القول في تأويل قوله ; ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)قال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه بقوله; (ذلكم)، هذا الفعل من قتل المشركين ورميهم حتى انهزموا, وابتلاء المؤمنين البلاء الحسن بالظفر بهم، وإمكانهم من قتلهم وأسرهم= فعلنا الذي فعلنا=(وأنّ الله موهن كيد الكافرين)، يقول; واعلموا أن الله مع ذلك مُضْعِف (14) = " كيد الكافرين ", يعنى; مكرهم, (15) حتى يَذِلُّوا وينقادوا للحق، أو يُهْلَكوا. (16)* * *وفى فتح " أن " من الوجوه ما في قوله; ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ ، [سورة الأنفال; 14]، وقد بينته هنالك. (17)* * *وقد اختلفت القرأة في قراءة قوله; (موهن) .فقرأته عامة قرأة أهل المدينة وبعض المكيين والبصريين; " مُوَهِّنُ" بالتشديد, من; " وهَّنت الشيء "، ضعَّفته.* * *وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين; (مُوهِنُ)، من أوهنته فأنا موهنه ", بمعنى; أضعفته.* * *قال أبو جعفر; والتشديد في ذلك أعجبُ إليّ، لأن الله تعالى كان ينقض ما يبرمه المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه, عقدًا بعد عَقْدٍ, وشيئًا بعد شيء, وإن كان الآخرُ وجهًا صحيحًا.--------------------الهوامش ;(14) انظر تفسير " الوهن " فيما سلف 7 ; 234 ، 269 9 ; 170 .(15) انظر تفسير " الكيد " فيما سلف ص ; 322 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(16) في المخطوطة ; " ويهلكوا " ، وصواب السياق ما أثبت .(17) انظر ما سلف ص ; 434 .