أصابتهم، أخضعت نفوسهم فتضرعوا إلى الله واستكانوا للحق.
(الواو) استئنافيّة
(ما) نافية
(أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعلـ (في قرية) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أرسلنا) ،
(من) حرف جرّ زائد
(نبيّ) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به
(إلّا) حرف للحصر
(أخذنا) مثل أرسلنا
(أهل) مفعول به
منصوب و (ها) ضمير مضاف إليه
(بالبأساء) جارّ وجرور متعلّق بفعل أخذنا بتضمينه معنى عاقبنا
(الواو) عاطفة
(الضرّاء) معطوفة على البأساء مجرور
(لعلّ) حرف للترجّي والنصب- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ
(يضّرّعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: أرسلنا ... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: أخذنا ... في محلّ نصب حال بتقدير
(قد) .
وجملة: لعلّهم يضّرّعون لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: يضّرّعون في محلّ رفع خبر لعلّ.
(ثمّ) حرف عطف
(بدّلنا) مثل أرسلنا
(مكان) مفعول به ثان مقدّم منصوبـ (السيّئة) مضاف إليه مجرور
(الحسنة) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي مكان الحسنة
(حتى) حرف غاية وجرّ
(عفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة.. والواو فاعلـ (الواو) حرف عطف
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(قد) حرف تحقيق
(مسّ) فعل ماض
(آباء) مفعول به مقدّم منصوب و (نا) ضمير مضاف إليه
(الضرّاء) فاعل مرفوع
(السرّاء) معطوف على الضرّاء بالواو (الفاء) عاطفة
(أخذنا) مثل أرسلنا و (هم) ضمير مفعول به
(بغتة) مصدر في موضع الحال من فاعل أخذناهم أو من مفعوله ،
(الواو) حاليّة
(هم) ضمير في محلّ رفع مبتدأ
(لا) نافية
(يشعرون) مضارع مرفوع. والواو فاعل.وجملة: بدّلناهم ... في محلّ نصب معطوفة على جملة أخذنا.
وجملة: عفوا ... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.. والمصدر المؤوّلـ (أن عفوا) في محل جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (بدّلنا) .
وجملة: قالوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة عفوا.
وجملة: قد مسّ.. الضرّاء في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: أخذناهم ... لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا وبين الجملتين رابطة المسبّب والسبب.
وجملة: هم لا يشعرون في محلّ نصب حال مؤكّدة.
وجملة: لا يشعرون في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
(الواو) عاطفة
(لو) حرف شرط غير جازم
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-
(أهل) اسم أنّ منصوبـ (القرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة
(آمنوا) مثل قالوا
(الواو) عاطفة
(اتّقوا) مثل عفوا.
والمصدر المؤوّلـ (أنّ أهل القرى..) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي: لو ثبت إيمان أهل القرى وتقواهم.
(اللام) واقعة في جواب لو (فتحنا) مثل أرسلنا
(على) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (فتحنا) بتضمينه معنى صببنا
(بركات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة
(من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لبركات
(الواو) عاطفة
(الأرض) معطوفة على السماء مجرور
(الواو) عاطفة
(لكن) حرف للاستدراك
(كذّبوا) مثل قالوا
(الفاء) - عاطفة سببيّة
(أخذنا) مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به
(الباء) حرف جرّ للسببيّة
(ما) حرف مصدريّ
(كانوا) فعل ماض ناقص واسمه
(يكسبون) مثل يضرّعون.
والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا يكسبون) في محلّ جر بالباء متعلّق بـ (أخذناهم) بتضمينه عذّبناهم.
وجملة:
(ثبت) إيمان ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا من قرية.
وجملة: آمنوا في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: اتّقوا في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: فتحنا لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: كذّبوا ... في محل رفع معطوفة على جملة آمنوا..
وجملة: أخذناهم في محلّ رفع معطوفة على جملة كذّبوا.
وجملة: كانوا يكسبون لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: يكسبون في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :٩٤
Al-A'raf7:94