الرسم العثمانيفَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلّٰى
الـرسـم الإمـلائـيفَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلّٰىۙ
تفسير ميسر:
فلا آمن الكافر بالرسول والقرآن، ولا أدَّى لله تعالى فرائض الصلاة، ولكن كذَّب بالقرآن، وأعرض عن الإيمان، ثم مضى إلى أهله يتبختر مختالا في مشيته. هلاك لك فهلاك، ثم هلاك لك فهلاك.
هذا إخبار عن الكافر الذي كان في الدار الدنيا مكذبا للحق بقلبه متوليا عن العمل بقالبه فلا خير فيه باطنا ولا ظاهرا ولهذا قال تعالى "فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى".
قوله تعالى ; فلا صدق ولا صلى أي لم يصدق أبو جهل ولم يصل . وقيل ; يرجع هذا إلى الإنسان في أول السورة ، وهو اسم جنس . والأول قول ابن عباس . أي لم يصدق بالرسالة ولا صلى ودعا لربه ، وصلى على رسوله .وقال قتادة ; فلا صدق بكتاب الله ، ولا صلى لله . وقيل ; ولا صدق بمال له ، ذخرا له عند الله ، ولا صلى الصلوات التي أمره الله بها . وقيل ; فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه .قال الكسائي ; لا بمعنى لم ولكنه يقرن بغيره ; تقول العرب ; لا عبد الله خارج ولا فلان ، ولا تقول ; مررت برجل لا محسن حتى يقال ولا مجمل ، وقوله تعالى ; فلا اقتحم العقبة ليس من هذا القبيل ; لأن معناه أفلا اقتحم ; أي فهلا اقتحم ، فحذف ألف الاستفهام . وقال الأخفش ; فلا صدق أي لم يصدق ; كقوله ; فلا اقتحم أي لم يقتحم ، ولم يشترط أن يعقبه بشيء آخر ، والعرب تقول ; لا ذهب ، أي لم يذهب ، فحرف النفي ينفي الماضي كما ينفي المستقبل ; ومنه قول زهير ;[ ص; 103 ] فلا هو أبداها ولم يتقدم
حدثنا أبو هشام، قال; ثنا عبيد الله، قال; ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، قال; بلاء ببلاء.وأولى الأقوال في ذلك بالصحة عندي قول من قال; معنى ذلك; والتفَّت ساق الدنيا بساق الآخرة، وذلك شدّة كرب الموت بشدة هول المطلع، والذي يدل على أن ذلك تأويله، قوله; ( إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ) والعرب تقول لكلّ أمر اشتدّ; قد شمر عن ساقه، وكشف عن ساقه، ومنه قول الشاعر;إذَا شَــمَّرَتْ لَــكَ عَــنْ سـاقهافَرِنهــــا رَبِيـــعُ وَلا تَســـأَم (1)عني بقوله; ( الْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ ) التصقت إحدى الشِّدّتين بالأخرى، كما يقال للمرأة إذا التصقت إحدى فخذيها بالأخرى; لفَّاء.وقوله; ( إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ) يقول; إلى ربك يا محمد يوم التفاف الساق بالساق مساقه.القول في تأويل قوله تعالى ; فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) .يقول تعالى ذكره; فلم يصدّق بكتاب الله، ولم يصلّ له صلاة، ولكنه كذّب بكتاب الله، وتولى فأدبر عن طاعة الله.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;
{ فَلَا صَدَّقَ } أي: لا آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره { وَلَا صَلَّى}
(الفاء) استئنافيّة
(لا) نافية في الموضعين
(لكن) حرف استدراك مهملـ (إلى أهله) متعلّق بـ (ذهب) .جملة: «لا صدّق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا صلّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «ذهب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب أو تولّى.
وجملة: «يتمطّى ... » في محلّ نصب حال من فاعل ذهب.
- القرآن الكريم - القيامة٧٥ :٣١
Al-Qiyamah75:31